الآثار المترتبة عن العنف ضد الأطفال
إعداد/محرر الصفحةتنعكس آثار العنف ضد الطفل في مظاهر وسلوكيات متعددة، منها: تدني التحصيل الدراسي، والقلق، والاكتئاب، والشعور بالذنب، والخجل، واختلال الصورة الذاتية، والعزلة، وضعف الثقة بالنفس، واضطراب النوم، وضعف التركيز، والشعور بالعدوان المضاد، والتحول نحو الإجرام، وغيرها. ويشكل العنف الممارس داخل الأسرة انتهاكاً لحقوق الإنسان وخصوصا المرأة والطفل، ويؤثر في بنية المجتمع وإمكانية تطوره ونمائه. وله آثار نفسية واجتماعية وصحية واقتصادية وسياسية مدمرة. كما تترتب عنه مخاطر تحول دون توفير مناخ المشاركة الحقيقي لكافة أبناء المجتمع لتحقيق التنمية الشاملة.[c1]قوانين حماية الطفل[/c]أغلب المجتمعات عرفت إساءة معاملة الأطفال،وتعرض بعضهم للقسوة الشديدة بما في ذلك إنكار الأطفال الرضع،وتركهم حتى الموت، وبالرغم من أن حكومات دول العالم تحاول الآن من خلال القرارات الدولية والمحلية حماية أطفالها من خلال سن قوانين تجرم إساءة معاملة الطفل إلا أن الجهد المطلوب كبير جداً، لأن معظم العنف الذي يتعرض له الأطفال يومياً يحدث وراء الأبواب المغلقة لملايين المنازل في العالم.لذلك لا يمكن الوصول إلى بيانات دقيقة توضح الحقيقة في معدلات إيذاء الأطفال.[c1]الفئات الأكثر عرضة للعنف الأسري[/c]إن النساء والأطفال هم ضحايا العنف عادة في البيوت حيث نجد المرأة والطفل يتعرضان من رب البيت نفسه للضرب وغالبا ما يقوم الرجل بالاعتداء على المرأة التي قد ترد بالعنف دفاعا عن النفس،وتبين الدراسات أن 95 % من حالات العنف العائلي بين البالغين في أمريكا يرتكبها الرجل ضد المرأة. ويعد الاعتداء على الأطفال وإهمالهم مشكلة خطيرة ويقدر الخبراء أن مليونين إلى أربعة ملايين طفل في الولايات المتحدة يتعرضون للاعتداء كل سنة ، كما يقتل آلاف الأطفال على يد أحد والديهم أو مربيهم كل عام ويبعد عشرات الآلاف من الأطفال كل سنة عن أسرهم التي ولدوا فيها ليعيشوا في بيوت الرعاية .وللعنف مستويات مختلفة تبدأ ب(العنف اللفظي) الذي يتمثل في السب والتوبيخ،و(العنف البدني) الذي يتمثل في الضرب والمشاجرة والتعدي على الآخرين،وكذلك (العنف التنفيذي) ويتمثل في التفكير في القتل والتعدي على الآخرين أو على ممتلكاتهم بالقوة.[c1]تعريف العنف[/c]يمكن تعريف العنف العائلي ( FAMILY VIOLENCE ) بما يلي: هو كل استخدام للقوة بطريقة غير شرعية من قبل شخص بالغ في العائلة ضد أفراد آخرين من هذه العائلة. أما الإساءة للأطفال، وفقًا لاتفاقية حقوق الطفل، فهي “أي فعل أو امتناع عن فعل يعرض حياة الطفل وأمنه وسلامته وصحته الجسدية والجنسية والعقلية والنفسية للخطر” .فالعنف الأسري قد يعتبر مسؤولا عن دفع أعداد من العمال والعاملات غير المهرة ذوي التعليم المتدني إلى سوق العمل. ناهيك عن أنه يشكل مصدرا لعمالة الأطفال وما يتبع ذلك من آثار سلبية تضر بهم وبصحتهم وبنموهم العقلي والروحي والاجتماعي.[c1]العنف من وجهة نظر الاختصاصيين[/c] يتفق الباحثون الاجتماعيون والنفسيون على وجود عوامل متشابكة لتبرير حدوث العنف الأسري نحو الطفل، ومنها: العوامل الاجتماعية (كالخلافات بين الأبوين وارتفاع عدد أفراد الأسرة ووجود النموذج الأبوي المتسلط )، والعوامل الاقتصادية (كالفقر وبطالة رب الأسرة.)، والعوامل القانونية (كتدني الوضع القانوني للمرأة والطفل، وانعدام الأهلية القانونية...)، والعوامل السياسية، والعوامل النفسية (كعدوانية الأطفال أنفسهم وإعاقتهم الذهنية والعقلية وتأخرهم الدراسي...)، ووسائل الإعلام (التي تنشر حالات العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة ). وتؤكد الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين ممارسات العنف ضد الأطفال وبين المشكلات الاجتماعية والأزمات الأخلاقية التي تعاني منها بعض الشعوب والمجتمعات العربية، مثل مشكلة الأمية الهجائية والثقافية والدينية والفكرية، وتعاطي المخدرات والمسكرات،والبطالة، ومشكلات الشباب، وغيرها من مظاهر التخلف.