مأرب / سبأ:أكد فضيلة الشيخ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني أن التفجير الإرهابي الذي شهدته مأرب الاثنين الماضي وأستهدف فوجاً سياحياً إسبانياً ومرافقيهم من اليمنيين عمل لا يقره دين ولا عُرف صحيح ولا عقل صريح.وقال فضيلته في فتوى شرعية أصدرها أمس الخميس : "هذه الأعمال تدل على وجود من يبيع دينه بدنيا غيره أو من يسلم عقله وزمامه لمن يذهب به إلى الهاوية ".وأضاف" إن المرء الذي يفجر نفسه وغيره بهذه الصورة المشينة قد ارتكب عدداً من الجرائم أولها أنه قتل نفسه والله سبحانه وتعالى يقول (ولا تقتٌلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " من قتل نفسه بحديدة فهو يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا " ..وثانيا أنه يتسبب بقتل غيره من المؤمنين الذي عصم الله دماءهم وأموالهم بشهادة التوحيد، والله تعالى يقول ( ومن يقتُل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما) ويقول سبحانه وتعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) ويقول صلى الله عليه وآله وسلم :" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق).وتابع قائلا : " اما ثالث تلك الامور أن فاعل ذلك يقتل السياح الذين دخلوا البلاد بالعهد والأمان من قبل المختصين بهذه الإجراءات ، وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " من قتل نفساً معاهدة بغير حلها، حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها " ، وقال أيضاً صلوات الله وسلامه عليه :" من أمن رجلاً على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافراً وفي الصحيحين " أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :" أكبر الكبائر : الإشراك بالله ، وقتل النفس " ، ففاعل ذلك يتبرأ منه المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم .. وذلك لخيانته العهد ، والله تعالى يقول (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ) ويقول سبحانه وتعالى ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا).و بين فضيلة الشيخ أن " الأمان الذي يعطيه ولي الأمر أو الوزارات والدوائر المختصة بذلك لايجور هتك حرمته، ولا الاعتداء على من أُعطي له ، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم "ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلماً - أي نقض عهده - فعليه لعنه الله ، والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا " . وأضاف " في هذا دليل على حماية الدين الإسلامي لمن دخل بأمانه وجواره ، وأن الدين الإسلامي لا يعرف الغدر والاغتيال والجرائم، إنه دين صريح وبهذا نعرف غلط من يغدرون بالذمم، ويخونون ويغتالون أناساً لهم عهد وأمان، وأن هؤلاء مستحقون لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.وحدد فضيلة الشيخ أبو الحسن في فتواه الأمر الرابع أن فاعل هذه الجرائم ساعٍ في الإفساد في الأرض، ومزعزع للأمن والاستقرار، وفاتح لأبواب الفتن، ومهيج للآخرين على الاقتداء به، أو الانتقام منه أو من غيره لضحاياهم في الحادث، وتسلسل هذه الجرائم يفضي إلى نزع الأمن، وتجرؤ الأوباش، وقطع السبل، والاعتداء على المحرمات، ونهب الأموال، والسطو على الأنفس، والأموال، والأعراض .. وخامسها أن هذه الجرائم تشوه جمال الإسلام، وسماحته، وتصد عن سبيل الله عز وجل، ويستغلها مرضى القلوب في الداخل، والأعداء في الخارج، ويوظفوها لحرب الإسلام وأهله في الداخل والخارج، كما أنها تعرض بلاد المسلمين لمخاطر التدخل الأجنبي - لاسيما مع ضعف المسلمين وتفككهم دولاً وشعوباً قادةً وأفراداً. وأضاف " لقد آن الأوان - من وقت طويل - أن يراجع أصحاب هذه الأفكار أنفسهم، وأن يحاسبوا بعضهم بتجردٍ وإخلاص، وأن يسترشدوا من أهل العلم الكبار، أهل الحلم والفضل، والعلم والتجربة، وأن يلزموا غرزهم، ويكفيهم ما قد جنوا على الأمة، فعسى أن يغفر الله - عز وجل - لهم ما اقترفت أيديهم، وعسى أن يقبل الله توبتهم، ويغسل حوبتهم، وإلا فإن أفلتوا من عقوبة الدنيا - وأنى ذلك لمن يفجر نفسه قبل غيره - فلن يفلتوا من حساب من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
الشيخ أبو الحسن يدين التفجير الإرهابي الذي استهدف فوجا سياحيا إسبانيا في مأرب
أخبار متعلقة