صباح الخير
أصاب الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لفخامة رئيس الجمهورية، الحقيقة بوصفه "اتباع الحوثي بالورم الخبيث الذي يتوجب استئصاله فوراً".. فالدكتور الارياني رجل علم في السياسة والدين والثقافة وكلامه يوزن بالذهب ولا أحد يستطيع المزايدة عليه.. فوصفه "الحوثيين" بأنهم ورم خبيث في جسد الوطن لا يأتي من فراغ، بل من خبرة سياسية أشبه بالجراح الماهر الذي يدرك إن "آخر الدواء الكي"، وحقاً وعدلاً وصدقاً قالها رجل لا يحقد على احد ولا في قواميس حياته السياسية الطويلة كلمة التأمر حتى على أعدائه .. لذلك فأنه يتوجب علينا جميعاً نحن أبناء هذا الوطن الطيب المتسامح، وفي المقدمة أصحاب القرار، الأخذ بما قاله الدكتور الارياني مأخذ الجد، خاصة وأنه مصحوب بالقرائن المؤكدة ان "افعال هؤلاء المعتوهين من اتباع الإرهابي الصريع حسين الحوثي واخوانه وحتى والده هي أفعال ارهابية تهدف ليس فقط إلى خلق الفتنة وتقسيم المجتمع، بل إلى الانقلاب على نظامنا الوطني الديمقراطي وعودة الوطن بعد تجزئته مرة أخرى إلى عهود الظلام والإمامية المقيته التي قضت عليها دون رجعة ثورة الشعب العملاقة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في عام 1963م..❊ لست اليوم في موضوعي هذا، الحديث عن ما يحمله الحوثيون من افكار مظللة وأساليب وأفعال تتستر خلف الدين الإسلامي الحنيف الذي هو بريء من هذه الافعال والاساليب بل حديثي في جانب خطورة استمرار اسلوب التسامح مع هؤلاء الارهابيين الذين صاروا بعد الفشل في علاجهم لان الشيطان الرجيم تمكن منهم فصاروا ورماً خبيثاً يجب سرعة استئصاله قبل ان يجد طريقاً إلى الانتشار في الجسم الوطني الواحد المتماسك والمتعافي..من هنا نتحدث ولو بكلمات قليلة ولكنها يجب أن تسمع، خاصة وأن الأمر وصل حد يصعب السكوت عليه.❊ في العشرين من شهر يونيو 2004م انطلقت في محافظة صعدة الابية، صعدة الوحدة انطلقت بعض المجاميع واغلبهم من الشباب المغرر بهم من قبل معتوه يدعى "النبوة" "وحقه في الحكم على غرار ما كان يحكم به اليمن في عهد النظام الإمامي البائد قبل الثورة.. فوجد ضالته في حفنة من الشباب وللأسف نقول في غفلة من الدولة وتقصيرها في جانب الاهتمام بالشباب من زاوية تحصينهم من الافكار المضللة والهدامة .. والمعتوه هو (حسين بدر الدين الحوثي) فبعد فترة طويلة من التحضير انطلق لتنفيذ أحلامه المريضة فكانت انطلاقته بلغة السلاح، وهي باعتقادي لغة الضعفاء .. ولكن العنف لا يواجه إلا العنف والسلاح لا يواجه إلا السلاح خاصة وان انطلق من معتوهين لا قضية لهم سواء تنفيذ أملاءات خارجية تفرض عليهم مقابل المال، واما لاعتقادهم بأنهم يملكون عقيدة يدافعون عنها .. وفي كلا الحالتين الأمر مرفوض خاصة وان نظامنا الوطني ومنذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م انتهج الديمقراطية خياراً لا رجعة عنه.. وجعل منطق الحوار هو لغة التفاهم مع الجميع دون استثناء .. غير ان ذلك رمي به عرض الحائط عن جهالة أو قصد مبيت من قبل الصريع الحوثي واتباعه.. وكان في الخامس والعشرين من سبتمبر 2005م صدور قرار رئيس الجمهورية ـ حفظه الله ـ بالعفو العام.. وأعتقدنا جميعاً انهم أي اتباع الحوثي بعد مصرع قائدهم حسين قد استفادوا من هذا التسامح الرئاسي وما تبعه من قرارات هدفت بمجملها إلى معالجة كافة الاوضاع الناجمة عن الفتنة.. لكن الأمر تكرر مرة أخرى بعد اشهر من قبل والد الصريع فشنت مجاميعه هجوماً على أفراد قواتنا المسلحة والأمن في منطقة "مران" وغيرها من مناطق صعدة.. واليوم يتكرر الأمر للمرة الثالثة وبصورة تؤكد دون أدنى شك ان نوايا هذه الشرذمة وقائدهم المدعو عبدالملك الحوثي.. تهدف إلى الانقلاب على النظام واشاعة الفتنة الطائفية التي يرفضها ديننا الحنيف وشعبنا اليمني المسلم، الأمر الذي يعني انهم ورم خبيث يتوجب سرعة استئصاله من جسدنا وإلا فالعواقب حتماً ستكون وخيمة.. خاصة بعد ان استنفذت الدولة كل جهدها في ارجاعهم إلى جادة الصواب، وتجنيب المواطنين الأبرياء مزيداً من إراقة الدماء.. والقضاء على الفتنة .. نقول بعد أن استنفذت كل هذه الجهود فأن اصرار هذه الشرذمة في مواصلة أعمالها الإرهابية ضد الوطن وقواتنا المسلحة والأمنية والمواطنين الأبرياء لا يدع مجالاً بعد الآن للمزيد من التسامح بل ضرورة الحسم في استئصالهم نهائياً من جسد الوطن وقد نبهه فخامة الأخ الرئيس القائد علي عبدالله صالح ، في لقائه قادة القوات المسلحة بالمؤتمر العام السابع عشر الشهر الماضي نبهه هؤلاء الشرذمة إلى نفاذ صبر الدولة عليهم وحذرهم من الاستمرار في معاداة الجمهورية والوحدة .. مؤكداً بأنه قد أعذر من أنذر .. والله من وراء القصد..