كتب/ فضل الجونة :تصوير / نائف السيد : شارك فريق وحدة عدن لكرة القدم في بطولة كأس صلالة السياحي التي أقيمت بسلطنة عمان الشقيقة بناء على الدعوة الكريمة التي تلقاها من الأشقاء العمانيين وهو أول فريق من خارج سلطنة عمان يشارك في هذه البطولة الودية والتي انطلقت رسمياً منذ العام 1999م متزامنة مع احتفالات مهرجان صلالة السياحي.فريق وحدة عدن كانت مشاركته في هذه البطولة الودية فعالة وظهر بمستوى كبير وكان الحصان الأسود والبطل غير المتوج في البطولة من خلال أدائه المتميز الذي نال إعجاب كثير من أشقائنا العمانيين الذين تفاجؤوا بما قدمه الفريق الأخضر من مستوى عال وكان نداً قوياً أمام فرق عمانية كبيرة لها تاريخ مرصع بالإنجازات والبطولات في سلطنة عمان إضافة إلى الفارق الكبير والشاسع بين الإمكانيات التي تمتلكها الأندية العمانية مقارنة بإمكانيات نادي وحدة عدن الشحيحة وما يعانيه من قلة وسائل الدعم والرعاية. وحدة عدن الفريق المكافح الذي تحدى كل الظروف والصعاب التي واجهته وظهر في بطولة كأس صلالة السياحي بمستوى مشرف يليق بتاريخ الكرة اليمنية ومحافظة عدن في هذا المحفل الرياضي وذلك من خلال أول لقاء في البطولة الذي جمعه بفريق صاحب إنجازات كبيرة على مستوى السلطنة العمانية وحامل لقب كأس صلالة لعدة مرات والذي يقوده جهاز فني متكامل أجنبي ( روماني ) فيما كان فريق وحدة عدن تحت قيادة المدرب الوطني المقتدر / أحمد صالح الراعي الذي عرف كيف يوظف إمكانيات لا عبيه الموهوبين أمام فريق يملك الإمكانيات الكبيرة ويلعب في أرضه وبين جمهوره وبالرغم من ذلك خرج النصر العماني خاسراً في شوط المباراة الأول بهدف سجله لاعب الخبرة / محمد الطاحوس وظهر وحدة عدن أمام النصر بمستوى رفيع وكان نداً قوياً ولكن في الشوط الثاني استفاد النصر من أخطاء دفاعية وسجل هدف التعادل من ضربة جزاء وأستمر التعادل الإيجابي وكان الأداء متكافئاً حتى الدقيقة 44 والوقت الأصلي منتهي وعن طريق الخطأ يسجل النصر هدف التقدم الذي سجل من كره ارتطمت بأحد المدافعين وغير مسارها نحو الهدف وهو ما أصاب الفريق بالحسرة والندم على الفرص التي ضاعت على لاعبيه في شوطي المباراة ومع ذلك خرج الفريق وكل من تابعه بإعجاب بالمستوى الذي قدمه أمام أقوى الفرق العمانية .وفي المباراة الثانية التي خاضها الأخضر العدني مع فريق مرباط كان التعادل السلبي عنوان المباراة ليحسمها وحدة عدن بضربات الجزاء الترجيحية ويتأهل بجدارة واستحقاق إلى الدور الثاني من البطولة الذي كان نصيب الوحدة أن يلعب أمام ظفار العماني أحد الأندية الكبيرة وصاحب الألقاب الرياضية وله رصيد من الإنجازات على مستوى السلطنة ولكن ذلك لم يشفع له أمام تحدي وإصرار لاعبي وحدة عدن الذين قدموا أمام فريق ظفار أجمل وأحلى مباراة وكانوا حاضرين في أغلب أوقات المباراة ومالت لهم الكفة في الاستحواذ على الكرة والسيطرة الميدانية والتي مكنتهم من مجاراة الخصم والوصول إلى المرمى بهجمات سريعة ومنتظمة ولو استغل لاعبوه وحدة وتفوقهم وتلك الفرص التي سنحت لهم في شوط المباراة الأول لخرج الفريق فائزاً براحة بال وقد لا يصدق البعض أن وحدة عن قد تفوق كثيراً على ظفار العماني وكان لاعبوه أكثر سيطرة على مجريات اللعب لم يعطوا الفرصة لفريق ظفار من التحكم بالكرة والوصول إلى مرمى الأخضر وإن كانت لهم بعض الهجمات التي لا تشكل أي خطورة على مرمى وحدة عدن الذي ظل محافظاً على نظافة شباكه طوال الـ 75 دقيقة وهي الدقيقة التي قسمت ظهر لاعبي الوحدة وسجل منها ظفار هدفه الوحيد عندما استغل خروجاً خاطئاً للحارس / عمر العسيري و وضع الكرة في الشباك الوحداوية ليتفاجأ لاعبوه الوحدة بالهدف القاتل .وبالرغم من أنهم كانوا أبطالاً في المباراة ومن خلفهم العائد من الإصابة الحارس / عمر العسيري الذي تفاجأ بالهدف الذي هز من معنوياتهم وقتل حماسهم ليخرج ظفار فائزاً في مباراة لم تكن نتيجتها عادلة وكانت ظالمة بالنسبة لفريق وحدة عدن الذي كان الأحق بالفوز والتأهل إلى المباراة النهائية ولكن هذه هي كرة القدم فوز وخسارة. والدليل على ذلك أن فريق ظفار الذي فاز على الوحدة بالهدف اليتيم هو فوزه على فريق الهلال في المباراة النهائية بأربعة أهداف دون رد مع الرأفة ليفوز بكأسس البطولة وانظروا إلى فارق النتيجة التي تؤكد أن وحدة عدن ظهر أفضل من ظفار وكان الأجدر بالفوز ولماذا لم تهز شباك الوحدة بهذه النتيجة ؟ ولماذا عجز ظفار من الوصول إلى شباك الوحدة ؟ وكثير ممن شاهدو المباراة النهائية تمنوا لو أن وحدة عدن كان طرفاً فأنه لا يمكن أن يفرط بالفوز كونه يملك مقومات البطل المتوج الذي يضم في صفوفه مجموعة من اللاعبين الموهوبين القادرين على حسم اللقاء لمصلحته وإذا نظرنا إلى لاعبي وحدة عدن في هذه البطولة ستجد أن بعضهم كانت عودته في صلالة منهم على سبيل المثال الحارس / عمر العسيري الذي كان عملاقاً وشجاعاً أعطى الثقة لبقية زملائه اللاعبين . أيضاً قائد الفريق وسام معاوية الذي ظهر بأداء فدائي ولاعب فنان أجاد قيادة الوسط بمهارة عالية وشكل المحور الرئيس في بنا الهجمات إلى جانب زملائه الأكثر بروزاً معاد هزاع ومحمد الطاحوس وسامر حسن في ظل وجود المهاجم صبري عبيد الذي هو الآخر عائد من الإصابة وظهر بمستوى لفت الأنظار العمانية إلى جانب زميله المهاجم الأكثر خطورة إلى خط المؤخرة فقد كان لاعبوه مقاتلين بمعنى الكلمة ذادوا ودافعوا بكل ما يملكونه من قوة وظهر علاء سيف قوياً أمام الخصم إلى جانب الأطراف الطائرة ممدوح عبدالله وغانم عبده وساهر عبدالله وفي العمق مارسيل صالح وأمجد الجابري كلهم سجلوا ملحمة بطولية تحت قيادة المدرب القدير الكابتن / أحمد صالح الراعي الذي هو الآخر تفاجأ بما قدمه لاعبوه وما ظهروا به من مستوى كبير وقال لو أن الفريق لعب في الدوري اليمني بهذا المستوى لنافس بقوة على خطف البطولة فالراعي كان يمثل لهؤلاء الشباب الأب والأستاذ الذي رعى مواهبهم الشابة التي معظمها لا تمتلك الخبرة في مثل هذه اللقاءات. وقد لعب الجهاز الفني دوراً كبيراً في ظهور الفريق بهذا المستوى وكان الكابتن / أحمد الراعي الرجل الذي تحمل الأعباء والتركيز في البطولة إلى جانب اللاعب الكبير الكابتن / خالد عفارة الذي استفاد اللاعبين من توجيهاته وخبراته كلاعب دولي سهل من مهمة اللاعبين الذين يشاركون لأول مرة و شاركه في ذلك زميله الكابتن محمود عبده وشكلا فريقاً متجانساً ولا ننسى صاحب الجهد الأكبر الإداري الناجح نجيب عبدالله غانم هؤلاء كانوا الجنود المجهولين للفريق الأخضر الذي ظهر بمستوى كبير وكان البطل غير المتوج في هذه البطولة الودية بشهادة إخواننا العمانيين وسجل حضور مشرف له في أول مشاركة في بطولة كأس صلالة السياحي ووضع له بصمات وانطباعات طيبة وقالوا وقد أطلقوا عليه في حفل التكريم لقب الفريق الأفضل وأنه خير سفير للكرة اليمنية وأفضل من مثلها في هذه البطولة وهذه شهادة لوحدة عدن أطلقها المنظمون وقد حظي نادي وحدة عدن بتكريم لائق من قبل وزارة الشؤون الرياضية ومحافظ ظفار وكذلك من جميع أندية ظفار أثناء حفل التكريم النهائي. .وأخيراً نقول كلمة حق يجب أن تقال بالدور الكبير الذي لعبه الأستاذ الدكتور / عدنان عمر الجفري محافظ عدن الذي ظل على تواصل مستمر مع أعضاء البعثة خلال تواجدها في عمان وذلك للاطمئنان على أحوالهم و كان بين الحين والآخر يجري اتصالات بأعضاء البعثة وقدم لهم الشكر الجزيل على ما ظهروا به من مستوى شرف عدن والكرة اليمنية ووعدهم بمزيد من الدعم مستقبلاً وقد كان لتلك المواقف الأثر الطيب في نفوس اللاعبين رفعت من معنوياتهم وأظهروا حماسهم وكانت دافعاً قوياً للمستوى الكبير الذي قدموه في كأس صلالة نال إعجاب كل المتابعين كما لفت بعض اللاعبين الأنظار بأدائهم ومستواهم ما جعل أندية مثل النصر وظفار تبحث عن إمكانية ضمهم إليها وقد يذهب بعض من اللاعبين للاحتراف في سلطنة عمان وكانت مشاركة فريق وحدة عدن فاعلة وناجحة بكل المقاييس ونتمنى من الإدارة الوحداوية أن تحافظ على هذه المجموعة من اللاعبين الموهوبين فهم يمثلون فريق المستقبل كما قال عنهم مدربهم المستقيل أحمد الراعي.
أخبار متعلقة