صباح الخير
- لقد ترسخت بذور التجربة الديمقراطية في وجدان الشعب اليمني بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة، وميلاد الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، وظلت هذه التجربة تخطو خطوات متأنية ومدروسة وفق خصائص المجتمع اليمني ورؤية القيادة السياسية المفهوم وغايات الديمقراطية، وتكتسب القدرة على النماء والتطور في منهجها الديمقراطي الصحيح، باعتباره طريقاً آمناً في التداول السلمي للسطلة عبر صناديق الانتخابات من قبل الناخبين ولهذا تكللت كل الدورات الانتخابية البرلمانية والرئاسية والمحلية التي أجريت سابقاً في محافظات الجمهورية بالنجاح التام والفوز الساحق لمرشحي المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم في اليمن، تحت قيادة الزعيم القائد، فخامة الرئيس، علي عبدالله صالح.- واليوم في شهر مايو العظيم، نشهد عرساً ديمقراطياً جديداً، فريداً من نوعه، وهو ميلاد تجربة غير مسبوقة على مستوى الوطن العربي كله، إنها تجربة انتخاب المحافظين من قبل الهيئات الناخبة في المجالس المحلية والتي تأتي متزامنة مع أعياد الوحدة اليمنية في ذكراها الثامنة عشرة في 22 مايو إذ أن جميع المرشحين لمنصب المحافظ يستوفون شروط الترشح حسب أحكام التعديلات القانون السلطة المحلية حيث يسعى كل مرشح جاهداً إلى استخدام أساليب التأثير والإقناع لكسب ثقة الناخبين من أعضاء المجالس المحلية، والتطلع إلى ضمان أصواتهم الانتخابية للفوز بمنصب المحافظ ولكن ماهي إلا أيام معدودات حتى يحين موعد الاستحقاق الانتخابي لهذا المنصب، المقرر في السابع عشر من مايو 2008م، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع.- ومهما يكن الأمر، فما ستفرزه نتائج اللعبة الديمقراطية الانتخابية في نهاية المطاف لاشك سترجح كفة الميزان لصالح مرشح واحد فقط عن آخرين من زملائه المتنافسين معه،واستحقاقه لكرسي المحافظة وبذلك نستبشر خيراً بقدوم المحافظ المنتظر، عملاً بالحديث النبوي “تفاءلوا بالخير تجدوه” ونعلق آمالاً كبيرة عليه في إدارة شؤون المحافظة وحسم كثير من قضايا وهموم وطموحات مواطنيها والتعامل معهم بكل حب وكياسة وإنسانية وتواضع.- إننا نتطلع إلى أهمية نجاح تجربة انتخاب المحافظ لهذه المحافظة أو تلك في ظل حكم محلي واسع الصلاحيات، وأن المرشح المحظوظ في الفوز بهذا المنصب سوف يتمتع بالحركة والقدرة الكاملة على اتخاذ القرارات الصائبة التي من شأنها أن ترتقي بأساليب وآليات العمل في إدارة شؤون المحافظة، وترجمة محتوى البرنامج الانتخابي الرئاسي المصادق عليه في سبتمبر 2006م م للأخ رئيس الجمهورية، في ضوء خطة عمل تنفيذية، منظمة وهادفة ومبرمجة بالتفصيل على مدى فترة ولاية المحافظ القادم لكرسي المحافظة، المقررة بأربع سنوات، واضعاً نصب عينيه أهمية متابعة تنفيذ المشاريع التنموية الاستثمارية للمحافظة، وتطوير الخدمات العامة الضرورية وبخاصة في القطاع الصحي والسمكي والجامعي الذي لم تعد تخصصات خريجي الجامعات تلبي متطلبات التنمية ولاشروط سوق العمل، والسعي بجدية لاستئصال بؤر الفساد التي تقف عائقاً أمام الدفع بعجلة التنمية والمضي بها قدماً، في سبيل النهوض باقتصاد البلاد وتحقيق طموحات المواطنين في تحسين مستوياتهم المعيشية.- ختاماً نتمنى للمحافظ القادم كل خير وتوفيق في أداء مهامه ومسؤولياته الجسيمة ونقول له: ألف مبروك مقدماً وبقدر أهل العزم تأتي العزائم. قال تعالى “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم.