الأطفال: " المقصون والمحجوبون"
تناول التقرير السنوي لمنظمة الأمم المتحدة (اليونيسيف) لعام 2006م قضايا الأطفال (المقصون والمحجوبون) وعرف التقرير إقصاء الأطفال بأولئك الذين تم إقصاؤهم excluded مقارنة بالأطفال الآخرين إذا ما تم اعتبارهم معرضين لخطر ضياع فرصهم في بيئة تحميهم من العنف والإساءة والاستغلال أو إذا كانوا غير قادرين على الحصول على الخدمات والسلع الأساسية بطريقة تهدد مقدرتهم على المشاركة الكاملة في المجتمع مستقبلاً وقد يتم إقصاء الأطفال من أسرهم ومن المجتمع والحكومة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والقطاع الخاص والأطفال الآخرين..عرض/ عمر السبعوقد اعد الأستاذ محمد عبده الزغير الباحث اليمني العامل في الأمم المتحدة عرضاً شافياً وشائقاً لما جاءوا في تقرير منظمة اليونيسيف المكون من 137 صفحة ولأهمية الموضوع وملامسته الصريحة لواقع الطفولة في العالم النامي نقدم عرضاً مختصراً لما تطرق إليه الأستاذ الباحث محمد عبده الزغير.تم تقسيم تقرير منظمة اليونيسيف الى خمسة فصول أساسية موسومة على النحو المبين أدناه:[c1]الفصل الأول:[/c]التزاماتنا تجاه الأطفالارتكز هذا الفصل على الاهتمام بالأطفال وأجيال المستقبل من خلال تجديد الالتزام بإعلان الألفية وتحقيق أهداف التنمية للألفية وتم عرض المرجعيات الدولية التي التزمت الدول بتحقيقها وهي:--اتفاقية حقوق الطفل ، التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1989م.-أهداف مؤتمر قمة الألفية للتنمية ،سبتمبر 2000م.-وثيقة " عالم جدير بالأطفال" الصادرة عن الدورة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة ، حول الأطفال ،مايو 2002م.وكل هذه المواثيق المجتمعه تشكل إستراتيجية أو أجندة لحماية الطفولة في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين حيث أكد التقرير أن تحقق أهداف التنمية الألفية على مدى السنوات العشر القادمة سيساعد في تجنيب ملايين الأطفال الأمراض أو الوفاة قبل الأوان أو الفقر المدقع أو سوء التغذية وسوف يتمتعون بالتعليم،والحصول على المياه الآمنة، ومرافق الصرف الصحي.واوجب تقرير اليونيسيف النظر الى أجندة الألفية كقوة محركة لتأمين إمكانية تعميم الوصول الشامل الى الخدمات الأساسية والحماية والمشاركة من جانب الأطفال ،وعلى الدول المتأخرة في تحقيق أهداف التنمية للألفية، مضاعفة جهودها لتحقيقه.[c1]الفصل الثاني:الأسباب الجذرية للإقصاء[/c]وحدد التقرير الأسباب التالية للإقصاء: الفقر، الحاكمية الضعيفة ،النزاعات المسلحة، مرض الايدز. واعتبر هذه المؤشرات تؤثر في صحة الطفل وتعليمه وتعمل على زيادة خطر فوات فرصتهم في التمتع بطفولتهم ومواجهة الإقصاء المستمر في مرحلة الرشد.وأشار الأستاذ محمد عبده الزغير أن مظاهر عدم المساواة بين الأطفال تأتي من الإحصائيات الوطنية، وأنه يتم إقصاء الأطفال مباشرة عن الخدمات نظراً لعيشهم في مناطق اشد فقراً ولا تصلها الخدمات أو للكلفة العالية لإمكانية الوصول للخدمات الأساسية أو بسبب العوائق الثقافية مثل اللغة والتمييز العرقي.وأكد الأستاذ الزغير أيضاً، على ضرورة تعديل استراتيجيات الحد من الفقر، ومنع حدوث النزاعات المسلحة، ومعالجة مرض الايدز، وحماية الأطفال من الإصابة به ، والقضاء والتصدي للتمييز للنوع الاجتماعي أو الجماعات العرقية.