سطور
ربى سليمان:[c1]حالة1[/c]جميعنا نمر بحالات مختلفة نضحك تارة ونبكي تارة أخرى،نفرح ونحزن وقد نستغرق في هذه الحالة مدة من الوقت.لكن!...هي كانت مختلفة عن الجميع كانت عيناها الدامعتان البريئتان تحملان تعاسة الدنيا كلها وشقاءها تنهج بقوة وتخرج زفرات حارة من صدرها علها تستطيع أن تتنفس من خلالها،جلست بجانبها احتضنت يدها الصغيرة بين يدي وسألتها في حنان:ما بك؟تكلمي.أخذت تقص عليا بصوتها الطفولي الجميل متعثرة ببعض الكلمات بسبب بكائها وفجأة علت وجهي الدهشة واستوقفتها عند إحدى هذه الكلمات لطريقة نطقها إياها ثم كررت ما قالت توقفت عن البكاء نظرت إلي ثم انفجرت ضاحكة قهقهت وقهقهت،أحسست أن الدنيا كلها تضحك احتضنتها بقوة وهي ما زالت تضحك علت عينيها البهجة أصبح الهواء أخف،سعدت من سعادتها ونسيت سبب بكائها بل ولا تزال إلى اليوم على كلمتها وتضحك.[c1]حالة2[/c]لا أعلم لماذا يهوى معظمنا سماع الفنانة فيروز عند الصباح الباكر،فهي تخرجك من حالة ما بعد النوم لتدخلك في حالة أخرى،تضيف جواً من النشاط والتفاؤل،لربما السر يكمن في خامة الصوت أو ذبذباته فليست موسيقاها أو كلماتها وحدها من تفعل ذلك...فعند وصولي لحالة معينة خلال فترة الصباح من الإرهاق والضيق،فإن صوت فيروز يعيدني لبداية اليوم وقمة نشاطي فيه،وعليه فإن أي جهاز كمبيوتر أعمل عليه لابد من تحميله ألبوماً لفيروز للاستمتاع بتلك الحالة...إلى أن كان ذلك اليوم الذي انتقلت فيه لذلك القسم وكل شيء في ذلك القسم خارج القسم .بدأت يومي بالتعثر بكراسيه وملفاته الملقاه في كل مكان حتى دبابيسه خارج دباسته نجوت من تلك المعركة بصعوبة،فشددت نفسي أتثبت بالمكتب وأول ما جلست عليه فتحت الجهاز لأبدد تلك الفوضى من رأسي فلابد من فيروز،حملت الألبوم سريعاً وعند فتحه اكتشفت عدم وجود سماعات للجهاز كادت عيناي تدمع، لكن لا لليأس فما زال هناك ثلاثة أجهزة أخرى وبسرعة قمت بالتحميل على الجهاز الثاني،ولكني اكتشفت إن برنامج التشغيل غير معرف عليه ولم أيأس فتحركت للثالث والرابع وقفت عندها كقائدٍ هزم في إحدى المعارك الكبرى،أنظر حولي فأرى الأوراق تتطاير فرحة بالنصر،والدباسات تفتح فمها تهتف بالنصر عليّ،والملفات تضحك والكراسي تدور،استيقظت على دخول أحد موظفي القسم سألته في يأس هل تسمعون شيئاً على أحد الأجهزة (كنت أضم يدي على قلبي) فقال بلا مبالاة: (لا)مر اليوم الأول وأنا في حالة غريبة ضيق وكدرمر اليوم الثاني والأسبوع الأول والثالثاستوعبت أنني استطيع تغيير حالتي والتكيف مع المحيط سواءً بصوت فيروز أو بصمت ودوشة العمل الآن أصبحت أسمع فيروز وارتاح،تعتلي وجهي ابتسامة جميلة تحمل الأمل والتفاؤل والنجاح وأن لم أسمعها أدندن في نفسي إحدى أغانيها وابتهج لوصولها إلى قلبي لابد من فيروز أن كان المحيط يستوعب ذلك وأن لم يكن فلا بأس...دندن...