( 14 أكتوبر ) في مهمة إنسانية خاصة
ذمار / صقر عبدالله ابوحسن عندما تكون الزيارة غير متوقعة لمرفق خيري يبث الروح في أجساد تملك منها اليأس. وتمكنت منها الإعاقة !؟ عندما تكون زيارتك خاصة للبحث عن شيء أنت تجهل وجوده هناك ولكنك تيقن انك لم تجده سوى في مثل هذه الأماكن ؟! عندما تبحث عن الإرادة القوية والروح المنفتحة نحو الحياة وتصميم منقطع النظير للعمل من اجل مجتمع لايوجد فيه عضواً ينظر إليه البقية برحمة أو بشفقة ..!!؟ بالتأكيد أنت تبحث عن «جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً بذمار» يبت المعاقين كما يحب أن يسميها «محمد» صاحب السبعة أعوام وهو طفل ضمن مجموعة أطفال تحتضنهم «الجمعية» في فصول التمهيدي قبل دمجهم بالمدارس الحكومية..«محمد -عبدالله- عبدالكريم -علي -وعد -بشرى -سلوى -مريم.. وغيرهم ,عدد كبير جمعتهم لهفة التعليم والنبش بدفاتر المعرفة بدلاً من الانغلاق والعزلة .. أطفال بعمر الورود لكنها ليست ودود ذابلة بل معطرة تزداد جمالاً يوماً عن يوم .. معا أن قاسمهم المشترك هي الإعاقة واغلبهم يمشون بـ»عكاكيز» إلا إن البسمة ارتسمت بثغرهم .عندما تسألهم عن أحوالهم جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً بذمار - ليست اسم يمكن المرور منة بسهولة فنشاطها يجبرك -أين كنت- على التمعن في فتح ملفات ذاكرتك لتتذكر انجازاتها منذ تأسيسها عام 1997م.. معا إنها جمعية كأي جمعية أخرى تستمد دعمها المالي من صندوق المعاقين ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وبعض المتبرعين والصناديق النوعية.. إلى أن ماتقوم به يجعلك تشعر بالدهشة على مدى قدرة الإدارة الحالية للجمعية على تسخير أنفسهم وأموالهم لأجل شيء واحد وهو حبهم لعمل الخير لكل معاق ... في شقتين أرضيتين من عمارة ذات أربعة طوابق في الجزء الغربي لمدينة ذمار هناك يمكن أن تجد عالم يملأه التفاؤل .. عالم يخلوا من حسابات المادة .. عالم تكتنفه الرحمة .. عالم يعج بالتفرد والإبداع..«سارة» طفلة قدر لها أن تولد وتموت معاقة .. قدر لها أن تبدأ حياتها فوق «عربية «وفوقها أيضا تموت طفلة ذات ثمانية أعوام .. عندما سألتها عن أحوالها جعلتني اسكت وأفضل الصمت ..لديها من حسن انتقاء الكلمات ما يجعلك تيقن إن الله سبحانه وتعالى قد اخذ منها شيء وأعطاها أشياء لدى الجمعية وفي صفوفها التمهيدية عدد كبير من أمثال سارة .. « سارة» ليست حزينة لأنها لايحق لها أن تجري مثل بقية أخوانها ولكنها حزينة لان عدد من المعاقات يجبرهن أهلهن على المكوث في المنزل طوال العمر خوفاً عليهن من إساءة بعضهم لهذه المعاقة لمجرد أنها معاقة. المعاق ليس عالة على المجتمع فهو يمكن أن يعمل ويمكن أن يبني أسرة ويمكن أن يؤسس عائلة ويعولها لكن أن شجعه ودعمه الآخرين ليحقق طموحة وأحلامه.. هذا ماتعلمته من كلمات زملاء و زميلات سارة..؟!أنشطة الجمعية ليست رعاية وتعليم حرفة أو محو أمية أو تعليم كمبيوتر فحسب فنشاطها يمتد إلى مجالات عديدة فكما أنها ترعى المعاق فهي كذلك تؤهله ليكون عنصر فعال داخل المجتمع من خلال دورات نوعية تقيمها الجمعية بالمساعدة مع صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وصندوق التنمية الاجتماعية في تعلم مهارات الحاسوب والشبكات واللغات..وكما إن للجمعية نشاط داخل ذمار فلها أيضا نشاط خارجها فقد شاركت الجمعية في الملتقى للاتفاقيات الدولية لحقوق المعاق ممثلة برئيسها وكذلك المشاركة في مهرجان آفاق الروح وكذلك بطولة الرياضية للمعاقين والمشاركة في العديد من المهرجانات والندوات وورش العمل والمؤتمرات التي تقيمها جهات مهتمة بحقوق المعاق..