صباح الخير
يصادف الأول من ابريل الذكرى الرابعة عشرة لوفاة موسيقار اليمن الخالد احمد قاسم اذ وافته المنية يوم الأول من ابريل عام 1993م من القرن الماضي في حادث مروري وهو في طريقه الى صنعاء، وشكلت وفاته خسارة لا تعوض على الاغنية اليمنية بشكل خاص وعلى الاغنية العربية بشكل عام، فقد كان عازفاً لا يضاهى على العود وجميع الآلات الموسيقية الوترية والنحاسية.. ولاحمد قاسم مجموعة كبيرة من الأغاني سجلها لاذاعة عدن وعدد كبير أيضاً من المقطوعات الموسيقية، كما له أيضاً تسجيلات في كثير من الدول العربية وفضائياتها، ويا حبذا ان تقوم وزارة الثقافة ووزارة الاعلام بجمع أعمال الفنان احمد قاسم الموجودة في مكتبات الاذاعات المسموعة والمرئية في الدول العربية وانا على استعداد للتعاون معهما بهذا الخصوص.عرفت احمد قاسم الى جانب فنه الرفيع إنساناً طيب القلب، شجاعاً صريحاً وعندما يسمع نغماً نشازاً من أي عازف يعزف معه يثور وتصل ثورته أحياناً الى ضرب العازف النشاز بالآلة التي يعزف بها ولكنه سرعان ما يعتذر له ويقوم بتوعيته بالعزف الصحيح الخالي من النشاز، وروى لي احد الاصدقاء الذي كان يعمل في الولايات المتحدة الامريكية ان الفنان احمد قاسم زار امريكا في الثمانينات من القرن الماضي وفي احدى الامسيات ذهب مع الصديق الى احد المسارح وصادف دخوله وجود احد الاشخاص وكان عربياً يعزف على العود ورأى احمد ان عزفه نشاز في نشاز .. قام احمد من مقعده وصاح بأعلى صوته توقف عن العزف ياغشيم!! رد عليه العازف: تعال اعزف انت يافصيح.. وعلى الفور صعد احمد الى المسرح وأخذ العود من العازف وبدأ يعزف واذا بالموجودين يصفقون له ويطالبونه بالاستمرار وبعد ان انتهى من العزف جاء اليه صاحب المسرح وكان يهودياً وعرض عليه التعاقد معه مقابل اعطائه شقة للسكن وسيارة تحت تصرفه وأي مبلغ يطلبه، قال له احمد بأفكر .. قال اليهودي للصديق أرجوك اقنعه بالموافقة ولك الحلاوة، وبعد مضي ثلاثة ايام غادر احمد امريكا عائداً الى عدن.في الاخير ارجو من اذاعة عدن وتلفزيونها ومن اذاعة صنعاء وفضائيتها ان يغنوا مناسبة ذكرى وفاته الرابعة عشرة بتقديم برامج خاصة وتقديم أغانيه ولمدة ثلاثة أيام وهذا أقل شيء نقدمه لموسيقار عظيم اعطى الكثير وعاش مظلوماً ولم يجد ما يستحقه في حياته.