الرئيس يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في قمة الخرطوم
صنعاء/ الخرطوم / سبأ:عاد الرئيس علي عبدالله صالح الليلة الماضية إلى صنعاء قادما من الخرطوم بعد مشاركته في أعمال القمة الـ 18 التي انعقدت أمس في العاصمة السودانية الخرطوم .وفي تصريح لـ (سبأ) أشاد الرئيس علي عبدالله صالح بنتائج القمة ، مشيراً إلى أنها كانت ايجابية وجيدة وستخدم مسيرة التضامن العربي وتطوير آليات العمل العربي المشترك.وقال " إن القمة بحثت في العديد من القضايا والتطورات التي تهم الأمة العربية وبخاصة في ظل الظروف التي تواجه فيها الأمة العربية الكثير من التحديات سواء ما يتصل بالأوضاع في فلسطين أو العراق أو الصومال وفي دار فور" ، مؤكداً أن القادة العرب وقفوا بمسئولية أمام تلك القضايا واتخذوا القرارات المناسبة إزائها انطلاقاً من استشعارهم لأهمية وجود موقف عربي موحد ومساندة الأشقاء في فلسطين والعراق والصومال وإيجاد حل لمشكلة دار فور يقوم على أساس الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ووجود قوات من الدول العربية والافريقية لحفظ السلام في دارفور .وكان القادة العرب وافقوا مساء أمس في الجلسة المغلقة على تنفيذ قرارات القمة السابقة بالجزائر ، إلى جانب تقرير حول مسيرة التحديث في الجامعة العربية .وكما وافق الملوك والرؤساء العرب على إعادة انتخاب عمرو موسى أميناًَ عاماً للجامعة لخمس سنوات أخرى ، واتفقوا أيضا على الدعم المالي لفلسطين إلى جانب دعم الصومال وجزر القمر ، وأجاز الملوك والرؤساء مشروع قرار بخصوص الجولان ورفض العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا ودعم جهود سيادة واستقلال العراق .وقد عقدت أمس في العاصمة السودانية الخرطوم جلسة المباحثات المغلقة لقادة الدول العربية المشاركين في اجتماعات القمة الثامنة عشرة .وعلمت (سبأ) أن الرئيس علي عبدالله صالح قدم مقترحا إلى إخوانه القادة العرب المشاركين في القمة بإعادة انتخاب عمرو موسى أمينا عاما لجامعة الدول العربية لفترة جديدة تقديراً الدور الذي قام به من اجل خدمة العمل القومي لمشترك.وقد قوبل مقترح الرئيس علي عبدالله صالح القادة العرب يوافقون...بالموافقة بالإجماع.وعبر فخامة الرئيس في كلمته عن شكره للرئيس السوداني عمر حسن البشير والحكومة والشعب السوداني الشقيق على استضافة القمة وحسن الإعداد لها كما عبر عن شكره للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على إدارته للقمة خلال السنة الماضية مقدراً جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية من اجل تفعيل مقررات القمة العربية السابقة وتنشيط العمل العربي المشترك.وأشار رئيس الجمهورية إلى أن هذه القمة تنعقد في ظل تحديات كبيرة تواجه الأمة ، ودعا إخوانه القادة العرب إلى الوقوف أمامها بمسؤولية ، مؤكداً على ضرورة إيجاد آليات متابعة لتنفيذ قرارات القمم العربية السابقة والوفاء بالالتزامات المترتبة عليها وعدم تغليب ما هو قطري على ما هو قومي . وجدد الرئيس دعوة الجمهورية اليمنية إلى الإسراع في إقامة الاتحاد العربي الذي يضمن لامتنا وجودها الفاعل بين الأمم ويحافظ على كرامتها وعزتها ويكفل لها مجابهة كافة التحديات . كما تحدث حول تطورات القضية الفلسطينية وحيا الشعب الفلسطيني على صموده مجدداً له التهنئة على جدارته في ممارسة الديمقراطية.وقال الرئيس " يجب أن تحترم إرادة الشعب الفلسطيني التي عبر عنها من خلال صناديق الاقتراع مؤكداً على ضرورة تقديم المزيد من الدعم المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية من اجل الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني ولمواجهة الحصار والذي تفرضه إسرائيل التي تحاول أمس تكريس سياسية الأمر الواقع من خلال ترسيم الحدود من جانب واحد وهو أمر لا يمكن القبول به".وأشار رئيس الجمهورية إلى ضرورة دعم السلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن والممثل الشرعي للشعب الفلسطيني والمسؤولة عن تنفيذ السياسة الداخلية والخارجية التي تهم مصلحة الشعب الفلسطيني . وحول تطورات الأوضاع في السودان ، نوه الرئيس إلى ضرورة إرسال قوات من الدول العربية الأفريقية لترسيخ السلام في إقليم دارفور، مؤكدا وقوف بلادنا إلى جانب السودان في كل ما يحافظ على أمنة واستقراره ويحافظ على وحدته وسلامة أراضيه . وأشار إلى ضرورة حل مشكلة دارفور في إطار الحفاظ على وحدة السودان وبعيداً عن أية تدخلات خارجية .كما دعا رئيس الجمهورية إلى ضرورة الوقوف إلى جانب الأشقاء في العراق من اجل إحلال الأمن والاستقرار والتنمية. ودعا الأشقاء في العراق إلى تجنب الوقوع في شرك الصراع الطائفي ودعا الشعب العراقي إلى الحفاظ على وحدتهم الوطنية وبناء العراق الديمقراطي الحر والمستقل ، مشيرا إلى أن ذلك سيساعد على إنهاء وجود قوات الاحتلال في العراق واستتباب الأمن وتمتين الوحدة الوطنية للشعب العراقي.