أقامها اتحاد الأدباء والكتاب فرع / عدن :
متابعة / عبدالله الضراسيأقام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع/ عدن مؤخراً فعالية ثقافية لإحياء أربعينية الشاعر الفقيد محمد حسين هيثم بحضور كثيف من الأدباء والكتاب زملاء وأصدقاء الفقيد هيثم.وقد افتتح وأدار الفعالية/ الأربعينية/ الشاعر جنيد محمد الجنيد حيت استهلت بقراءة أي من الذكر الحكيم قرأها الشاعر ناصر مشبح، ثم قدم الشاعر جنيد لزميله الفقيد هيثم بالتطرق إلى مكانته الهامة في المشهد الشعري اليمني وإسهاماته في الحياة الثقافية عامة، مؤكداً على أهمية دراسة ابداعه الشعري واعماله النقدية والبحثية بقراءات تليق بموقعه الهام في حياتنا الأدبية والثقافية بما يخلد ذكراه ضمن أهم الشعراء والكتاب الذين تركوا بصمات واضحة على المشهد الشعري والثقافي اليمني كان لها أثرها في إحداث نهضة أدبية وفكرية حقيقية في حياتنا.هذا وفيما يلي نقدم هنا عرضاً لوقائع فعالية الأربعينية: التي استهلها الشاعر مبارك سالمين بتقديم الكلمة الرئيسة عن فرغ الاتحاد بعدن فيما يلي عرضاً لها:[c1]مداخلة الشاعر مبارك سالمين[/c]استهل الشاعر الكبير مبارك سالمين رئيس فرع اتحاد أدباء عدن كلمته بنبرة رثائية تضمنت حديثاً مفعماً بالأسى على الفقيد الكبير الراحل هيثم جاء فيها: في هذه الأمسية التأبينية والتي نؤبن فيها صديقنا وحبيبنا وزميلنا الشاعر الكبير والباحث الأستاذ محمد حسين هيثم نحس بطعم الفاجعة في فمنا، لقد كان موت محمد حسين هيثم فاجعة بكل المقاييس خاصة بالنسبة لنا أصدقائه وعشيرته من الأدباء والكتاب والباحثين، نحن أترابه والذي عشنا معاً في كنف كلية التربية بجامعة عدن وتدرجنا معاً في سلم الأدب والثقافة والشعر والبحث، ان فقد محمد حسين هيثم يجعلنا نحس بأننا نفقد في حياتنا تلك النماذج المضيئة الرائعة لان محمد حسين هيثم ( كان) رائعاً في حياته ورائعاً في موته، رائعاً في حياته من خلال ماقدمه من جدل هام في ساحة الكتابة الشعرية وكان رائعاً في تسامحه وفي مودته وفي محبته للآخرين، وكان هيثم كبيراً في موته لأنه الشاعر الزاهد المحب العاشق..وفي هذه الليلة التأبينية أحس هكذا وكأننا نحي ليلة لتأبين الضمير الثقافي لان محمد حسين هيثم واحداًً من أهم رموز هذا الضمير.. لأنه لم يكن محمد حسين هيثم شاعراً عادياً كان شاعراً مميزاً منذ ولادته..محمد حسين هيثم من بين أهم الأسماء الشعرية والتي ولدت مكتملة ولعل (ديوانه اكتمالات سين) يشير الى هذا المعنى، محمد حسين هيثم مساهماته في جدل القصيدة الحديثة في اليمن لم تكن عادية وفي إنتاجه الشعري الغزير قياساً الى سني عمره القصيرة نسبياً اذ انتج الشاعر سبع مجموعات شعرية تقريباً هي علي التوالي (1) الحصان (2) اكتمالات سين (3) مائدة مثقلة بالنسيان (4) استدراكات الحفلة (5) رجل دو قبعة ووحيد (6) رجل كثير (7) ومشروع ديوان (على بعد ذئب) وهو المشروع الذي (لن) يشهد طباعته.. وكان لهيثم مساهمة فذة في الشعر العامي حيث نشر ديواناً بالعامية كان بعنوان ( حاز بحزيك).مات محمد حسين هيثم في ذروة وأوج تألقه ولانملك في هذه الليلة إلا ان نسأل الله ان يغفر لصديقنا وفقيدنا وفقيد الحركة الادبية وان يسكنه فسيح جناته وان يلهمنا نحن واصدقائه واهله وعشيرته الصبر والسلوان.