صباح الخير
فريد الصحبي:"اللهم من أرادنا أو يريدنا بضر أو بشر أو بمكروه أو بقلمه أو بيده، اللهم شل يدايه وهد بنيانه ويبس الطعام في أمعائه وجمد الدماء في عروقه واسكن ما تحرك منه وحرك ما سكن منه اللهم أبطل بأسه ونكس رأسه وأجعل النار لباسه، اللهم اجعله مجنوناً يلعب به الصبيان، اللهم أرنا فيه يوماً أسوداً كيوم فرعون وأمية ابن خلف.."هذا الدعاء ـ الصادر من ميكرفونات مسجد النور في الشيخ عثمان ـ ليس المقصود به أعداء الأمة العربية والإسلامية من صهاينة وأمريكان.. بل المقصود هو مواطن يمني اسمه خالد محمد احمد يسكن بجوار المسجد ومعه كل الساكنين حول المسجد!وبالمناسبة الأخ خالد هو أحد كتاب هذه الصحيفة ممن لا يخشى في الحق لومة لائم.. وفي مقالته في 27/3/2007م التي جاء فيها ذلك الدعاء ذكر شتائم وبذاءات تفوه بها مساعد إمام المسجد ـ لا أقوى على ذكرها هنا ـ لمجرد أن طالبه الساكنون المحيطون بالمسجد تخفيض صوت الميكرفونات!ما قولك يا أخ خالد في إمام مسجد عندنا في عدن (كريتر) في وسط شارع الزعفران (الذي لا يكاد يبلغ طوله 400 متر وتفتح فيه ميكرفونات خمسة مساجد.. هذا الإمام كثيراً ما يتشاجر مع المصلين فيما لو تخلف أحدهم عن الصف الأول فسرعان ما يزعق وعبر الميكرفون بأن من قطع صفاً قطعه الله .. يا ساتر.. يا شيخنا هذا الإنسان يصلي فكيف يقطعه الله .. وهو في بيت الله .. ساء ما تحكمون به يا هؤلاء. وساءت ميكرفوناتكم التي بلغت إساءة استعمالكم لها أن عقدتم عبرها عقود النكاح لمن شاء من الأزواج داخل المسجد!حكاية ثانية يا خالد أحكيها لك كما حدثت.. واحد قوى قلبه وراح يكلم إمام المسجد الذي يقع بالقرب من بيته وطلب منه راجياً تخفيض صوت ميكرفون المسجد لما يسببه ارتفاع الصوت من ضرر للساكنين بالقرب من المسجد.. نظر الإمام شزراً ناحية الرجل ثم أخذه إلى خارج المسجد وأشار إلى كوخ (صندقة) على سفح الجبل تبعد أكثر من نصف كيلو متر وقال له إننا نريد أن يصل صوت الميكرفون إلى الساكنين هناك!همَّ الرجل أن يقول للإمام ولكن ما ذنبنا نحن الساكنين بالقرب من المسجد أن تصيبنا قذائف صوت الميكرفون بالصدمة والترويع من أجل ان يصل الصوت إلى صاحب تلك الصندقة البعيدة التي تقع على سفح الجبل.. ولكن الرجل ولى وانسحب بعد أن آثر السلامة وأوكل الأمر كله إلى الله!يقول الله تعالى في كتابه الكريم "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً".. هل يمكنك يا خالد أن ترفع صوتك وأنت تخاطب أباك أو رئيسك في العمل.. إنهم يخاطبون الله بالميكرفون .. كأن الله سبحانه لا يسمع.. ماذا يبقى من خشوع عندما تتحول الصلاة الى صراخ وتضج المساجد بالزعيق في الموالد.. رحم الله حذيفه بن اليمان القائل "أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ورب مصلٍ لا خير فيه، ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه خاشعاً"!يا شيوخ الميكرفونات.. ميكرفوناتكم تصيبنا بالشلل داخل بيوتنا.. ويعم التوتر الجميع حتى تذهل كل مرضعة عن حملها.. تضطرب أمورنا حتى لنضطر أن نغادر بيوتنا .. فلا دارس ولا طالب علم قادر على فتح كتاب.. ولا مريض قادر أن يمرض (زي الناس) .. ولا عابد بعد أن فقد السكينة والاطمئنان يستطيع أن يصلي في بيته خاشعاً أو أن يرتل القرآن ترتيلاً.. ماذا دهاكم يا شيوخ الميكرفونات.. هل لديكم تفويض إلهي فيما تفعلون.. انكم تعتدون علينا داخل بيوتنا .. بيوتنا لم تعد آمنة ولا مطمئنة لا في الليل ولا في النهار.. كفاكم تستراً بعباءة الدين والدين من فعلكم بريء .. يا شيوخنا أنتم وكل من يساندونكم أفيقوا فأعداؤنا يسخرون منا ومن ديننا الذي شوهتم صورته عند الآخرين.. فويلكم من مشهد يوم عظيم!إنني أدعو ومن على منبر هذه الصحيفة إلى تأسيس لجنة أو جمعية باسم (جمعية مكافحة الضجيج).. من مهامها الأساسية ما يلي:1) مكافحة الضجيج الصادر من أي مكان.2) اقتصار استخدام ميكرفونات المساجد للأذان فقط مع تخفيض درجة الصوت الحالية إلى اقل من النصف وأن يحسب ذلك بدرجة قياس الصوت (الديسيبل).3) كل ما عدا الأذان من أداء وإقامة الصلاة والإذكار وخطبة الجمعة وقراءة القرآن تتم عبر ميكرفونات المسجد الداخلية مع تخفيض وتحديد درجة الصوت بوحدة قياس الصوت.4) منع استخدام مكبرات الصوت في الأعراس التي تقام في المنازل والشوارع.5) منع رفع أصوات ميكرفونات محلات التسجيل (الاستيريو) بكل أنواعها.6) منع استخدام نفير السيارات العالي.7) منع أسلوب وطريقة بيع اسطوانات الغاز بقرعها بالمفكات الفولاذية.8) منع المتسكعين من الشباب والعاطلين من إثارة الصخب والضجيج في آخر الليل على الأرصفة أسفل البيوت والمنازل في الشوارع والحارات.[c1]Farid Sohbi @ yahoo . Com[/c]