ورشة المجالس المحلية ودورها في مواجهة التحديات السكانية
صنعاء / تقرير/ بدر الغشمفي إطار الفعاليات التوعوية التي تنفذها الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان لتوسيع رقعة التوعية بالقضايا السكانية ورفع نسبة الوعي في أوساط الجماهير بالتحديات التي تواجهها اليمن بسبب الزيادة السكانية وانعكاساتها السلبية على التنمية وعلى حياة الفرد والمجتمع لما من شأنه توحيد الصفوف في مواجهة هذه التحديات..شهدت محافظة تعز الأسبوع الماضي ورشة عمل خاصة على مدى يومين حول “دور المجالس المحلية في مواجهة التحديات السكانية وتعزيز الصحة الإنجابية” واستهدفت الورشة التي نضمتها الأمانة العامة للمجلس بالتعاون مع لجنة تنسيق لأنشطة السكانية بالمحافظة “35” مشاركاً من أعضاء المجالس المحلية الذين يمثلون مديريات المحافظة تعرفوا خلالها على التأثيرات المتعلقة بالقضايا السكانية والصحة الإنجابية في مستقبل التنمية ودورهم في مواجهة التحديات ورفع نسبة الوعي في أوساط مجتمعاتهم المحلية وتضمين القضايا السكانية في الأنشطة والخطط السنوية للمجالس المحلية..وفي الورشة التي دشنها الدكتور/ أحمد علي بورجي الأمين العام للمجلس الوطني للسكان ومعه الوكيل المساعد المحافظة تعز الأخ/ عبدالوهاب الجنيدو بحضور مطهر زبارة - الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان والدكتور عبدالناصر الكباب مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة .. ألقيت العديد من المحاضرات التوعوية والنوعية المتعلقة بمختلف القضايا السكانية والدور المناط بالمجالس المحلية في هذا الصدد.صحيفة “14” أكتوبر سلطت الضوء على هذه الورشة من خلال هذا الاستعراض السريع لأهم المحاضرات وأوراق العمل التي تضمنتها الورشة:[c1]تحديات سكانية[/c] أولى المحاضرات قدمها الأستاذ/ مطهر زبارة الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان واستعراض فيها التحديات السكانية وتأثيرها وأبعادها وانعكاساتها على مختلف المجالات المتعلقة بالصحة والتعليم والاقتصاد والمياه والموارد الطبيعية والناتج المحلي ومستوى دخل الفرد من خلال تسليط الضوء على الخصائص السكانية والتقديرات المستقبلية لإجمالي السكان خلال الفترة من عام 1950 - 2023م وكذلك معدلات الخصوبة والنمو والزيادة الطبيعية ومعدلات وفيات الأطفال الرضع ومعدلات وفيات الأمهات ونصيب الفرد من الناتج المحلي والتقديرات المستقبلية للقوى العاملة وعدد التلاميذ في التعليم الأساسي والثانوي وعددهم خلال فترة الدراسة حتى عام 2025م و عدد المدرسين المطلوب توفيرهم والنفقات الجارية على التعليم وتكاليف إنشاء الفصول وما يتطلب توفيره في المجال الصحي من أسرة في المستشفيات والأطباء والإنفاق على الصحة في ظل بقاء نسبة الخصوبة كما هي عليه حالياً..كما تطرقت المحاضرة إلى نصيب الفرد من المياه والأرض الصالحة للزراعة والاحتياجات من المياه ونصيب الفرد منها وغيرها من المواضيع بهدف اطلاع أعضاء المجالس المحلية على هذه التحديات لاستيعابها والوقوف أمامها وإيجاد الحلول المناسبة لها من خلال قياسهم بدورهم في أوساط مجتمعاتهم المحلية وعمل الحسابات الدقيقة لهذه المشاكل.[c1]تحديد واولويات[/c]
جانب من المشاركين في الورشة
* وتناولت الورقة التي قدمها الأخ/ لطف الحجي - مدير شؤون المحافظات - والتي تحمل عنوان “دور المجالس المحلية في مواجهة التحديات السكانية” العديد من المفاهيم والأسس العليا لكيفية تحديد الأولويات المتعلقة بالصحة الإنجابية وكيفية رفع مستوى قدرة أعضاء المجالس المحلية على صياغة البرامج والأهداف والمشاريع المتعلقة بأي قضية من قضايا السكان وأسس التشبيك الاجتماعي بين أعضاء المجالس المحلية والجهات التنفيذية من جهة ومع المواطنين في مجتمعاتهم من جهة أخرى بما يسهم في المشاركة الفعلية في إيجاد الحلول التي تخدم القضايا السكانية وتحد من تفاقم المشاكل السكانية واستعراض “اللحجي” في