أفكار
ماذا يعني نجاح مصر في إقناع كافه الفصائل الفلسطينية بضرورة تناسي خلافاتها كمقدمة لإنهاء وصمة الانقسام الفلسطيني وإعطاء رسالة مبكرة لمؤتمر شرم الشيخ مفادها أن هناك رؤيه فلسطينية جديدة تدعم خطوات الإعمار وإعاده بناء ما هدمته الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة؟الحقيقة أن مصر وهي تراهن على مؤتمر شرم الشيخ الذي توافدت معظم دول العالم للمشاركة فيه كانت تدرك أهمية صدور موقف فلسطيني معلن وصريح يقول أن هذا هو وقت الإعمار والبناء وليس وقت التراشق أو السعي لاقتسام الغنائم!ومهما قيل أو سيقال عن عقبات يمكن أن تواجه اللجان الخمس التي شكلها مؤتمر القاهرة للحوار الفلسطيني الفلسطيني فان أحداً لا يستطيع أن ينكر أن اتفاق المصالحة قد وفر للفلسطينيين فرصة تاريخية لاستعادة وحدتهم الوطنية وبدء التأهب لمواجهة تحديات إضافية فرضتها الانتخابات الاسرائيلية عندما أعطت لليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو وافيجدور ليبرمان تفويضا بقيادة دفة الحكم في إسرائيل!لقد نجحت مصر بجهد سياسي ودبلوماسي وامني جبار وبرعاية مباشرة من الرئيس مبارك في أن تنبه الإخوة الفلسطينيين علي مختلف انتماءاتهم أن قضية إعمار غزة رغم أهميتها ليست هي القضية الأساسية وان المهم أن يكون اعمار غزة منطلقا لإعادة الحياة والحيوية إلى القضية الفلسطينية ككل.. ومن ثم فان اخطر مايمكن أن يواجه الفلسطينيين في هذه المرحلة الدقيقة هو خطر استمرار التفتت والانقسام في الصف الفلسطيني مهما كانت الأسباب أو الدوافع أو المبررات التي يمكن أن يسوقها هذا الفصيل أو ذاك!كان لسان حال مصر واضحا وصريحا مع كافة الفصائل الفلسطينية في انه ليس هناك خيار سوى سرعة بناء موقف فلسطيني موحد يعبر عن موقف كافة الفصائل الفلسطينية وبما يؤدي إلى إشعار المجتمع الدولي بجدية الفلسطينيين في السعي نحو سلام عادل وشامل يعيد لهم حقوقهم المشروعة ويمكنهم من بناء دولتهم المستقلة تحت رايات المقررات الصريحة والواضحة للشرعية الدولية!ويحسب لمصر انه وعلى الرغم من تعقيدات الخلافات الفلسطينية واختلاط بعض أوراق هذه الخلافات عربيا وإقليمياً ودوليا فإنها ولكي تضمن زخما قويا لمؤتمر شرم الشيخ راهنت وصدق رهانها في أن تنجز حلم الوصول إلى حد ادني من وحدة الصف ووحدة الهدف بين مختلف الفصائل الفلسطينية.وكل ما تحدثت عنه كان ماثلا في أذهان كل الدول التي شاركت أمس في احتفالية مؤتمر شرم الشيخ لإعادة اعمار قطاع غزه.[c1]* كاتب مصري[/c]