[c1]الفصل الثالث: الأطفال المحجوبون عن الأنظار[/c]وذلك بسبب انتهاكات حقوقهم في الحماية من مجتمعاتهم المحلية ويفاقم ظاهرة الأطفال المحجوبين عن الأنظار العوامل التالية:-الافتقار الى الهوية الشخصية أو فقدها.-الحماية غير الكاملة من الدولة للأطفال الذين لا تتوافر لهم الرعاية الأسرية.-انخراط الأطفال في ادوار يقوم بها الكبار كالزواج المبكر والعمل المنطوي على المخاطر والقتال.وقد تطرق الأستاذ محمد عبده الزغير الى عوامل تقوية الأسر والمجتمعات لرعاية الأطفال وحمايتهم الى التزام الحكومة بدعم حماية الأطفال والمصادقة على التشريعات الوطنية والدولية المتعلقة بحقوق الأطفال وتوافر الخدمات الاجتماعية الأساسية لجميع الأطفال دون استثناء .. وعلى ضرورة بذل مزيد من الجهود من قبل الأفراد والمنظمات المدنية ومنظمات المجتمع الدولي لضمان شمول الأطفال في الخدمات الأساسية وحمايتهم من الأذى وجعلهم ظاهرين visible.[c1]الفصل الرابع:شمول الأطفال[/c]ناقش هذا الفصل كيفية الوصول الى الأطفال الأكثر تعرضاً للمخاطر لضمان شمولهم في الخدمات الأساسية وحمايتهم من الأذى والاستغلال والإساءة والإهمال وتشجيع مشاركتهم في المجتمع ، من خلال تركيز المبادرات عليهم في الاستراتيجيات الوطنية لحقوق الطفل وتنميته، والتصدي للأسباب الجذرية للإقصاء وحجب الأطفال عن الأنظار وإيجاد بيئة حمائية لجميع عناصر المجتمع.ويمكن للحكومات تحمل مسئولياتها الرئيسية للوصول الى الأطفال الذين تم إقصاؤهم والأطفال المحجوبون عن الأنظار من خلال إعداد البحوث والتشريعات التي تتطابق مع الالتزامات العالمية للأطفال، واعتماد موازنات مالية كافية للتركيز على الأطفال وبناء المؤسسات وعلى اعتماد البرامج الموجهة للأطفال ولاسيما الأطفال الذين يعيشون في المواقع النائية أو المحرومة.وعلى وسائل الإعلام توفير معلومات دقيقة حول الناس ،ومن خلال تحدي المواقف والتوجهات والممارسات التي تؤدي الأطفال، كما يمكن للأطفال أنفسهم ان يقوموا بدور نشيط في حماية أنفسهم وحماية اقرأنهم.[c1]الفصل الخامس: العمل معاً[/c]يناقش هذا الفصل الأخير العمل المشترك لإيجاد عالم جدير بالأطفال من خلال المحافظة على التزامات الجميع تجاه الأطفال، وفهم حقيقة أن الالتزام هو عهد يقترن بالتزامات معنوية وعملية وهو ما جسدته الأهداف التنموية للألفية ،والتي بموجبها تعهد قادة العالم بأن يخضعوا للمساءلة ولقياس أدائهم ففي مؤتمر القمة العالمية الذي عقد في سبتمبر 2005م أكد قادة العالم على التزامهم بتحقيق أجندة الألفية للأطفال بحلول عام 2015م وعلى الدول المختلفة في تحقيق هذه الأهداف مضاعفة جهودها بمساعدة الدعم المقدم من المانحين والوكالات الدولية. أما الدول ذات المسار الصحيح في تحقيق أهداف الألفية عليها مواجهة تحدي القضاء على التباين في الوضع الصحي والتعليمي والتنموي للأطفال.وعلى المجتمعات المحلية والمجتمعات العامة بذل قصارى جهودها للقضاء على ظاهرةالأطفال المقصين والأطفال المحجوبين عن الأنظار والعمل معاً لتعدي الإرادة السياسية والاستراتيجيات الحسنة والاعتراف بالمسؤولية والسعي للعمل نيابة عن الأطفال وتمكينهم وشمولهم وحمايتهم عن طريق الحكم الرشيد للارتقاء بكرامة الانسان والطفل معاً.