كما دعا فخامة رئيس الجمهورية إلى دعم الصومال والوقوف إلى جانب الحكومة الصومالية من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة على أساس أن يقدم الدعم للحكومة الصومالية ،من أجل القيام بمسؤولياتها بإعادة بناء مؤسسات الدولة وأعمارها .وأشار إلى أن أمن الصومال واستقراره أمر يهم كل أشقائه ويهم المنطقة بصورة عامة .وقال " إن من أهم التحديات الراهنة التي ينبغي مواجهتها هي مكافحة الفقر ومكافحة الإرهاب"، منوها إلى أنه يجب أن تأخذ الدول الغنية بيد الدول الفقيرة لمكافحة الفقر والتغلب على تحديات التنمية ، وأكد على أهمية أن تتكاتف الجهود الدولية من اجل مكافحة الإرهاب .وطالب الرئيس بتشكيل لجنة عربية لمتابعة قرارات مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت وبحيث تقوم تلك اللجنة بالذهاب إلى أمريكا والاتحاد الأوربي واللجنة الرباعية لشرح وجهة النظر العربية إزاء تلك المبادرةكما طالب المجتمع الدولي باحترام إرادة الشعب الفلسطيني التي عبر عنها من خلال صناديق الاقتراع مشيرا إلى إن السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .وتمنى رئيس الجمهورية في ختام كلمته أمام القادة العرب الخروج بقرارات تلبي تطلعات الشعوب العربية وبما يعزز اقتدار الأمة على مجابهة كافة التحديات . وكانت قد بدأت أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم أعمال القمة العربية الثامنة عشرة بمشاركة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.وقد وصل صباح أمس فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والوفد المرافق له للمشاركة في أعمال القمة.وكان في استقبال فخامته عند سلم الطائرة الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية مرحبا به وبمرافقيه .بعد ذلك صافح فخامة الرئيس مستقبليه من كبار المسؤولين السودانيين مدنيين وعسكريين وأعضاء السفارة اليمنية.وقد أدلى فخامة الرئيس بتصريح بمناسبة مشاركته في القمة العربية في الخرطوم قال فيه: يسعدني أن أشارك على رأس وفد الجمهورية اليمنية في أعمال هذه الدورة الثامنة عشرة لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في الخرطوم على أرض هذا البلد الشقيق الذي يحفل تاريخه بأدوار قومية رائدة ومشهودة والذي نؤكد في الجمهورية اليمنية دعمنا ووقوفنا إلى جانبه في كل ما يعزز مسيرة السلام والوفاق فيه ويصون أمنه واستقراره وسيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه .وأضاف ما من شك فأن انعقاد هذه القمة يأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد تواجهها أمتنا العربية التي تقف اليوم أمام مفترق طرق ولهذا فأن التطلعات كبيرة في الخروج بقرارات ايجابية خاصة وهنالك على جدول الأعمال قضايا حيوية هامة سواء ما يجري من تطورات في فلسطين والعراق أو تفعيل آليات العمل العربي المشترك أو مكافحة الإرهاب وجميعها تنتظر موقفاً عربياً جادًا ورؤية واعية وتحركاً فاعلاً لن يتسنى إنجازه إلا بإرادة سياسية قوية وعزيمة صادقة وهمة عالية وبما من شأنه تعزيز التضامن ووحدة الصف وتجاوز الواقع العربي الراهن واستشراف مستقبل أفضل للوطن.وأكد رئيس الجمهورية بأن الأهم هو تنفيذ القرارات والوفاء بالالتزامات وعدم تغليب ما هو قطري على ما هو قومي .. فالمتغيرات الإقليمية الدولية تفرض علينا جميعاً ومن خلال هذه القمة وضع إستراتيجية عربية شاملة للعمل العربي المشترك وللتكامل الاقتصادي وبما يعزز من ترابط وتشابك المصالح الاقتصادية العربية ويؤسس قاعدة متينة للعلاقات العربية العربية سواء في شكلها الثنائي أو الجماعي .وقال "نحن في الجمهورية اليمنية سنجدد دعوتنا خلال هذه القمة إلى قيام الاتحاد العربي بين كافة الأقطار العربية باعتبار ذلك ضرورة قومية ملحة والمدخل الأساسي لتحقيق التطلعات العربية في وجود مستقبل أفضل للأمة فنحن نعيش اليوم في عالم تسوده التكتلات والتجمعات الإقليمية ولا مكان فيه ولا مكانة لغير الأقوياء وأن من المهم اتخاذ المبادرة المشتركة التي سيسجلها التاريخ لنا جميعاً والعمل بما تمليه ضمائرنا إزاء واجب التضامن في مواجهة الأخطار المحدقة بما يستجيب مع نبض شعوبنا وتطلعاتها صوب السلام والاستقرار والتنمية والتقدم سائلين الله لهذه القمة في الخرطوم النجاح والتوفيق والسداد لما فيه مصلحة الأمة.هذا ويرافق فخامة الرئيس وفد يضم الدكتور/أبوبكر القربي وزير الخارجية والمغتربين والدكتور خالد راجح شيخ وزير الصناعة والتجارة وعبد الله البشيري وزير الدولة أمين عام رئاسة الجمهورية واللواء عبد الله على عليوه مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة والدكتور عبد الولي الشميري مندوب بلادنا الدائم لدى الجامعة العربية .