وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع نظيره الايراني الزائر منوشهر متكي
بغداد / 14أكتوبر / وليد ابراهيم : جدد العراق أمس السبت عزمه المضي قدما في مطالبة مجلس الامن والامم المتحدة بتشكيل محكمة دولية لمنفذي الهجمات المسلحة التي شهدتها بغداد حديثا والتي اودت بحياة ما يقارب مئة شخص في حين اقترحت ايران عقد مؤتمر لدول الجوار العراقي لمناقشة الوضع الامني في العراق.وكانت العاصمة بغداد شهدت يوم التاسع عشر من الشهر الجاري سلسلة انفجارات دموية استهدف اثنان منها مباني وزارتي الخارجية والمالية وادت الى مقتل ما يقارب 100 شخص واصابة ما يقارب 600 واتهمت الحكومة العراقية قياديين اثنين من حزب البعث المنحل يتواجدان في سوريا بالوقوف وراء عملية التفجيرات. وطالبت بغداد دمشق بتسليمها القياديين لكن الحكومة السورية رفضت ذلك مطالبة بغداد بتقديم ادلة تدعم اتهاماتها.واثر ذلك قررت الحكومة العراقية تكليف وزارة الخارجية أن تطلب من مجلس الامن الدولي تشكيل محكمة جنائية لمحاكمة المتهمين بتنفيذ تلك العمليات والضغط على سوريا لتسليم المتهمين.وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الايراني منوشهر متكي الذي وصل الى بغداد يوم السبت إن وزارته “وعلى ضوء قرار مجلس الوزراء الاخير كُلفت باعداد دراسة قانونية حول كيفية المضي في سبيل تحقيق هذه المحكمة (الدولية).”واقر زيباري بصعوبة تحقيق مثل هذا الامر لكنه قال ان حكومته “جادة ومصممة على سلوك هذا المنهج وصولا الى تشكيل هذه المحكمة.”وربط زيباري امكانية تحقيق هذا الامر بما حدث في لبنان عندما شكل مجلس الامن محكمة دولية في عام 2007 للتحقيق في مقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي استهدف في عملية تفجير مدبرة وسط بيروت.وفي خطوة زادت من حدة التوتر بين البلدين قامت بغداد يوم الثلاثاء باستدعاء سفيرها في دمشق وردت سوريا بالمثل.ومن المقرر ان يزور وزير الخارجية التركي العراق وسوريا يوم غد الاثنين لمحاولة تهدئة العلاقات بين البلدين.وبالمقابل اقترحت ايران التي اوفدت وزير خارجيتها الى العراق يوم السبت عقد اجتماع لدول الجوار العراقي يكرس لمناقشة الوضع الامني العراقي.ولايران علاقات وثيقة وتاريخية مع سوريا كما ترتبط بعلاقات وثيقة مع حكومة العراق.وقال متكي في المؤتمر الصحفي انه اقترح خلال زيارته الحالية التي عقد فيها اجتماعات منفصلة مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية عقد مؤتمر لدول الجوار العراقي لمناقشة الوضع الامني.وعبر متكي الذي كان يتحدث عبر مترجم عن امله في ان تبدي دول الجوار تعاونها وموافقتها على عقد هذا المؤتمر.ونقل بيان عن مكتب نوري المالكي رئيس الحكومة ان المالكي استقبل وزير الخارجية الايراني حيث تم التطرق لمناقشة الوضع الامني العراقي. وقال البيان ان المالكي اكد لضيفه “ان تثبيت الامن والاستقرار وفقدانه في العراق له تأثيرات مباشرة على جميع الدول المجاورة للعراق.”واضاف البيان نقلا عن المالكي ان الاحداث الامنية التي شهدتها بغداد مؤخرا “لن تثنينا او تفل من عزيمتنا في التصدي للتحالف البعثي التكفيري الذي يخطط للعودة بالبلاد الى مربع الدكتاتورية.”وعقدت دول الجوار العراقي العديد من المؤتمرات في السنوات الماضية والتي اعقبت الغزو الامريكي للعراق عام 2003 في العديد من بلدان المنطقة وخصصت تلك الاجتماعات لمناقشة الوضع الامني العراقي.