عقد ونصف من الزمن مضى على يوم (7) يوليو 94م والذي يصادف الثلاثاء المقبل .. التاريخ الذي أعلن فيه انتصار إرادة الشعب في بقاء وحدته راسخة وسقوط المشروع الانفصالي الذي خطط له عدد من قادة الحزب الاشتراكي آنذاك .. لكن الشعب اليمني المتمسك بوحدته التي كانت حلمه العظيم وهدفاً سامياً من أهداف ثورته الخالدة وقف وقفة الرجل الواحد في التصدي لحركة الردة والانفصال وظل يقاتل إلى جانب أبناء القوات المسلحة لأكثر من (68) يوماً حتى انتصرت الوحدة وهربت شرذمة الانفصال إلى مكانها الحقيقي والطبيعي خارج اليمن الموحد وإلى مزبلة التاريخ.* ويأتي اليوم (7) يوليو ليؤكد لكل الأعداء والمتآمرين على وحدتنا في الداخل والخارج الذين يحاولون إعادة الكرة أن مخططاتهم من هذا القبيل مصيرها الفشل والسقوط على أيدي الشعب الذي لن يفرط بالوحدة وسيقف بالمرصاد لكل من يحاول النيل منها .. ومع أن القيادة الحكيمة قد اتخذت قراراً قبل سنوات بإلغاء مظاهر الاحتفالات في يوم (7) يوليو باعتباره نصراً لترسيخ الوحدة والمنتصر هو الشعب إلا أن عناصر الحراك تحاول أن تجعل من هذا اليوم فعاليات تدميرية لرفع شعاراتها المناهضة للوحدة والداعية للتفرقة، لذلك كان لابد للجهات الرسمية والشعبية من التحرك كرد طبيعي بإقامة احتفالات ومهرجانات في كل المحافظات لتوجه الرسائل القوية لمن لم يعتبروا من الدروس ولتجسيد عظمة الانتصار الوحدوي.* والثابت أن الوطن يمر بأوضاع غير عادية ولم يذهب محافظ أبين / م . أحمد الميسري بعيداً وهو يخاطب في كلمته القوية والمهمة المشاركين في المؤتمر الفرعي المحلي لحزب التجمع اليمني للإصلاح في المحافظة أواخر الأسبوع الماضي عندما قال إن الوضع الحالي في البلاد خطير وحساس وتمر اليمن بأصعب مرحلة وأخطرها وأعقد من أيام الوحدة وأزمة وحرب صيف 94م داعياً في الوقت ذاته القوى السياسية وكل العقلاء والخيرين في اليمن إلى الحوار الجاد والمسؤول حول كافة القضايا التي تهم الوطن وتحت سقف الثوابت الوطنية .. لكنه حذر من الحوار مع قوى تدعي الهم العام والعموميات وهي ترسم مشاريع التدمير والعودة إلى مربعات التفرقة والتشطير.[c1]مواقف وكلمات[/c]* في هذه المرحلة التي يمر فيها الوطن ووحدته بأخطر أنواع التآمرات نجد كثيراً من المسؤولين المتخاذلين وهم في مواقع رفيعة ويجنون ثمار الوحدة بينما آخرون من كتاب وصحافيين وموظفين صغار يتصدون بثبات لكل حملات والإساءة للثوابت الوطنية .. لماذا لا يعمم الثواب والعقاب على الصامتين المتخاذلين ويكرم كل من يقف بقناعة في وجه قوى الشر والتدمير.* الحوار هو الوسيلة المثلى لتجنيب الوطن الكوارث والأزمات والوقت حان أمام أطراف الحياة السياسية وكل القوى الخيرة في الساحة للحوار المسؤول ومعالجة المشكلات التي يعاني منها الوطن.* أدعو القيادة السياسية إلى تشكيل لجان من المخلصين والحكماء والشرفاء للنزول إلى المحافظات التي تعيش حالة من الفوضى والاضطرابات ونقص الخدمات ولتسمع من الناس ماذا يريدون وما مطالبهم الحقوقية للعمل على وضع الحلول السريعة لها.* الأوضاع التي يعيشها فرع المؤتمر الحاكم في المحافظات الجنوبية والشرقية تحتاج إلى دراسة الأسباب التي أدت بالمؤتمر إلى التراجع عن دوره السياسي والوطني المعروف سابقاً .. والأرجح أن الأمانة العامة معنية بهذا الأمر ولا ندري لماذا السكوت .. وباختصار المطوب تفعيل نشاط المؤتمر ليس بتوفير الإمكانيات فقط .. بل بمدى إخلاص قياداته وحرصها على التواصل مع الكوادر الوسطية والقاعدية والترفع عن تصفية الحسابات وتهميش الفاعلين .. مطلوب قيادات واعية تحترم إمكانيات الآخرين وترشد الأعضاء في التصدي لمروجي الانفصال وثقافة الكراهية .. أما تأجيل المشاكل أو الصمت على فشل القيادات فسيفرز أوضاعاً أسوأ من الحالية، واللهم إننا بلغنا والله على ما نقوله شهيد.
اليوم الفاصل لسقوط المشروع الانفصالي
أخبار متعلقة