أفكار
حقاً إن الجبهة الداخلية لا تنشأ من فراغ ، ولكن من قلب معركة التصدي في مواجهة المخاطر، التي تتهدد الوطن.. ومن هنا يمكن القول إن انطلاق التحرك الجماهيري - العفوي - الذي شهدته الخرطوم على اثر قرار محكمة الجنايات الدولية الزائفة ، ما هذا التحرك إلا بداية قوية تفتح الطريق لقيام جبهة وطنية ليس فقط لإجهاض المؤامرة الاستعمارية الدنيئة . وإنما كذلك لمواصلة مسيرة الوطن على طريق السلام والتنمية والاستقرار ووحدة التراب السوداني. ولكن لضمان قيام هذه الجبهة كوعاء قومي يضم كافة أهل السودان ، فلا بد من التصدي بقوة لكل السلبيات مهما كانت مواقعها ، ومن ذلك على سبيل المثال. الابتعاد عن طرح إي هتافات حزبية تحاول صبغ هذا التلاحم الشعبي ، بأي صيغة حزبية .. ذلك لأن الأمر هنا لا يتعلق بخوض معركة انتخابية، وإنما يتعلق بمواجهة مخاطر تهدد الوطن بكل أهله من مسلمين ومسيحيين وغيرهم. ضرورة تعضيد حق المواطنة بلا استثناء بين مواطن وآخر خاصة إن هناك من ضعاف النفوس، وضعاف الحس الوطني ممن لا يضعون اعتباراً لحق المواطنة التي لا تميز بين مواطن ومواطن. خفض إنفاق المال العام على مستوى الوظائف العليا، وهو مبدأ ديني اسلامى تميز به سلوك الخلافة الراشدة .. وكذلك وقف الظاهرة الجديدة المتمثلة في الإنفاق على المآدب الفاخرة عقب بعض المؤتمرات والاجتماعات. فهل هناك من يغالط في أن سيادة العدل وحكم القانون هما الكفيلان بخلق المناخ الحقيقي لبناء الجهة الوطنية ، واستمرارها بلا شروخ هنا وهناك ، مما قد ينفذ من خلالها المتربصون بالوطن، الذين يزعجهم تماماً قيام كل مشروع تنموي، كان ذلك منذ إنتاج النفط السوداني وتصديره ، وانتشار الجامعات والكليات وتشييد الطرق والكباري وغيرها .. حتى قيام سد مروى ، وانطلاقة كهربائه .. والبقية آتية بإذن الله.[c1]*عن/ صحيفة (الخرطوم) السودانية[/c]