رجل اصيب في تفجير انتحاري بملعب للكرة الطائرة في مدينة لاكي ماروات يوم الجمعة
إسلام أباد/14اكتوبر / مايكل جورجيك:يشن مقاتلو طالبان مزيدا من التفجيرات الانتحارية ضد حشود كبيرة من المدنيين في محاولة لإجبار الباكستانيين على الرضوخ وإضعاف الثقة في الجيش بعد شن حملات عسكرية كبرى ضد معاقلهم.وأوضحت حركة طالبان الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة نواياها يوم الجمعة حين قاد متشدد سيارة دفع رباعي مدججة بالمتفجرات إلى ملعب للكرة الطائرة بقرية في شمال غرب البلاد وفجر نفسه أثناء مباراة ما أسفر عن مقتل 90 شخصا.ومن شأن المذابح من هذا النوع إرهاب المدنيين وإثارة تساؤلات جديدة حول فعالية الجيش الباكستاني على الرغم من تأكيدات الحكومة بأن الحملة الأمنية التي جرت في أكتوبر سددت ضربة قوية لحركة طالبان.وتعتبر الولايات المتحدة باكستان الدولة التي تمثل خط المواجهة الحاسم في حربها ضد طالبان في أفغانستان. وتريد من الجيش الباكستاني اجتثاث المتشددين الذين يعبرون الحدود لقتال القوات الأمريكية هناك.لكن الجيش الباكستاني على الأرجح سيشير إلى هجوم مباراة الكرة الطائرة والهجمات المماثلة كدليل واضح على أنه يجب أن يركز على التهديدات من متشددي طالبان الباكستانية.ويقول بعض المحللين انه لا يمكن تحقيق الاستقرار لباكستان المسلحة نوويا والمنطقة على المدى الطويل إلا إذا لاحق الجيش كل الجماعات المتشددة في البلاد بما في ذلك فصائل طالبان الأفغانية التي لا تقاتل الدولة الباكستانية.وقالت سامينا احمد مديرة قسم جنوب آسيا بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات «نظرا لهذه الصلة الوثيقة هنا بين هذه الجماعات الإرهابية المختلفة فان هذا التمييز لم يجد نفعا في السابق».وأضافت «كل ما حدث أن علاقات التحالف بين تلك الجماعات ترسخت وأصبحت أكثر خطورة بكثير».لكن قتال كل الجماعات مرة واحدة سيعني التخلي عن التحالفات مع المتشددين التي يريدها الجيش الباكستاني لتكسبه نفوذا في أفغانستان خاصة إذا حدث ما تتوقعه باكستان وانسحبت الولايات المتحدة قبل أن تستقر البلاد.وقد يخلق هذا أعداء جددا للجيش المنهك بالفعل. وتمت الاستعانة بنحو 30 ألف جندي في هجوم ضد طالبان في أكتوبر بمنطقة وزيرستان الجنوبية. وردت حركة طالبان بتفجيرات أسفرت عن سقوط مئات القتلى.وقال كمران بخاري المدير الإقليمي للشرق الأوسط وجنوب آسيا بمؤسسة ستراتفور المتخصصة في تحليلات معلومات المخابرات «من وجهة النظر الباكستانية هل يستطيعون تحمل قوة من طالبان اكبر بكثير من تلك الموجودة بالفعل؟ أشك في هذا.»وربما يكون سراج الدين حقاني المقاتل القوي المرتبط بتنظيم القاعدة أفضل مثال على السبب في غض الجيش الطرف عن بعض الجماعات المدرجة على قائمة أهداف الولايات المتحدة.وليست هناك رغبة لجماعة حقاني المتحصنة في جيوب على الحدود الباكستانية في قتال الدولة الباكستانية. ويدير حقاني جزءا كبيرا من التمرد الذي يقاتل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.وبالتالي فسيكون أداة مؤثرة جدا لباكستان في أفغانستان حين تنسحب القوات الغربية.وقال بخاري «العلاقة بين إسلام أباد وحقاني لا تبدو مثل العلاقة الكلاسيكية بين الراعي والوكيل حيث لا يقوم الوكيل إلا بما يقوله الراعي ليس إلا.»وأضاف «هذا الرجل يعمل بشكل مستقل. وهو بارع أيضا. انه مستقل وله علاقات مع الباكستانيين.»ويواجه الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري خلافا مع الجيش وقد يتورط في أزمة سياسية جديدة إذا تمت محاكمة مساعديه بمن فيهم وزيرا الدفاع والداخلية بسبب إثارة اتهامات بالفساد من جديد.ويرجح أن تشجع كل هذه الشكوك حركة طالبان على المضي قدما في شن الهجمات العنيفة على أهداف مدنية لنشر الفوضى والرعب.واستهدفت طالبان مدنيين من قبل. لكن محللين أكدوا أن الهجوم على مباراة الكرة الطائرة وهو واحد من أعنف الهجمات في باكستان خلال أكثر من عامين يعد مؤشرا على أنها ستنقل أعمال العنف وإراقة الدماء لمستويات جديدة.ولا يستطيع الجيش الباكستاني القيام بشيء يذكر لمواجهة هذه الإستراتيجية الجديدة.وقال رفعت حسين رئيس قسم الدراسات الدفاعية والإستراتيجية بجامعة القائد الأعظم «هذا تحد ضخم لأنه لا يمكن توفير ما يكفي من الأمن أبدا لحماية المدنيين الأبرياء. خاصة حين يكون لديك انتحاريون يتميزون بالتصميم.«من الواضح أنهم يعلنون الحرب ضد السكان المدنيين.»