[c1]مداخلة علي حسن القاضي:[/c]وقد ألقى الاديب علي حسن القاضي رئيس فرع اتحاد أدباء لحج كلمة بهذه المناسبة جاء فيها : انا عاجز عن التحدث عن هذه الشخصية الكبيرة المتعدد القدرات والمتعددة الإمكانيات وعطاءاته (العظيمة ) جداً.واعترف انني امام هول هذه الفاجعة لم اتمكن من اعداد كلمة مسبقة ولكنني اتحدث الان امامكم من وحي الحدث عن محمد حسين هيثم فلا بد ان اعطيه (جزء) من حقه علينا من خلال اسهاماته الكبيرة وصلتنا به كفرع لحج ونستطيع ان نقول ان الاستاذ محمد حسين هيثم كان ( متبنياً) لفرع لحج وكان متجاوباً للفرع اهتمامه الكبير وإعطائه الكثير لفرع لحج، وكان الأستاذ هيثم كمثال، على اهتماماته وتبنية لفرع لحج هو اهتمامه وتبنيه لفعالية تكريم الفنان الكبير حسن عطا وكان هذا الاهتمام من قبله رحمه الله (بادرة) جديدة وأول بادره تحصل في لحج وهو ان يقوم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمركز وبإرسال مبلغ مالي لتكريم مبدع من لحج هو حسن عطا وهو شيء جديد لم نتعود عليه بالنسبة لقيادات الاتحاد السابقة وهو ان يأتي الدعم المالي مستقلاً عن ميزانية الفرع الأساسية في كل سته أشهر ولم يكثف امر الدعم المالي لتكريم الفنان الكبير حسن عطا بل تلاه الشاعر المرحوم عبدالحليم حسين عامر..اهتمام الاستاذ محمد حسين هيثم بالفنان حسن عطا كان اهتمام كبيراً وكان ايضاً يسأل عنه.وكذلك اهتمامه بفرع اتحاد أدباء لحج من خلال طباعة بعض إصدارات أعضاء الفرع وخاصة الدواوين والاستجابة لكثير من هذه المطالب .ونصل الى (خلاصة) ان الأستاذ محمد حسين هيثم من خلال تعامله مع الفرع بلحج وبقية الفروع كان ذو قدرة على التحمل والتجاوب والتفاعل معنا وبقية الفروع لاخلاقه العالية وتواضعه وهذا شيء نادر ان يكون انساناً وبهذه الميزة اديباً وكريماً، هؤلاء الشعراء الذين يستحقون ان يطلق عليه الرجل الفاضل الكريم ولم يكتف بأنه (كان) شاعراً فقط ولكنه جمع بين الشعر والخصال الحميدة ومن خلال موقعه القيادي عمد للتعامل مع الكل باهتمام وليس فقط مع فرع اتحاد أدباء لحج وذلك من خلال ماكنا نسمعه من بقية الفروع وماقرأنا عنه من كتابات أعضاء الفروع، حيث كانوا يعرفون عنه انه رجل كريم ومعطاء وذو أخلاق حميدة كما قال الشاعر (لولا خلال ماسنه الشعر ما ذرى لقالت العلا من اين توتي المكارم) وهذا هو محمد حسين هيثم ونحن مقصرون في حقه ويجب ان نستمر في تواصل فعاليات الاحتفاء بتأبين الأستاذ هيثم باستمرار وعلى مدى السنوات القادمة حتى نفصل عطاءاته الإبداعية ومكرسة لتقييم مشواره وعطاءاته الأدبية من قبل رفاق مسيرة دربه ومشواره الثقافي سواء هنا او هناك ونعلن من فرع اتحاد ادباء لحج عن فتح مقره للبدء بالقيام مثل هذه الفعاليات الأدبية كوفاء لمشواره الكبير ويكفي انه استمر منذ السبعينات وحتى يومنا هذا وبينما كان أدباء الشباب في السبعينات اعداد كبيرة ولكن اين (هم) ولكن الان لايوجد منهم الا شوقي شفيق ومبارك سالمين وشاعرنا الكبير الراحل محمد حسين هيثم وعدد قليل من الشعراء الآخرين ولكن الاعداد الكبيرة من شعراء أدب الشباب( انتهوا) ولماذا والإجابة لأنهم افتقدوا الأصالة والقدرة الشعرية . ومن هنا (جمع) شاعرنا الكبير الراحل خاصية الشعر وكذا خاصية الأخلاق الحميدة والتي كان (يتمتع) بها .[c1]مداخلة شوقي شفيق[/c]وقد ألقى الشاعر الكبير شوقي شفيق مداخلة رثاء حول الشاعر الكبير الراحل هيثم جاء فيها:" احاول ان اتعلم الكلام، اتوسل اليه ان ينقذني من صدمتي وارتباكاتي بعد ان ارتكب محمد فعل موته الفاضح في ظلام عام..- ارتجل الان نهاراً لجنازي- وليكن الاثنين- ليس لان الاحد- طفل مائي الخطوات- أوان الثلاثاء يسير بلاعينين- لكن الاثنين هو الاثنين- قمر مرتجل- وصباح منكسر الساقينلكن محمداً الكثير، لكن (أصدقائي) الكثير محمد حسين هيثم، غافلنا جميعاً وفعل موته يوم جمعة ... حزينة كانت تلك الجمعة اكثر حزناً من تلك الجمعة الحزينة (التاريخية) اكثر ظلاماً تحت شمس كانت تحاول ان تبدو ساطعة وفي فجر شائك بارد وثقيل فعلها من دون أي إنذار سابق.ما الذي ساقوله عن محمد حسين لاشيء ثمة سوى إمعانه في الخلود.ماالذي سأقوله حين يأبي الكلام ان يقول كلاماً عن هذا المحمد المميز الخاص جداً عن الرجل الكثير الموزع في أروقة انتباهاتنا يرقد ردهات أرواحنا بجمرة شعره الباذخ وبحضوره الحاسم والاستراتيجي!سيذهب محمد في الى الصبي خلوده.تاركاً إيانا في وطأة ضميره ترسلنا الى حموضة ايامنا وتفسخنا البهي في ارض هباء تؤنت قصائدنا وفي فراغ مليء باستحاثات غادرة توطن حفرياتها في أمكنتنا البائته اليابسة .- ثم جثته على بابيوجثته بمرآتيأسميه المحمد ثم ادعوه الى وقتي ومأدبتييامحمد ... اخفض يديك قليلاً وامسح بهما على راسي البهاء كي استطيع البكاء او النوم او أتعقب خطى خلودك في الابديه الفارهة .يامحمد.. كيف تبني من هديلك سلماً للرعد كيف تمنطق الرايات.ياحبيبي يامحمد ياشقيق الروح ياشقيق روحي البائته المهترئه منذ يوم جمعة حزينة أناديك من اقاصي صراخي وولهي من اعالي خرائبي وخريفي.كم ستدرف من بلاد يامحمد كم ستغويك النهايات الجديدةايها المحمد المترامي الجنون، ياعاهل الصباحات الطازجة ياملك المساءات الطرية ايها الطازج غير القابل خديعة الموت ايها الصاعد في الحقيقة ايها الحقيقي الاوحد، هبني فردة من يديك كيما اتعلم الكلام واتهجى حروف مجدك.هو المحمدكم سيهويكم سينزف من خيولكم ستنهض من اقاصيه الحروبوتبتني سقفاً من الطعنات فيه وترتديه مضرجاً بالصحوجثته على بابيوجثته تحملها على هذا البياضالنظفة الاولى من الهذيانعلمني الكتابه... علمني الكلام .. علمني الصراخ او البكاء.. علمني خلودك كي اوراتني في بقايا ارض لم اعد قادراً على تخفيض حدثها او تشذيب نقائضها وخداعاتها الحالكة . هبني جزءاً من جوهرك البهي كي أقرا سماءك واسور حطامي بدريئة من ياقوت نصوصك المضيئة ذات الثراء الخاص.يامحمد ياحبيبي سلاماً(5) هامش: النصوص التي بين الاقواس من شعر هيثم.[c1]اليك ياعالي الجبين[/c]وقد القي الشاعر المتميز كمال محمود علي اليماني قصيدة رثاء على هامش رحيل (عالي الجبين) الشاعر الكبير محمد حسين هيثم..مابين ان تحيا حياة الميتيناو ان تموت كما يموت الخالدوناخترت انت الموت ياعالي الجبينونقشت رسمك فوق حبات العيون***يا ايها البدر المنور في مساءات الجمالهذا حصانك واقف يرنو اليكيرنو الى رجل كثيرياأيها الرجل الكثيرهذا انا رجل قليلعند بابكارتجي بعض الهباتفامدد يديكحباً وقربني اليكامدد وعلمني الحياةوامنح فؤادي نفحة من فيض روحكخذني لعالمك الجميلخذني الى جهة تراود خطوهافلطالما ضاعت خطايوضيعت دربي الجهاتولقد تعبت من التشردموالتشرد... والضياعولقد تعبت من الشتاتياصاحبي هذا انا.. ارسلت روحيكي توانس وحدتكارسلتها حورية.. نوريةفي خدرهافتبرعمت فلاً تعطر من شذاكوتسامقت اغصانها ريانةالله ما احلاك فلاً في الحياة معطرالله ما احلاك فلاً في ثراك[c1]قراءات شعرية هيثمية[/c]وقد قام شاعران مميزان من جيلين مختلفين احدهما عايش مفردات التجربة الشعرية الهيثمية حيث خرجا مع بعض من رحم وبوثقة تجربة جمعية الادباء الشباب قبل ثلاثة عقود زمنية وكانا محط اختبار البوتقة الشعرية الأدبية السابقة مع نفر ( قليل) من اقرأنهم (مبارك سالمين، حبيب سروري،، نجيب مقبل، حمزة هب الريح) لهذا مثل الشاعر المتميز والكبير شوقي شفيق احدى الرهانات الشعرية الصادقة وكان شئياً جميلاً ان يقوم الصوت الشعري(المجايل) لزمن محمد هيثم الشعري بهذه القراءة فهو (عين الوفاء الشوقي) لهذا الراحل الكبير ومن شاعر اكبر ايضاً..اما الصوت الشعري الثاني والذي قام بالقراءة فهو شاعر متميز وجميل من الجيل اللاحق لـ هيثم ولكنه له نكهته وحضوره الشعري المتميز (عمر الارياني) وقرأ كلاهما عدداً من القصائد ومنهما قصيدتا هذه الرأس وكذا عبدالعليم إذا مات.[c1]من قصيدة هذه الرأس[/c]هذه الرأسطارئةلامعنى لهاثمرهام طائرام طبق معدنيام قصيدة نثرهذه الرأسلا اعرف حتى كيف تستخدمغير انني كل يوماطور طرقاً للحفاظعلى رأس رأسيولقد استحققتها بجدارهلم يقل لي احد لماذالكي استحقها فعلاًلانها رأسيوعلي ان اقطع بهااطول مسافة ممكنهان امضي بها بعيداًقبل ان تسقط من تلقاء نفسهاهذه الراسقد احصد مت جرائها جوائز كثيرة[c1]من قصيدة عبد العليم إذا مات[/c]مات عبدالعليموعبدالعليم اذا ماتوفي أي وقتيموت بحر فنهويموت كما يحلم اويشتهيالميتونيموت كثيراًكثيراًيفيض من الموت يمتد موتاًمن المهد شرقاًالى الغرب من يومهالمرتقبعبدالعليم اذا ماتينهض اعداؤه من الكمائنيأتون من غيبهكان يحصي المذلاتأعداؤه ثلةرجل غامض في الجريدةوالعسكريوهذا الغراب الذي فوقناصيته البيتبقال حارتهبائع اللحموالعابر المتلفتوأين المؤجر في اول الشهرثم المؤجر في كل رشفة ماء.[c1]حالة استثنائية بكل المقاييس [/c]وجاء في (نص الرثاء) للأديب القاص عبدالرحمن عبدالخالق:( محمد حسين هيثم مهرجان من الضوء والفرح صوت عال وشفاف وضحكة مجلجلة تعلن عن نفسها دون وجل.لم اجد إنساناً يتسامى عن الألم كما هو الحال عند هيثم.. لم اجد انساناً له هذا الحضور الانساني والشعري الا عند القلة وفي طليعتهم هيثم.محمد حسين هيثم حالة انسانية وثقافية استثنائية بكل المقاييس وهو من المبدعين الذين زينو أزمننا واعطوه مذاقاً خاصاً كم هو موحش افتقاده لكنا حتماً نجده فيما خلفه من اثر انساني وشعري، سنجده في هند وهيثم وهوزن وأمهم ، محمد صديقي وحبيبي.. عذراً فأنا لم افق من هول الصدمة.