البيئة النفسية
نعمان الحكيمودعنا شهر رمضان منذ أيام قلائل وهو الشهر الذي فيه تكون الحياة على غير عادتها، لها رونقا وبريقا أخاذا، تنزل الرحمة والبركات من رب العالمين على عباده الطيبين المخلصين. وهو وداع فيه حسرة على سرعة مرور أيامه الساهرة العاطرة لكنها أمور في كتابة مسطورة ولكل شيء ميعاد وحساب ولكل أجل كتاب.. لكننا فقط نستذكر ما حدث لنا سريعا من مفرحات كان أولها المكرمة الرئاسية التي فكت ضيق الكثيرين ولولا أن الأغلبية كانوا يطمحون إلى أكثر من ذلك لكن النفس طماعة، ولا يملأ عين ابن ادم إلا التراب.. وعصفور باليد خير من ألف على الشجرة كما يقول المثل. والأفراح التي توالت كانت نقاء وصفاء ونظافة البيئة حيث كان هذا الشهر مميزا للغاية، فالنظافة والأمور الأخرى كانت وما زالت مفرحات لنا ومبهجة رغم ما اعترى ذلك من إصلاحات لم تكتمل مثل ما هو حاصل في شارع مدرم من تركيب سياج جديد وتلك الشوارع الخلفية وعدم اكتمالها بالسفلتة سريعا، ما عرقل الحركة والسهر والتمتع بليالي رمضان الكريم.. وهنا كان الشيوخ والعجزة قد اشتكوا من كثرة الحفر والمطبات بجانب سوق المعلا والشوارع الفرعية. لكن الحال سينصلح وعند نهاية السفلتة ستكون تلك الشوارع غاية في الجمال.. وان شاءا لله لو طال العمر، سنراها في رمضان القادم لوحة جميلة آسرة للناظرين والزائرين.وما ينقص ليالي رمضان أيضا هو ارتفاع الأسعار بدون قيد أو ضابط لها وكأن الدنيا غابة لا يسيطر عليها إلا القوي.. وقد فاقت الصرفيات لهذا الشهر ثلاثة أضعاف الشهر العادي ليس لأنه شهر الصوم فحسب بل لان تضاعف الأسعار قد جعل كل شي يلتهب غلاء وسامح الله الذي كان السبب ولعل الله يهدي أولئك إلى أن يتقوه ويعيدوا ميزان العدل رحمة ورأفة بالناس البسطاء.. كما عكر جو ليالي رمضان إغلاق بعض المقاهي التي يرتادها الناس لإحياء الليالي الساهرة منها مقهى (أبو صالح) الذي تحول إلى سكون بسبب إغلاقه وياليت كان مثل زمان .. عندما كان الصوفي صاحب المقهى الشهير بجانب معهد (14 أكتوبر ) يسهر الليل حتى الفجر في ليالي رمضان وكان يفتح إذاعة لندن مبكرا ليتجمع الناس مستمعين حتى في الليالي العادية أيضا.كما تميز رمضان هذا الشهر بتقطير المياه في بعض الأماكن، أما نحن في المعلا فلم نتجرع الضمأ إلا مرتين في هذا الشهر بسبب الانقطاع، أما دون ذلك فالحمد لله والشكر لمسوؤلي المياه، والتحية للمهندس عبدا لله عبد الفتاح الجنيد والأخ/ حسن سعيد وطاقم المؤسسة الكريم على الجهود المبذولة لأنهم يستحقون الشكر. لكن في مديرية خور مكسر هناك من يشكو قلة ضخ المياه إلى الأدوار العالية في العمارات وبعض مناطق في الخساف والقلوعة وحتى كريتر بدأت تعاني من انقطاعات المياه التي تسبب خللاً في هذا الشهر الكريم بالذات متمنيا من الجهات المعنية تكثيف الجهود المبذولة لصالح المواطنين الصائمين وتحسين الأوضاع والتخلص من هذه الأزمة. وفي خواتيم هذا الشهر الفضيل نريد أن نلفت الاهتمام إلى انه بالقرب من كل واحد منا كم من محتاج ومريض وفقير يطوفون الشوارع والحارات وأبواب المساجد والشركات والدكاكين داعين الله أن يفرج عن همومه وان يلين قلوبهم البشر من حولهم ليعطوا هؤلاء المحتاجين وليس أحب إلى الله من رجل متصدق وذي قلب رحيم .. وعيد مبارك لكل امة المسلمين في كل أنحاء العالم.