حوار/ أحمد الأغبري“هاشم علي” موهبة يمنية كبيرة تم اكتشافها وتحققها الفني. وهذه هذه الموهبة -كما يقول الشاعر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح: “قد منحت من العطاء أكثر مما تستطيع ظروفنا القاسية الجدباء أن تمنحه لذلك، فإن أول ما يفعله الإنسان أمام الوردة التي تنمو في الصحراء هو أن يحني رأسه أمامها احتراما لقدراتها الخارقة على المقاومة والثبات في وجه أقسى الظروف”. هذه الظروف القاسية رافقت رحلة الفنان منذ البداية فهو ولد عام 1945 وتوفي والده عام 1955 ما اضطره لترك دراسته بحثا عن لقمة العيش، انتقل من حضرموت إلى أبين، ومن ثم إلى عدن، وهناك تشكلت معالم هويته وتحققت رغبته بالاحتراف، وانطلقت رحلته في تعليم نفسه وتطوير موهبته ذاتيا، وعقب اندلاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في شمال اليمن ضد النظام الملكي لاحت له الرغبة بالانتقال إلى هناك، فكانت تعز هي المدينة التي استقر فيها مقامه منذ عام 1963، وحتى اليوم، وما هي إلا فترة قصيرة من استقراره فيها حتى أقام معرضه الشخصي الأول عام 1967، فكان المعرض الأول من نوعه في الشطر الشمالي من اليمن (سابقا). ومن حينها ما تزال تجربته تثري نفسها وتثري الفن في عالمها، نظم إلى اليوم ثمانية عشر معرضا شخصيا، بالإضافة إلى أكثر من 45 مشاركة في معارض جماعية في اليمن وخارجه. فتح مرسمه لتدريس الفن التشكيلي عام 1970، وحصل عام 1971 على منحة تفرّغ كفنان من دولة الجمهورية العربية اليمنية سابقا، وفي العام 1986 ساهم في تأسيس جمعية التشكيليين اليمنيين، وانتخب رئيسا لها، وهو عضو مؤسس لنقابة التشكيليين اليمنيين، وقد حاز وسام صنعاء الذهبي من الدرجة الأولى، كما حاز وسام الدولة للآداب والفنون من الدرجة الأولى عام 1989، وفي عام 2001 حاز الدرع التكريمية لمؤسسة السعيد للثقافة والعلوم. إنها قصة نجاح طويلة احترنا في تقديمها، كما احترنا في تحديد النقطة التي ينطلق منها حوارنا مع صاحبها. ولأننا ننشد حوارا يقول فيه ما لم يقله في حواراته السابقة رأينا حوارا نقرأ من خلاله ما مضى من تجربته، منطلقين إلى حكاية النجاح من قصة الفشل. فسألناه أولا : [c1] ما حدود الصراحة لديك؟ [/c]- فأجاب بعد لحظات صمت: لا حدود لها، إلا أنها تبقى نسبية أحيانا. إلا أن ما أقوله أكون صادقا فيه ومسؤولا عنه! [c1] حتى لو كان سؤالي الأول يطرق باب الفشل.. اقصد علاقتك بالفشل، فمثلما لكل إنسان نجاح يميزه هناك فشل يميزه. فأين هي محطة الفشل في حياتك؟ هل ثمة ما تشعر إزاءه بفشل ذريع يؤلمك باستمرار؟ [/c]- إنها مغامرة إذن .. [c1] يبقى لك الرأي والقرار في خوضها؟ [/c]- وما الذي يمنع.. (سكت واطرق صامتا للحظات قال بعدها: بصراحة، ثمة فشل وفشل كبير اعترف به. أنا عائلياً فشلتْ. اعترف بأني فاشل في حياتي العائلية، فحياتي العائلية غير ناجحة. أقصد بهذا حال أولادي (له ثمانية أبناء) فهؤلاء على الرغم من أن بعضهم قد صار عمره في الخامسة والعشرين إلا أن المستوى الذي وصلوا إليه يتعارض تماماً مع ما كنت أحلم به. فلم أجد واحدا منهم ناجحا ا يجعلني اشعر معهم إنني فشلت كأب. اشعر إنني أب غير مؤثر! [c1] وما الذي كنت تحلم أن يصيروا إليه؟ وما تقصد بأنك لم تجد واحدا منهم ناجحاً؟ [/c]- لقد كنت أحلم بأن أراهم عباقرة، ليس بالضرورة في الفن، وإنما في المجالات التي يختاروها لأنفسهم! لكن -للأسف- جاءت النتائج عكسية فلم أجد واحدا منهم ناجحاً! حتى على مستوى النجاح البسيط في الحياة المعتادة، فهو غير موجود.. وشعوري بهذا الفشل إزاءهم يجعلني أشعر بأنني إنسان ضعيف! [c1] وما تأثير شعورك هذا على عملك الفني؟ - لا أسمح بأن يمتد إليه، بل أنني عند ما اتحد مع شيطان الفن لا يشاركني معه أحد. [c1] نفهم إذن ألاّ علاقة لأبنائك بالفن؟ [/c]- إطلاقا. وفي تقديرك ما هي الأسباب؟ هل انشغالك بالفن هو أبرز أسباب هذا الفشل؟ [/c]- ربما. لكنني أخصص جزءا من وقتي لمحاورتهم، إلا أنني سرعان ما أعلن يأسي، مقتنعا بعدم جدوى هذه الحوارات. وهل تعتبر هذا الفشل ضريبة نجاحك الفني؟ [/c]- هذا في حال اتفقت معك في كوني نجحت فنياً أو إنني صرت فنانا ناجحا؛ لأنني لا أعتبر نفسي كذلك، بل إنني لا أعرف إن كنت قد دخلت عالم الفن أم ما زلت بعيدا عنه.. أنه تواضع الكبار.. - ليس تواضعا لكنها الحقيقة. [c1] أي حقيقة؟ [/c]- حقيقة أن شعور الفنان أو المبدع في أي مجال بأنه قد صار ناجحا، يعني أنه قد وضع حدا لتجربته ومشواره الفني إن لم يكن هو في الأصل مصابا بعاهة في موهبته، تعيقها عن استكمال تطوير علاقتها بالفن وتعيق تجديد أداء وظيفته كفنان؛ فسؤال الفنان: هل قد صرت فنانا أم لا ؟ وشعوره بقصور في عمله يجعله يعيش (قلق النجاح)، ومثل هذا القلق هو المحفّز الذي تشتغل عليه همته ونزعته نحو الأفضل والأجد. نحو إكمال منجزه الفني. [c1] بالنسبة لمنجزك الفني: ما هو هدفه السامي الذي ما تزال تعمل تحت رايته؟ [/c]- الفن من أجل الواقع، من أجل خلق التوازن الإنساني الداخلي، على اعتبار أن هذا التوازن هو بذرة التغيير في الواقع الذي يجب أن يعكس الفن أحواله وتحولاته، ومثل هذه الوظيفة للفن لا تتحقق إلا من خلال الاستلهام الصادق لحقائقه وإعادة تمثل قيمها الجمالية وإعادة صياغة عناصرها برؤية إنسانية قادرة على نسج حوار روحي مع المضمون، مع الجوهر، مع الجمال الحقيقي، حينها يأتي العمل الفني مؤثرا قادرا على ترسيخ التوازن الإنساني الجمالي، إنه جمال الفن الذي اعتبره تجسيدا للواقع الجميل برؤية إنسانية. [c1] أنت تطرح كلاما كبيرا، فما الذي تحقق منه فيما مضى من تجربتك الطويلة مع الفن التشكيلي، وهي تجربة تصل إلى أكثر من أربعة عقود؟ [/c]-أولا: أنا لا أشعر بأني قد قطعت تجربة طويلة مع الفن التشكيلي؛ فما أنجزته حتى اليوم أشعر كأنما بدأت به أمس. فإحساسي بطول المُدة غير موجود. أما ما يخص ما تحقق من منجزي الفني فتحقيق أهدافه وتجسيد طموحاته مهمة لن تتحقق بجهد فردي بل تحتاج إلى تضافر جهود الجميع. [c1] نفهم أنك راضٍ عمّا حققته فيما مضى من تجربتك؟ [/c]- ليس بالرضى التام، لكني أشعر أن الفن قد أعطاني أهم شيء. [c1]وماذا أعطاك؟ [/c]- لقد أعطاني توازني الداخلي، إنسانيا وجماليا. ومثل هذا التوازن هو الذي امتلكت من خلاله عينا ثالثة جعلتني قادرا على الشعور بجمال الواقع وإنسانيته. [c1] أنت فنان عظيم. يشهد بهذا كل من يسمع لك أو يشاهد أعمالك. فهل ترى نفسك مثلما يصفها الناس؟ [/c]- بصراحة بقدر ما يسعدني هذا الكلام ويحفزني لمواصلة تطوير تجربتي حتى أكون عند حسن ظن الناس بي، إلا أنني لا أصدق ما يقوله الجميع عن تجربتي في كثير من الأوقات، وأحيانا تجدني لا أصدق نفسي! وقد يكون هذا ناتجا عن تعودي على سماع عكس هذا الكلام في طفولتي من قبل الآخرين، حيث كانوا يعتبروني ولداً فاشلا! وفعلاً أنا كنت فاشلا في الدراسة، إلا أن كُرهي للدراسة لم يكن لعجز منّي، وإنما لعدم اتفاقي مع أسلوب التدريس، أو أساليب نقل المعلومات من خلال المدارس حينها. [c1] وهل لهذا السبب تركت المدرسة؟ [/c]- نعم، بالإضافة إلى عوامل أخرى، منها: وفاة والدي. [c1] وهل كانت حينها موهبة الرسم قد أعلنت عن نفسها لديك؟ [/c]- نعم؛ فبداياتي مع الرسم ظهرت في طفولتي المبكرة، ومارستها سرا، وتدرّجت في ممارستها من استخدام الفحم إلى استخدام القلم إلى استخدام الفرشاة واستخدام الألوان المائية والزيتية، وهكذا. [c1] كيف استطعت بجهود ذاتية تطوير موهبتك متجاوزا مزايا التعليم النظامي؟ [/c]- أنا لم أتجاوز فوائد التعليم النظامي؛ لأنه مهما جنيته من التعليم الذاتي يبقى التعليم النظامي متميزا، لكن الإصرار والعزيمة على تعويض ثمار التعليم النظامي بجهود ذاتية وصولا إلى تحقيق ذاتي كفنان قد مدني بزاد المشوار. ومصدر ذلك الإصرار هو عشقي للفن ورغبتي في تحقيق ذاتي من خلاله. [c1] وما هي الروافد التي غذّت قوة الفن في داخلك؟ [/c]- تبقى الموهبة هي الأرضية الخصبة التي تثمر فيها كل جهود صاحبها، متى ما صاغ منها مشروعه وأخلص لها جهوده. لكن هذه الموهبة بحاجة إلى صقل والصقل إذا لم يتأتَ بالدراسة النظامية فبالممارسات اليومية والقراءات المفتوحة والمتنوعة والمتواصلة والتجريب الذي لا يتوقف، من كل ذلك تتولد تراكمات معرفية وخبرات عملية ثرية ترتوي منها نفس الشخص وينضج فكره وتتسع رؤيته ويتجلى وعيه وإدراكه لحقيقة دوره وماهية وظيفته. والفن هو المجال الذي يصدق عليه هذا التوصيف أكثر من غيره باعتباره يتعامل مع العقل والروح معا في مخاطبة الجمال بهدف خلق التوازن الإنساني. فمتى ما تجلت هذه الرؤية للفنان فإنه قد امتلك قوة الفن، إنها تجربتي! هكذا أخذت تتشكل في بداياتها من ممارسات يومية تدرجت من اللعب إلى الجد إلى التساؤل إلى السؤال إلى البحث إلى القراءة هنا وهناك. قراءة لم تتوقف عند الفن بل تجاوزته إلى الفلسفة والتاريخ وغير ذلك. قراءات تراكمت منها المعرفة، وممارسات يومية تشكلت منها الخبرات. كل ذلك ساعدني في أن أتلمس معاني الجمال وحقيقة الفن. حيث اتضح لي أن ثمة روحا جمالية تشع من كل شيء في الحياة. هذه الروح الجمالية تخاطبك، أو لنقل أنك أنت كإنسان من يقف وراءها، ولولاك لما كانت موجودة. إذن فأنت مصدر كل هذا الجمال، وأنت كفنان من يمكنه نظم حوار روحي مع هذا الجمال، واستنطاق حقائقه اللا مرئية واستخدامه كأداة من أدوات الخطاب والتغيير. [c1] نفهم من هذا أنك من بداية مشوارك الفني كنت تعي هذا وتدركه وتسعى إليه؟ [/c]- لا؛ فالفنان أي فنان يمر في بداياته بمرحلة تسمى “مرحلة البحث والتقليد”، فيظل يبحث هنا ويقلّد هناك، وصولا إلى اكتشاف ذاته، وهذه تمثل مرحلة لاحقة، لكنها تمثل مرحلة صعبة، وتعد اختبارا مهما للتجربة. فهو إن تجاوزها وأدركت ذاته كنه الجمال وماهية دورها إزاء الواقع تكون قد تجاوزت أنانية الذات الفردية والتحمت بذات المجموع وصارت جزءا من الكل، وهي عندئذ تكون قد نجحت وصار بها صاحبها فنانا كنوع لا كرقم. [c1] على الرغم من التحولات التي شهدتها تجربتك بقي الواقع مرجعها، لكنه مرجع يتمتع بخصوصية في علاقته مع الفن والجمال والإنسان. ترى ما هي الخلفية التي انتظمت على أساسها هذه العلاقة بخصوصيتها؟ [/c]- الواقعية من منظور أكاديمي هي أحد المذاهب الفنية، ومن هذا المذهب تنبثق مذاهب عدة، فهناك واقعية منظورة وهناك واقعية نقدية، كما توجد واقعية اشتراكية، وغير ذلك من المسميات والتعريفات المتضاربة وغير المستقرة في تحديد معناها. وكل هذه المذاهب -للأسف الشديد- تعاني من الضبابية وخلط المفاهيم في تعاطيها مع الجمال لدرجة ساد الاعتقاد بأن الجمال ما تأخذه من الواقع وتنقله، بينما الجمال الحقيقي هو الواقع الذي تصنعه أنت. بمعنى أنك قد تستلهم عناصره من الواقع، لكنك بأسلوبك الابتكاري في إعادة صياغتها تكون بما جئت به من شكل جديد قد صغت مضمونا جديدا، أي الواقع الذي ينبغي أن يكون، أي تمثّل الجمال الذي يكتنزه هذا الواقع. فهذه الرؤية هي المدرسة التي أرى من خلالها. أقصد أن الواقع هو كل ما هو جميل يحيط فيك، والجمال هو ما كان لك دور كإنسان في اكتشاف جوهره وصناعة أهميته. والفنان البصير عند ما يتعامل مع جمال الواقع فإن مهمته لن تكون نقل وتصوير جمال المنظور بقدر ما هي استنطاق جوهر جمال المنظور وتجاوز العالم الواقعي إلى خلق عالم جديد من فعل الإبداع الإنساني، فيتجاوز بتأثيره لحظات المشاهدة إلى حفر معانيه في داخلك لوقت أطول، معززا فيك التوازن الجمالي الإنساني، محفزا إياك نحو الإسهام في خلق ذلك التوازن في واقعك. وأنا هنا لا أنكر تأثري بقراءتي الفلسفية، لكن لا يعني هذا أن هذه ليست وظيفة الفن ودور الفنان إزاء الواقع. [c1] وماذا عن اهتمامك بالإنسان وكل ما هو إنساني كموضوع لهذا الواقع؟ [/c]- أي مبدأ جمالي بالضرورة يرتبط بالإنسان فهو منه وله ومن أجله. ولهذا تجد الإنسان هو من يصنع أهمية جمال أي شيء في الحياة، فهو من صنع أهميّة جمال الفراشات وجمال البحيرات وجمال النخيل وجمال كل شيء، وبالتالي فكل ما هو جميل هو إنساني، وبدون الإنسان لن تستنطق جمالا أو تحاوره أو تصنع من خلاله توازنا جماليا لدى الإنسان. ولا تنسى أنه بقدر ما يكون عليه هذا التوازن الجمالي داخل أي فرد تكون إسقاطاته على البيئة، سواء سلبا أم إيجابا، فالفرد عند ما يستحضر الأشياء القبيحة فهو يعكس وضعه الداخلي ويسقط هذا الوضع على البيئة بشكل آلي. [c1] منذ التسعينيات شهدت تجربتك الزيتية والجرافيكية مرحلة مختلفة تبلورت فيها رؤيتك وأسلوبك في صياغة لونية وخطية معقّدة تحمل انساقا يمكن القول إنها تخصك وحدك.. بمن تأثرت في هذه التجربة؟ وكيف تأتى لك؟ [/c]- على الفنان أن يظل في حالة بحث مستمر لتجاوز قيود النمطيّة المُملة في كل أدواته ووظائفه وحرصا على تجسيد التنوع في إمكاناته حتى يبقى متجاوزا حالات الضعف والتراجع. لكن على الفنان أن يتحلى بقوة ثورية تمكّنه من تحقيق ذلك التجاوز والخروج على النمطية، لكن هذا الخروج يشترط فيه أن يكون مدروسا وقائما على معرفة، ما لم فسيتحول الفنانون إلى مشعوذين. من هنا أوضح إنني ظللت ومازلت أمارس التجريب واكتشاف الطاقات الكامنة في اللون والناتجة عن مزج الألوان، ولعل ما وصلت إليه هو نتاج لذلك التجريب، وذلك التجاوز، لكنه تجاوز مدروس قائم على معرفة بمكونات الألوان وطاقاتها وإمكاناتها التأثيرية ومحصلة ارتباط نفسي حميمي قوي باللون. [c1] في خضم هذا الاحتفاء اللوني الذي تبتهج به لوحتك يتجلى اهتمامك بالتفاصيل اللونية إلى حد تظهر معه اللوحة كمسرح حكائي. بماذا تفسر حرصك على ملاحقة التفاصيل وحشدها في لوحتك إلى هذا الحد؟ [/c]- أحيانا تمثل التفاصيل الدقيقة عناصر أساسية في مكونات الجمال المنظور بما لا يمكن للفنان تجاهلها، كما أنه بدون اللون لن يتمكن الفنان من التعبير عن تلك التفاصيل واستنطاق جوهر جمالها. فمثلا عند ما تريد إبراز القيم الجمالية لمدينة تاريخية فإن الزخارف في مبانيها هي أبرز عناصرها الجمالية، وبالتالي فأنا عند ما أرسم جمال المدينة فأنا أرسم جمال المباني، وعند ما أرسم جمال المباني فأنا أنشده من خلال جمال الزخارف. إذن فيه هنا توافق لا يمكن تجريده. فالتجريد مطلوب في بعض الأوقات، لكن في كثير من الأوقات عند ما تنشد الجوهر الجمالي تبقى التفاصيل هي اللغة، واللون هو ترجمان هذه اللغة. [c1] ما المراحل التي تمر بها اللوحة لديك حتى تصير عملا فنيا كاملا؟ [/c]- يحصل دائما البحث عن إيحاءات موجودة في البيئة الاجتماعية والطبيعية ثم يتم إعادة صياغتها تكوينيا وتشكيليا. [c1] أجمل لوحة؛ هل رسمتها أم أنك لم ترسمها بعد؟ [/c]- هذا سؤال وجيه جدا. وبالنسبة لي لا استطيع الإجابة عليه لأن لي مع جمال اللوحة قصة مختلفة فإنا عند ما انتهي من اللوحة أشعر بسعادة غامرة، لكني بمجرد أن أوقّع عليها أبدأ أفكر بلوحة جديدة لأرسمها، وعند ما انتهي منها أفرح كثيرا، وهكذا.. لا أجد لنفسي لوحة أرى أنها أفضل ما رسمت. [c1] ألم يئن الأوان لكتابة مذكراتك؟ [/c]- لا. ولا أعتقد أنه سيحصل؛ لأن لا وقت لديّ للكتابة، فجُل اهتمامي منصبٌ في الرسم والتجارب. [c1] رغبتك التي تعلنها عبر “دبي الثقافية”؟ [/c]- شاركت بمعارض في عواصم عربية وأجنبية وسمعت وقرأت عن دبي ما يجعلني أتوق إلى أن أضم هذه المدينة إلى قائمة مشاركاتي الخارجية.
أخبار متعلقة