العرب يدعون الحكومة العراقية الى حل الميليشيات ويطالبون ايران ضمنا بعدم التدخل
بغداد / وكالات :قال موفق الربيعي مستشار الامن الوطني العراقي أمس الاربعاء ان القوات العراقية قتلت في الآونة الاخيرة أحد المساعدين الكبار لزعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو ايوب المصري.وقال الربيعي في مؤتمر صحفي في بغداد ان القوات العراقية تمكنت خلال الايام القليلة الماضية من قتل "المساعد الثاني لابو ايوب المصري والمدعو ابو طه."وأضاف ان القوات العراقية تمكنت ايضا "من اعتقال مقاتلي الصف الاول والصف الثاني لمساعدي ابو ايوب المصري."
وعرض الربيعي في المؤتمر الصحفي مخططا بالصور قال انه يظهر تسلسل لاهمية الاشخاص الذين اعتقلوا او قتلوا او الذين مازالوا احياء من تنظيم القاعدة.وقال الربيعي وهو يشير الى الصور ان مقاتلي الرعيل الاول من تنظيم القاعدة "والمتمثلة بمساعدي المصري تم قتلهم سابقا... بينما تم اعتقال كل المقاتلين الذين يمثلون الرعيل الثانية من التنظيم وكذلك مقاتلي الرعيل الثالث."وقال الربيعي "تلاحظون ان الحلقة بدات تضيق جدا على ابو ايوب المصري."وكان الربيعي اعلن قبل اشهر ان المساعد الاول لابو ايوب المصري والملقب بعمر الفاروق قد قتل في عملية مسلحة.وقال الربيعي ان عمليات مسلحة نفذت في الايام القليلة الماضية الماضية اسفرت عن "القاء القبض على امراء تنظيم انصار السنة."واضاف الربيعي ان التحقيقات التي اجريت مع الاشخاص المعتقلين اثبتت "ارتباط اميرهم العسكري بالرجل الاول من انصار السنة ويقوم بتوجيه الاعمال الارهابية في العراق ضد ابناء شعبنا."
وقال الربيعي ان احكاما قضائية صدرت من المحكمة العراقية ضد الذين تم القاء القبض عليهم "وباحكام مختلفة."واضاف الربيعي ان جنسيات الاشخاص الذين تم اعتقالهم واصدار الاحكام ضدهم هم من "جنسيات عربية مختلفة. واضاف ان اشخاصا اخرين من جنسيات اخرى ايضا تم اصدار احكام ضدهم.على صعيد اخر دعت اللجنة الوزارية العربية الخاصة حول العراق الحكومة العراقية الى "حل الميليشيات فورا" و"بناء القوات المسلحة العراقية والقوات الامنية على اسس مهنية ووطنية" ودعت ضمنا ايران الى "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق" والكف عن "مد نفوذها السياسي والثقافي فيه".واكدت اللجنة الوزارية حول العراق في بيان اصدرته بعد اجتماع دام قرابة خمس ساعات ضرورة "احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وهويته ورفض دعاوي التجزئة والتقسيم وعدم التدخل في شؤونه الداخلية من قبل اي طرف كان لمحاولة التاثير على الاوضاع الداخلية من اجل تحقيق اهداف لا تخدم الوحدة الوطنية العراقية او من خلال مد نفوذه السياسي او الثقافي داخل العراق بما يؤدي الى تكريس الانقسام والطائفية ويقود الى زعزعة الاستقرار في المنطقة".ودانت اللجنة التي تضم وزراء خارجية عشر دول عربية اضافة الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى "اعمال القتل والعنف الطائفي والتهجير القسري" في العراق واعربوا عن "القلق الشديد ازاء الانفلات الامني" وعن "تاييد الحكومة العراقية في التصدي لهذه الاعمال ومطالبتها بحل الميليشيات فورا وانهاء المظاهر المسلحة غير القانونية التي تسهم في ازدياد حدة التوتر" في اشارة واضحة الى الميليشيات الشيعية.وفي اشارة اخرى الى تغلغل افراد ميليشيات شيعية في الجيش والشرطة العراقيين دعا الوزراء الى "الاسراع في بناء القوات المسلحة العراقية والقوات الامنية على اسس وطنية ومهنية وفق جدول زمني محدد يتزامن معه خروج القوات الاجنبية من العراق وتحقيق السيادة الكاملة له" وقرر الوزراء الدعوة الى "عقد مؤتمر الوفاق الوطني العراقي (..) في مدة اقصاها اربعة أشهر ومواصلة التحضير له".