محاضرته الأسس والآليات العلمية السليمة لكيفية صياغة الخطط وما ينبغي على المخطط القيام به لتحديد الأولوليات المتعلقة بالصحة الإنجابية من واقع الاحتياج الفعلي على مستوى الأرياف وكيفية صياغة هذه الأولويات وفقاً لا ساليب “الاسلوب التفاعلي، الأسلوب الفعلي، الأسلوب التعاقدي” والتي تركز على ضرورة فهم المشكلة واختيار غرضها ووضع أهدافها وإتباع خطوات منهجية للوصول إلى اختيار منهج صياغة للخطة وتقديمها كمشروع للمساهمين سواء كانوا ممولين أو مخططين أو منفذين أو مستفيدين .. موضحاً لأعضاء المجالس المحلية كيفية صياغة المشاريع الكاملة والنوعية والمقبولة والجديدة وفقاً لمعايير الممولين والمانحين وكذا أنواع المشاريع المختلفة (التقليدية، النموذجية، المنفعية، التوعوية، الإغرائية، الإيمانية) لما من شأنه سد الفجوة القائمة بين الأرياف والحضر في القضايا السكانية.[c1]الصحة الإنجابية المفهوم والأهمية[/c] من جانبها قدمت الدكتورة/ ميثاق عبدالمجيد الدبعي - مدير الصحة الانجابية بمحافظة تعز محضرة بعنوان “الصحة الإنجابية المفهوم والأهمية” تناولت فيها تعريف الصحة الإنجابية وأهميتها وأهمية معرفة الرجل والمرآة لوسائل تنظيم الأسرة وكيفية استخدامها الاستخدام الأمثل وحقهم في الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة التي تمكن المرآة من أن تختار بأمان فترة الحمل والولادة وتهيئة الزوجين وبأفضل الفرص لإنجاب وليد متمتع بالصحة الجيدة .. كما أشارت إلى مكونات الصحة الإنجابية التي تتمثل في الرعاية الصحية للأمهات قبل الولادة المأمونة والرعاية بعد الولادة وتقديم المشورة الملائمة والتشجيع على الرضاعة الطبيعية والوقاية من العقم وعلاجه، وأهمية الوقاية من التعرض للإجهاض ومعالجة مضاعفاته والوقاية من التهابات المسالك التناسلية والأمراض المنقول بالاتصال الجنسي وعلاجه، والاكتشاف المبكر لسرطان عنق الرحم وسرطان الثدي ومعالجتها ومكافحة العادات والممارسات الضارة بالصحة الإنجابية “ختان الإناث”.وتطرقت المحاضرة إلى العوامل المؤثرة على الصحة الإنجابية والمتمثلة في العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسلوكيات ذات العلاقة بالزواج والأسرة ومكانة المرآة في المجتمع، وتوفير الخدمات الصحية.[c1]تدريبات عملية[/c] الدكتور/ فهد الصبري من جانبه قدم لأعضاء المجلس المحلي محاضرتين تتعلق الأولى بمهارات صياغة الأهداف والأنشطة المتعلقة بالسكان، والثانية تتعلق بمهارات تحديد الأولويات فيما يتعلق بقضايا السكان .. وتضمنت محاضرات “الصبري” تدريبات عملية قسم على ضوئها أعضاء المجالس المحلية بشكل مجموعات للتطبيق العملي لما تضمنته المحاضرتين، حيث تقوم المجموعة بعد التعرف على المشكلة السكانية والتحديات التي تواجه اليمن وأهمية الصحة الإنجابية وتأثيراتها المختلفة ودور المجالس المحلية في هذه القضايا بتحديد الأولويات لموضوع معين وصياغة هدف خاص لكل قطاع “مثلاً: الصحة، التعليم، الزراعة، كنقل..ألخ”في المديرية ومن ثم تقوم المجموعة بإعداد الوسائل المناسبة والمتاحة لتجديد الأهداف السابقة وما هو المطلوب من وجهة نظر المجموعة من أجل تحقيق تقدم ونجاح واضح في المديريات للحيلولة دون تفاقم القضايا السكانية .. وتعرف المشاركون في الورشة على كيفية التفريق بين الهدف الخاص والهدف العام أثناء أعداد الخطط، وكانت المحاضرتين نوعية ومتميزة، كما تخلل الورشة نقاشات مستفيضة حول القضايا السكانية بين أعضاء المجالس المحلية وقيادة الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان ولجنة تنسيق الأنشطة السكانية في المحافظة.وأشار المشاركون في الورشة إلى عدد من المقومات التي تقف حجر عثرة أمام أي خطة أو مشروع محلي أو توجه يخدم قضايا السكان .. وعلى رأس هذه المعوقات حسب آراء أعضاء المجالس المحلية المركزية في العمل المحلي وتركزها بأيدي رؤساء وأمناء عموم المجالس المحلية على مستوى المديريات والمحافظات.