كل شيء في جدار مقر الجمعية يدعوك نحو التساؤل عن سر ذلك التميز والإبداع صفوف التعليم, قاعات التدريس ,مكائن التطريز والخياطة, مقاعد الأطفال ,أدوات الحياكة حتى «ماوس» الكمبيوتر الوحيد لكنها .تنبض بحب الحياة والرضى بالعيش بنفس متحدية الإعاقة ..روح تأبى مفهوم الفشل ولاترضى إلا بعنوان النجاح.. «عادل محمد المحضري» رئيس الجمعية رجل هادئ حتى وان اظهر معالم الغضب في وجهه إلى انه سرعان مايدحر هذه المعالم بضحكة عالية .قال : تأسست الجمعية في عام 1997م وكانت البداية صعبة كما هي العادة نتيجة الظروف المالية التي مرت بها الهدف الذي أنشئت من اجله الجمعية هو تقديم الرعاية أولا للمعاق ثم التأهيل ثانياً وتشمل الرعاية جميع المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية .. حيث عملت الجمعية بالرفع بالحالات التي تحتاج إعانة إلى صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بصنعاء والرفع كذلك بالحالات التي تحتاج رعاية إلى الضمان الاجتماعي .. كما اشكر قيادة صندوق رعاية وتأهيل المعاقين على الاهتمام والرعاية التي حظيت بها الجمعية من قبلها ...!! كما التقيت برئيس الجمعية بحثت عن نائب رئيسها العام ..!!؟ كانا معاً في اجتماع مع عدد من طلاب التمهيدي - كنت أظنه اجتماع .. لكنة كان لقاء مودة وحب ولقاء تعريفي - « علي محمد المتقذي» أمين عام الجمعية .. رجل تنبع الابتسامة من ثغرة دائما .. إنسان بشوش الطبع والطباع « للجمعية أنشطة تمارسها في إطار إمكانيتها المحدودة» قال لـ (14 اكتوبر) معدد الجوانب التي تهتم بها جمعيته وقال: 1 - الجانب التربوي : موجود بالجمعية فصول تأهيل ودمج والتي يدعمها صندوق رعاية المعاقين.2 - الجانب المهني:- تقيم الجمعية العديد من الدورات في جوانب عديدة منها دورات في الخياطة ودورات في الحياكة ودورات في الأشغال اليدوية وكذلك الكمبيوتر..كما يوجد بالجمعية فصول محو الأمية للكبار أو لمن فاتهم قطار التعليم للجنسين الذكور والإناث» إنها أمين عام الجمعية حديثة وذهبنا معاً لنشاهد صور كانت قد التقطت في أوقات وأيام ماضية .. صور لمعاقين كبار خلال رحلتهم إلى عدن وصور عديدة تؤرشف عمل الجمعية من أشغال يدوية بالإضافة الى عدد هائل من الصور لمجاميع عديدة من المعاقين والمعاقات الصغار منهم والكبار...«يعقوب الدولة» نائب رئيس الجمعية من جانبه لم ينسى أن يشرح لنا عمل ونشاط الجمعية ودورها في تقديم الخدمات للمعاق أين وأينما كان قال لـ(14 اكتوبر): تسعى الجمعية جاهدة الى ترسيخ قاعدة تعليمية للمعاق وكما أن التحضيرات جارية على أعلى مايمكن لإنشاء مركز للعلاج الطبيعي بمحافظة ذمار بالشراكة مع صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وصندوق التنمية الاجتماعية ..مشيرا إلى أن هذا المركز - إنشاء الله- سوف يقدم خدمات علاجية قيمة للمعاق وسوف تخفض التكلفة المالية التي يتكفها المعاق عند ذهابه إلى صنعاء أو عدن أو أحيانا إلى الخارج .. كما ان الجانب المادي للجمعية لايفي للغرض الحقيقي الذي أسست من أجله الجمعية إلا وهو خدمة المعاق وتقديم الرعاية والتأهيل له.. سوى الدعم الذي يتقدمه وزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق رعاية وتأهيل المعاقين وبصراحة لولا صندوق رعاية المعاقين لكانت الجمعية قد تجمد اغلب نشاطها.. حل المساء . لكن لذة الحديث لم تنته بعد ..!!!؟ قررت أن اذهب و شعرت أني لم أجد معاقاً يتسول يوماً ما مادام مثل هذه الجمعيات تعمل بصمت دون تمظهر أو شوشرة..إنه الإبداع بكافة كلماته وألوانه ومعانية هو الذي ارتسم على مسيرة هذه الجمعية ليجعلها صرح خيري يشع من أجزائه النور.. ويكفي أن انهي حديثي بعبارة سمعتها من طفل معاق»محمود» في احد فصول التمهيد بالجمعية يقول في هذه العبارة « أحب الجمعية أكثر من بيتنا»..