إسماعيل الاكوع بعيون مؤرخي اليمن و مثقفيه
صنعاء/سبأ: اعتبر عدد من مؤرخي اليمن ومثقفيه رحيل العلامة والمؤرخ الكبير القاضي إسماعيل بن علي الاكوع سيترك فراغا كبيرا من الصعب ملؤه في القادم المنظور مؤكدين عظمة تجربة الراحل في خدمة التراث الثقافي في اليمن و ان هذه التجربة ستظل نافذة من نوافذ الثقافة اليمنية للعالم . قدم لليمن الكثير قال المؤرخ الدكتور حسين العمري « رحم الله الشيخ الكبير الراحل القاضي العلامة المؤرخ إسماعيل بن علي الاكوع فقد تتلمذت على يديه من عام 1957م في دمشق وعرفته طيلة النصف القرن عرفته عالماً ومؤرخاً ووطنياً كبيراً .وأضاف العمري : وعادة نقول انها خسارة كبيرة عندما يرحل الراحل في درجة القاضي إسماعيل لكنه وصل إلى سنٍ و الحمد لله ذهب ومازال واعياً ومتماسكاً فرحمة الله عليه فقد قدم لليمن وللأمة العربية و الإسلامية الكثير من التراث والتحقيقات التي سيبقى أثرها باقياً في الأجيال .[c1]العلامة المؤرخ [/c]فيما قال شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح « رحم الله القاضي إسماعيل العلامة المؤرخ الذي احتفظ لليمن بمعالمه التاريخية والدينية من خلال المدارس وكتاب الهجرات وما بذله في حياته من جهد علمي وعملي…. رحمة الله عليه كان عالما كبيرا خسرت اليمن برحيله واحد من أهم أعلامها .من كبار المؤرخين من جانبه قال المؤرخ الدكتور يوسف محمد عبدالله: « كان الفقيد من كبار علماء اليمن ومن كبار المؤرخين وبرحيله فقدت اليمن علماً بارزاً في المعرفة وفي العلم وفي الفقه وفي القضاء وفي أشياء كثيرة … نحن أصدقائه نعزي أنفسنا بهذا المصاب الجلل .[c1]من كبار الأحرار[/c]أما المؤرخ مطهر الارياني فاضاف « إلى جانب ما وضحه الأخوان أشير إلى انه كان أيضا من كبار الأحرار اليمنيين المناضلين وممن سجنوا في حجة لسنوات طويلة وعرف عنه انه عمل في القضية الوطنية منذ أن كان صغيراً فهو من أوائل الأحرار اليمنيين أيضا إلى جانب ما وضحه الأخوان من علمه وفضله في جميع المجالات .إن يوما تخسر فيه أمة من الأمم علما من أعلامها ، لهو اليوم الصعب في تاريخها ، الذي لن يكون من السهل عليها تجاوزه أو تعويض الخسارة الناتجة عن مصابها فيه .و أي خسارة يمثلها رحيل علامة اليمن و مؤرخها القاضي إسماعيل بن علي الاكوع وهو الذي أفنى عمره في كتابة التاريخ الثقافي لليمن ، هذا التاريخ الذي يمثل فيه المؤرخ الاكوع مؤسسة أسهمت في رفد المكتبة اليمنية بما سيظل دليلا للأجيال إلى مستقبل يضيء طريقهم إلى النور ، و هو النور الذي لن يتجلى ما لم يتحلوا بسجايا هذا الجهبذ في مجاله . أمضى القاضي الاكوع حياته محبا للقراءة والبحث والتمحيص والتحقيق والكتابة والمراجعة ومتابعة جديد ما يكتب عن تاريخ اليمن وحضارته ، وكان يقضي معظم أوقات يومه في برنامج يخصص جله للقراءة و الكتابة حتى آخر حياته . يقول نجله محمد إسماعيل الاكوع : كان والدي في أيامه الأخيرة يمضي أيامه قبل أن يشتد عليه المرض مثل بقية أيامه إذ كان يقضي معظم أوقاته في القراءة .[c1]قراءة وعبادة[/c] و يوضح نجله السفير خالد إسماعيل الاكوع « كان يستيقظ أبي لصلاة الفجر ويجلس يقرأ القرآن حتى موعد نشرة أخبار السابعة ثم يفطر و يقرأ بعد ذلك القران إلى الساعة العاشرة صباحاً ومن ثم يخرج يقضي بعض أعماله الخاصة اذا كانت لديه أعمال ثم يعود يصلي الظهر ويدخل مكتبته يقرأ ثم يتناول طعام الغداء ويغفوا قليلاً ويقوم يصلي عصر ويرجع لكتبه حتى صلاة المغرب فيصلي مغرب و يرجع لكتبه ويصلي عشاء ويرجع لكتبه مرة أخرى فقد كان مداوما على مكتبه مرافقا للكتاب ومحبا للقراءة و البحث والكتابة .و حول تجربته في البحث والكتابة في أيامه الأخيرة يقول : كان اكبر همه في إعداد طبعة جديدة منقحة ومزيدة من كتاب «هجر العلم ومعاقله في اليمن « فقد كان يعمل عليها ليكملها و ينقحها بالإضافة إلى كتاب « المدارس الإسلامية « ..و كانت وصيته الأخيرة لنا قوله : خلّفت لكم مكتبة حافظوا عليها ..[c1]العادة لم تتغير [/c]و اختتم كلامه قائلا : كان والدي رجلا أفنى حياته في طلب و نشر العلم و اذا كانت هنا كلمة نقولها فهي أن رسالته إلى الجميع هي العلم والتمسك بالعلم لان الرجل إلى نهاية عمره وهو صديق الكتاب يقرأ ويكتب وحتى عندما ضعف نظره كان هناك شخص يقرأ له.. مؤكداً أن عادة والده في القراءة لم تتغير إلى أن وصل إلى مرحلة كانت فيها يديه ترتعشان و لا يستطيع الإمساك بالكتاب وهي المرحلة التي تعب بعدها بصره وهذه هي الفترة الأخيرة .أما الكتابة فيقول صديقة يحيى قايد : كان في فترة سابقة يكتب بنفسه وعندما لم يعد يستطع الكتابة كانت تكتب له ابنته وفي الفترة لأخيرة انقطع عن الكتابة و لكن حسه و ذاكرته المتوقدة لازمته حتى مماته. و بالنسبة للوصية التي تركها والده يقول السفير خالد إسماعيل الاكوع : لقد أوصانا بأخذ جزء من مكتبته هدية إلى المكتبة المركزية لجامعة صنعاء في ركن يحمل اسمه.