وكانت الجامعة العربية استضافت في نوفمبر 2005 اجتماعا تحضيريا لمؤتمر الوفاق الوطني وتقرر عقده في اذار/مارس 2006 الا انه ارجئ بعد ذلك الى اجل غير مسمى.واعتبر الوزراء العرب ان "ما تشهده الساحة العراقية ينذر بخطر حقيقي يهدد وحدة العراق واستقراره ويتطلب تحركا عربيا فوريا لحماية العراق من مخاطر التقسيم والانزلاق نحو فتنة طائفية".وقال عمرو موسى في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية البحرين الخالد بن احمد ال خليفة الذي تراس الاجتماع ان "الاجتماع كان صريحا تماما وقلنا كل ما يجب ان نقوله والخطوط الحمراء المطروحة والمناقشة كانت مهمة".وكان موسى يشير بذلك الى مخاوف عدة دول عربية من تزايد النفوذ الايراني في العراق ومن الاخلال بالموازين الطائفية في العراق.وصرح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اثر لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك قبل اجتماع اللجنة الوزارية ان "الشكوى من تزايد الدور الايراني" في العراق "ترجع لغياب التواجد العربي". وكان زيباري يعلق على انتقاد الدول السنية المجاورة للعراق لتصاعد النفوذ الايراني في بلاده.واعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء انه سينظم "مؤتمر مصالحة وطنية منتصف الشهر الحالي تحضره الاحزاب والمنظمات المشاركة في العملية السياسية وغيرها" من اجل "الاتفاق على ميثاق وطني يحرم الاقتتال الطائفي ويفتح افاق التعاون مع مختلف مكونات الشعب والاسهام في اخراج الوطن من المرحلة الصعبة التي يجتازها".وشدد الرئيس الاميركي جورج بوش خلال استقباله في واشنطن الاثنين عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق احد ابرز الاحزاب الشيعية القريب من ايران على ضرورة ان تحترم كل من ايران وسوريا سيادة العراق. وقال مسؤول اميركي رفض الكشف عن هويته ان بوش "تحدث مباشرة عن ايران وسوريا وعن ضرورة احترامهما السيادة العراقية ووقف الانشطة المدمرة التي تسيء الى العراق".من جهة ثانية اعلن زيباري ان الرئيس العراقي جلال طالباني سيزور الاسبوع المقبل القاهرة وان دعوة مماثلة وجهت الى المالكي.على صعيد الوضع الميداني هزت بغداد نيران قذائف مورتر وتفجير انتحاري أمس الاربعاء وقامت طائرات هليكوبتر امريكية بحراسة سماء بغداد أمس الاربعاء وسقطت قذائف مورتر على حي الميدان بالعاصمة في احدث موجة هجمات من هذا النوع قتل فيها عشرة اشخاص واصيب 54 .وبعد ذلك بوقت قصير فجر مهاجم انتحاري نفسه في حافلة صغيرة في مدينة الصدر التي شهدت منذ اسبوعين اسوأ هجوم منذ الغزو الامريكي عندما قتلت عدة انفجارات أكثر من 200 شخص.وقال مسؤول بوزارة الداخلية ان ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب 16 في انفجار أمس الاربعاء.ومدينة الصدر هي معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي علقت حركته السياسية دورها في حكومة الوحدة الوطنية احتجاجا على اجتماع رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي مع بوش في الاردن.وصرح بهاء الأعرجي وهو عضو بارز في كتلة الصدر التي ساعدت في انتخاب المالكي في منصب رئيس الوزراء للصحفيين ان الكتلة ستواصل المقاطعة الى ان يتشاور رئيس الوزراء مع البرلمان بشأن تمديد تفويض الامم المتحدة للقوات الاجنبية في العراق.وجدد مجلس الامن الدولي في الاسبوع الماضي التفويض حتى نهاية عام 2007 بناء على طلب الحكومة العراقية. ويقول انصار الصدر ان المالكي وعد بالتشاور مع البرلمان قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة.