الشعر ديوان العرب
عبد القوي الأشولالشعر ديوان العرب مقولة قديمة كما هو الشعر حاضر في حياة الإنسان العربي في جاهليته وما تلا تلك العهود بداية بالعصر الإسلامي ونهاية بالعصور الراهنة ما زلنا نفرد له مكانة في مجالسنا العامة وفي كل الفعاليات حتى إن الشعر يكون الاستهلال المستحب لدى العامة والخاصة وكلما كانت الأبيات الشعرية محتفظة بأجراسها الموسيقية وتفاعيلها ملتزم] ما اعتادت عليه الأذن العربية. كلما كان قريباً إلى السامع مؤثراً فيه باعثاً على التفاعل وإلهاب الحماس وبث روح الحياة فنغم الشعر والوجود والجمال باثاً في حناياها ألقاً وإحساساً متناهياً بالجمال وروعته بالطبيعة وآياتها لما في الشعر من فلسفة حياتية متنوعة بعضها متصلة بالتأملات منها الوجدانية والفلسفية معبراً عن صورتها باثاً في جوانب الصور أخيلة شعرية وشطحات إبداعية لا تكون إلا نتاج المبدع الذي يمنح الحروف والكلمات قدراً من شجن ولوعة الذات المرتبطة بالحب بأوسع صور وتلاوينه إلا أن حب المحبوبة من بنات حواء يبدو ألقاً نفاذاً إلى الذهن والوجدان مكتسباً معاني ثرية ربما لارتباط الوجدانيات أو هذه الأحاسيس.. بجانب الحياة أو شطرها المكمل المرأة.. المخلوق الذي يكتنف أسراراً هي من السعة والثراء منيعة على الإحاطة الحال الذي يجعلها نافذتنا الروجة التي ليس لأحد فيها إرتواء ثم إن ما يعد خفايا وأشياء غامضة في أسرار تلك المخلوقة الأنثوية بتلاوين أطيافهن وملامحهن وربما بقوتهن وضعفهن هي وراء ذلك الانجذاب الروحي للطرف الآخر انجذاباً يولد الإبداع. .هن دوننا في القوة الجسدية إلا أن قوتهن أخص وأشد وأعمق وأبلغ أثراً. ما يجعلنا في حالة من سبر أغوار لا أفق لها ولا شاطئ.مطاردة أحياناً ووجه في أحيان أخرى جنون هيام إحساس باللذة والانتصار والانكسار والحزن والألم الفرح والبكاء الارثواء والانتهاء واستحالة الاحتواء والإحاطة لأي كان.هام الخلفاء والساسة وكبار القوم وصغارهم في تباريح الحب ما ولد قهر عطاء شعري معبر في أحيان كثيرة عن الحياة الاجتماعية في تلك العصور وما كان يكتنف أحوال أهلها من رغد العيش وشظفه..فها هو الخليفة يزيد بن معاوية يقول :[c1]كأنه طرق نمل في أناملها أو روضة رصعتها الشهب بالبرد[/c]إلى قوله :[c1]نقشاً على معصم أوهت به جلدي[/c]فأي جلد وأي صبر يمكنه أن يقوى على مشاعر المحبين وها هو أبو نواس يقول :[c1]يقولون عين لا ترى تهذي : فقلت لهم الأذن تعشق قبل العين أحياناً[/c]
إنها أجراس المحبوب بما تشكل من حالة انجذاب لا نظير لها بين طرفي الحياة وعنصر ديمومتها وبقائها. آدم وحواء بداية الانبعاث الذي ملأ ساحة المعمورة وصور وجد متجددة متنوعة.. هي بمجموعتها حالة شعورية محضة للإنسان فيها رقي المشاعر والإحساس والتعابير ما يجعلها متناقلة عبر الأجيال كقصص وجد فيها غدر ووفاء وصدق ونكوص عن الوعد وربما حب عذري.. وكل ما في قاموسنا الشعري من فرادة وتنوع وثراء.والشعر في المرأة لا يقتصر على وصف مفاتن جمالها.. بقدر ما تعدى ذلك إلى حالة ذم لهذا الجمال على اعتبار أن المكر والغدر والخيانة من صفات الأنثى ما جعل الكثير من الشعراء في حقب تاريخية مختلفة.. يبدون ريبتهم وتوجسهم وربما عدم ثقتهم بها.ويقول أحد الشعراء :[c1]تمتع بهاوبما تعطيك ولا تكـن جزوعاً إذا بانت فسوف تبونوخنها وإن كانت تفي لك إنها على قـدم الأيـام سوف تخونوإن هي أعطتك اللبان فإنهـا لغيـرك من طلابهـا ستلينوإن حلفت أن ليس تنقض عهدهـا فليس لمحضوب البنان يمينوإن سكبت يوم الفراق دموعها فليس لعمـرِ اللهِ ذاك يقين[/c]قد تبدو الصورة فيها تجن صارخ وريبة مبالغ فيها من المرأة لما لها من حضور في حياتنا وما نوليها من ثقة خصوصاً وهي الجزء الذي بدونه تبدو حياة المرء تعتريها الآلام والأحزان.. في ردهة العيش الذي لا يطيب إلا بلمسات المرأة الشافية الحانية ناهيك عن دورها الرئيسي في تكوين الأسرة التي هي اللبنة الأساسية للمجتمع السليم.وهكذا نجد الصور أشد قثامة عند شاعر آخر معتبراً أن المرأة إذا نهيتها عن شيء فعلته :[c1]إن النساء متى ينهين عـن خُلُقٍ فإنـه واقــع لابد مفعــول [/c]