حزب الله يلوّح بالمواجهة إذا استمرت إسرائيل باحتلال قرية الغجر
بيروت/ وكالات :اكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس الاثنين ان "المحتل" الاسرائيلي غادر اراضي لبنان "خائبا" لكن يبقى على لبنان ان يستعيد اراضي الغجر ومزارع شبعا التي لا تزال تحتلها اسرائيل.وقال السنيورة خلال اجتماع لمجلس الوزراء في اليوم نفسه لانتشار الجيش اللبناني على الحدود وغداة انسحاب الجيش الاسرائيلي من معظم المواقع التي كان يحتلها في الجنوب ان "الاحتلال غادر ارضنا خائبا".واضاف "لا تزال امامنا مهام ومسافات نقطعها لاستكمال تحرير واستعادة ما تبقى لنا من اراض محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ولا تزال لدينا مسألة المحتجزين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وما زال العدو يرفض تسليمنا خرائط الالغام التي زرعها في الارض اللبنانية ابان احتلاله وما زال ينتهك حرمة اجوائنا".وتابع السنيورة "مع انتشار جيشنا الوطني (...) بعد غياب دام سنوات وسنوات وبعدما وضعت في وجه مهامه الحواجز والمعوقات من كل حدب وصوب من واجبات الجيش اللبناني بالاضافة الى مهمته الاساسية في الدفاع عن البلاد وكرامتها انجاز عملية التثبت من عدم وجود خرق على الخط الازرق وكذلك انهاء انسحاب اسرائيل من اراضي قرية الغجر وذلك بالتعاون مع قوة اليونيفيل" القوة الدولية الموقتة في لبنان.وقال السنيورة قبل الاجتماع في تصريح صحافي ان الامم المتحدة "تتعامل مع موضوع الغجر بجدية واعتقد انه طالما نحن مصممون فانها ستحقق هذا الهدف".وانتشر الجيش اللبناني أمس الاثنين على طول الحدود مع اسرائيل للمرة الاولى منذ نحو اربعين عاما.ولكنه لم ينتشر في منطقة الغجر في القطاع الشرقي من الحدود والتي لا تزال اسرائيل تنشر فيها 12 جنديا ودبابة.وتنقسم الغجر قسمين لبناني في الشمال وسوري في الجنوب احتلته اسرائيل عام 1967 مع احتلالها هضبة الجولان السورية وفق ترسيم الخط الازرق الذي وضعته الامم المتحدة ليكون بمثابة حدود بين البلدين. ولا يوجد سكان في القسم اللبناني من الغجر وهو عبارة عن شريط بعمق 700 الى 900 متر وبعرض 300 الى 800 متر.إلى ذلك لوح حزب الله اللبناني بالعودة إلى المواجهة مع الدولة العبرية إذا فشل المجتمع الدولي في ثني إسرائيل عن استمرار احتلالها لمواقع داخل لبنان.. وجاء تحذير حزب الله في تصريح لنائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم نشرته صحيفة السفير أمس الاثنين، قائلاً "لقد خرجت إسرائيل مهزومة من لبنان وأمس كان يوم الإعلان الرسمي عن هذه الهزيمة على المستوى الإسرائيلي، ولكن بقي أمر أساسي يتعلق بحدود لبنان مع فلسطين المحتلة حيث أن إسرائيل احتلت القسم اللبناني من بلدة الغجر وما تزال هناك خروقات أخرى ونقاط حدودية خلافية, إضافة إلى استمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".وأضاف قاسم "ونحن نضع هذا الأمر برسم المجتمع الدولي الذي نحمله المسؤولية الكاملة لثني إسرائيل عن الاستمرار في احتلالها وأي تساهل في هذا الأمر يعطينا الحق الكامل في مواجهة هذا الاحتلال من دون تحديد التوقيت والكيفية".في الوقت نفسه، حذر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري من استمرار احتلال الدولة العبرية للجزء اللبناني من بلدة الغجر لأنه "لا يمكن التسامح في هذا الأمر"، داعياً إلى عدم تحويل "الانتصار" على إسرائيل إلى هزيمة داخلية في لبنان.وكان بري يرد على سؤال عن رأيه في مجريات الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب, قائلاً تصريح نشرته صحيفتا السفير والنهار اللبنانيتان أمس الاثنين "كنا بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا فطلعت إسرائيل علينا بالغجر. لا يمكن التسامح في هذا الأمر وإلا فإن القرار الدولي لا يعتبر منفذا بأصوله. وما دام الجيش اللبناني أصبح موجودا الآن ومعه قوات الطوارىء الدولية المعززة فإن أي ذريعة لم تعد مقبولة. وأنا أقول إن أي شبر واحد أو متر واحد من الأرض يظل محتلا لن نتسامح حيال ذلك". من جابنه، دعا قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان أمس قواته إلى "التصدي للاعتداءات والخروقات الإسرائيلية" اثر انتشار الجيش لأول مرة منذ أربعين عاما في موقع استراتيجي حدودي على الساحل اللبناني انسحب منه الجيش الإسرائيلي.وقال العماد سليمان اثر رفع العلم اللبناني على تلة اللبونة القريبة من الناقورة على ساحل المتوسط في أقصى الجنوب اللبناني، غداة انسحاب الجيش الإسرائيلي، "ادعوكم إلى التصدي للاعتداءات والخروقات الإسرائيلية بما يتوفر حاليا من إمكانات، على قلتها، ريثما يتحقق ما وعدت به الحكومة من تعزيزات بأسلحة واعتدة تتناسب وإرادة القتال لديكم".