وكيل للسيستاني يوصي بالتنازل عن المناصب للخروج من المأزق السياسي
القوات الامريكية في العراق
بغداد/وكالات: فيما دعا الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء الى "ايجاد حل" للمازق السياسي عبر "التنازل عن بعض المواقع", وبينما دعا عدد من علماء الحوزة العلمية في النجف إبراهيم الجعفري لسحب ترشيحه لتولي منصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة، لا تزال وتيرة التوتر الأمني ترتفع إذ فجر انتحاريان نفسيهما أمام مسجد شيعي ببغداد فيما كان المصلون يهمون بالخروج من الصلاة الجمعة أمس ما أودى بحياة 40 شخصا على الأقل وسقوط 60 جريح.وقال مصدر في وزارة الدفاع ان "اربعين قتيلا على الاقل و45 جريحا سقطوا في تفجيرين انتحاريين استهدفا مسجد براثا في وسط بغداد فور انتهاء صلاة الجمعة أمس وخروج المصلين". واوضح مصدر امني ان "الانتحاريين" اللذين رجح شهود عيان انهما من النساء او يرتديان ثيابا نسائية "اندسا بين المصلين فور خروجهم من المسجد" الذي يقصده اتباع المرجع الشيعي البارز اية الله علي السيستاني. وتابع ان مستشفى الكاظمية تلقى "ما لا يقل عن 12 جثة و36 مصابا في حين استقبل مستشفى الكرخ المواجه للمسجد حوالى 18 جثة" في حين نقل باقي القتلى والمصابون الى مستشفيات اخرى.وفي هذه الأثناء ، دعا الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني في كربلاء أمس الجمعة الى "ايجاد حل" للمازق السياسي عبر "التنازل عن بعض المواقع", بدون ان يحددها او يذكر اسماء معينة.وقال رجل الدين عبد المهدي الكربلائي امام آلاف المصلين في الصحن الحسيني في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) "نوصي جميع الكتل السياسية بضرورة ايجاد حل للطريق المسدود التي وصلت اليه العملية السياسية وان تطلب الامر التنازل عن بعض المواقع".وارتفعت اصوات داخل الائتلاف العراقي الموحد الشيعي في الاونة الاخيرة تطالب رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري بالتخلي عن ترشيحه للمنصب مجددا كما انه يواجه معارضة شديدة من التحالف الكردستاني وقوائم العرب السنة. ولم تتوصل الكتل البرلمانية الى حل لتشكيل الحكومة بعد اربعة اشهر من الانتخابات التشريعية.وحذر الكربلائي من ان "رعاية المرجعية لهم منوط باستمرار توحدهم, مؤكدا ان "هذه المظلة الابوية لا يمكن ان تستمر اذا حصل التشتت والتفرق (...) فاستمرار الازمة السياسية وعدم تشكيل الحكومة بعد اربعة اشهر من الانتخابات يضيف المعاناة واراقة الدماء".ودعا "قائمة الائتلاف الى الشعور بمسؤولياتها عبر الحفاظ على تماسكها وعدم السماح بانفراط عقد الائتلاف لان ذلك لا يلحق ضررا بمصالح القائمة فقط وانما بكافة المؤمنين الذين صوتوا لهم وبذلوا التضحيات الغالية".من جهة اخرى, دعا الكربلائي "الحكومة والاجهرة الامنية" الى "كشف كافة الخروقات الامنية التي تقوم بها القوات الاميركية". كما طالب "بعدم التدخل بالسيادة العراقية" مؤكدا انه "لا نحتاج لخلق ازمات جديدة بل علينا ان نحل الازمات الحالية المتمثلة بالفوضى والتهجير".وفي النجف (160 كم جنوب بغداد) دعا امام الحسينية الفاطمية صدر الدين القبانجي "كافة الفرقاء السياسيين" الى "الرجوع" للسيستاني لحل الازمة الراهنة. وقال من دون توضيحات "لا بد على كل الكتل السياسية وخصوصا الائتلاف اسقاط جميع خياراتهم واللجوء لاية الله السيستاني لحل ازمة تشكيل الحكومة والقبول بخيار المرجعية الدينية (...) كونها تمتلك الحل وسوف تقدمة اذا تم الرجوع اليها".واكد زعيم التيار الصدري في خطبة "اريد ان اقول في الذكرى الثالثة للاحتلال ان اعتداء النجف ليس الاول لقوات الاحتلال او فرق الموت التابعة لها فعمليات القتل التي يمارسها طالت الشرطة والجيش". واضاف "قتلوا المصلين والمواطنين في الشوارع وجعلوا جيراننا اعداء لنا وسرقوا اموالنا سرا وعلنا وبدلا من بناء المرقدين في سامرا فانهم يبنون السجون (...) يريدون الاعتداء على مقام الامام علي وقتل المراجع لاثارة الفنتة الطائفية". واتهم الولايات المتحدة بانها "تريد تسليم الامن والسياسة في العراق الى الارهابيين".واقترح "خطة لجدولة خروج قوات الاحتلال من المناطق الآمنة حيث يجب على الاميركيين الانسحاب الى خارج المدن وتسليم الملف الامني للعراقيين", داعيا الى "تشكيل الوية وطنية من الجيش والشرطة وقوى شعبية في المناطق الساخنة واقامة غرف عمليات مشتركة". واضاف "اذا استتب الامن يتم تطبيق ما جرى في المناطق الامنة". ودعا الصدر منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية الى "المساعدة في تطبيق الخطة". كما طالب بـ"منع الاميركيين من استخدام المجال الجوي الا بموافقة البرلمان او مجلس الوزراء وفتح دورات عسكرية للعراقيين بعيدا عن قوات الاحتلال".وكان عدد من علماء الحوزة العلمية في النجف وجهوا نداء عاجلا الى الجعفري للانسحاب ليفسح المجال لغيره كي يقود البلد المضطرب، بعد ان ثبت بالملموس عدم قدرته على ضبط الأمن وتوفير الخدمات ودفع الظلامات..واعرب النداء المكتوب بلهجة قوية عن الاستغراب حيال "هذا الالتصاق بكرسي الحكم والتسبب في ازمة مستحكمة تلعب الدور الاكبر في سقوط الضحايا كل يوم". لكن الجعفري جدد امس الاول تمسكه بالترشيح، مؤكدا انه لن يتنحى الا "اذا طلب مني البرلمان"، الذي لم ينعقد حتى الان بسبب موقف الجعفري هذا ومعارضة الكتل الاخرى لترشيحه.