ابوظبي / متابعات :أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أن الدولة ستشهد في المرحلة القادمة مزيداً من الإنجازات التي تضعها في مصاف الدول الأكثر نمواً في محيطها الإقليمي والعالمي.وأشار رئيس الدولة في هذا الصدد إلى أن الدولة تعتمد على طاقات أبنائها في تنفيذ البرامج المستقبلية للدولة بكفاءة عالية. جاء ذلك خلال تدشين رئيس الدولة في احتفال افتتاح جسر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، بحضور الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس الدولة، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقام رئيس الدولة بقص الشريط التقليدي إيذاناً بافتتاح الجسر.واطلع الشيخ خليفة على المخططات والرسومات التي تظهر المراحل التي مر بها عملية إنشاء الجسر، وقال « إن هذا الجسر الذي يحمل اسم المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه يشكل جسراً لأبوظبي ليس للوصول بين نقطتين في مدينة أبوظبي، ولكنه يشكل جسراً للتواصل في عملية التنمية والبناء التي بدأها الوالد (رحمه الله) ودليلاً على عزمنا لمواصلة المسيرة نحو تحقيق أهدافنا التي رسمتها أبوظبي في استراتيجيتها2030 » . ونوه بأنجاز هذا الجسر وغيره من مشاريع البنية التحتية التي يتم تنفيذها في أبوظبي والإمارات والتي تشكل لبنة في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا الغالية. حضر التدشين الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، والشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، والشيخ محمد بن خليفة آل نهيان رئيس دائرة المالية، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، والشيخ هزاع بن طحنون آل نهيان وكيل ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، والسيد أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، وعدد من الشيوخ، وأعضاء المجلس التنفيذي، وكبار المسؤولين في بلدية أبوظبي. وكانت بلدية مدينة أبوظبي انتهت من إنجاز مشروع جسر الشيخ زايد “المعبر الثالث في أبوظبي” الذي يبلغ طوله 850 متراً ويربط الحركة المرورية القادمة من دبي الشهامة إلى الطريق الشرقي الدائري ليحدث بافتتاحه نقلة نوعية في خارطة الحركة المرورية بأبوظبي. كما سيشكل الجسر معبراً بين جزيرة أبوظبي والبر الرئيسي باعتباره الرابط الشرقي من الجهة الشمالية عبر قناة المقطع وسيعمل على تخفيف الازدحام على جسري المقطع والمصفح الموجودين على القناة وسيساعد على إكمال شبكة الطرق التي تربط بين المناطق الواقعة بضواحي أبوظبي ووسط المدينة بشكل آمن وسريع. ويبلغ عرض الجسر 2,24 متر في كل شريحة سطحية مع مساحة فاصلة مقدارها 13 متراً بين شرائح السطح و4 مسارات للحركة المرورية وممر للمشاة وكتف للطريق في كل اتجاه، ما يوفر ملاذاً آمنا للمركبات المتوقفة وحالات الطوارئ ويساعد على انسيابية حركة المرور في كلا الاتجاهين.ويضم الجسر الذي صمم لتحمل الرياح التي تصل سرعتها إلى 160 كيلو متراً في الساعة ثلاثة أقواس فولاذية متموجة في دلالة رمزية للكثبان الرملية التي تتميز بها إمارة أبوظبي وتتصل هذه الأقواس غير المتساوية في أحجامها بأكتاف خراسانية بواسطة مثبتات معلقة من الفولاذ المضغوط وعارضات متقاطعة مشدودة. وتم تصميم الجسر ليتحمل ضعف الحمل المروري المحدد ضمن مواصفات جمعية مسؤولي الطرق والنقل الأميركية .كما يتميز الجسر بدعامات وحوامل نبضية مقوسة مائلة تستغل الشد السطحي الكثيف للحفاظ على الثبات الإنشائي، كما يمكن للجسر مقاومة الهزات الزلزالية بفضل أنظمة سطح الارتكاز. واستخدم في تركيب الركائز الخرسانية البالغ عددها 666 ركيزة بطول إجمالي 15 كيلو متراً مربعاً ؛حوالي 480 طناً من الخرسانة و35 طناً من حديد التسليح و5 آلاف طن من الهياكل الحديدية مسبقة الشد، وألفي طن من حديد القواعد. وصممت للجسر دعامة ضد الصدمات الملاحية العالية، وزود بحواجز أمان جانبية من الخرسانة العالية المقاومة.وقد استخدمت في بناء الجسر خرسانة خاصة مقاومة للتآكل والحديد المقاوم للصدأ والمواد العازلة للأجزاء الخرسانية بالإضافة إلى طلاء السطوح الخارجية وحمايتها من عوامل الطقس والمناخ وتزويد الأقواس بنظام التهوية للتحكم بدرجات الرطوبة منعا لتشكل الصدأ وكذلك استخدام الخرسانة مسبقة الإجهاد طوليا وعرضيا تلافيا لحدوث أي شروخ نتيجة الأحمال التصميمية المتوقعة. انسيابية مرورية وتنشيط الحركة التجاريةيشكل جسر الشيخ زايد”المعبر الثالث في أبوظبي” جزءاً مكملاً لما ستشهده مدينة أبوظبي من تطور ليس فقط، لأنه سيعمل على استيعاب وتسهيل انسيابية الحركة المرورية المتزايدة وإنما لأنه يعتبر تحفة معمارية رائعة الجمال عند بوابة جزيرة أبوظبي دون إتلاف أو إعاقة للمرات المائية التي تحافظ على النظام البيئي المستدام للمنطقة المحيطة، ويعد معبراً آمناً وسريعاً لتنقل الركاب والبضائع وتنشيط الحركة التجارية والسياحية وتعزيز نوعية الحياة في المدينة مع مراعاة المبادئ الأساسية الواردة بدليل التخطيط العمراني من حيث توفير المساحة والبنية التحتية لحركة المرور والمشاة وراكبي الدراجات. تأخذ المعالم الفنية للجسر بعين الاعتبار أهمية انسجامه مع المحيط البيئي المحلي وبطابع جميل يجعل منه تحفة معمارية مميزة من خلال تزويده بأقواس فولاذية متموجة تعكس خصوصية الكثبان الرملية وهي مفردة مهمة من مفردات البيئة الصحراوية في الإمارات.وأما المواصفات المعمارية الفنية والمعايير الدقيقة للجسر فإنه من المتوقع أن تستمر صلاحيته لأكثر من 100 عام بالكفاءة نفسها والأمان والفاعلية.. ويتحمل الجسر ضعف الحمل الحي في المواصفات القياسية الأميركية “بحدود 70 طناً” لتغطية الأحمال كما تم تدقيقه للحمولات فوق العادية مثل الحمولات العسكرية بالإضافة إلى تحمله للهزات الأرضية والزلازل بفضل تدعيمه بوسائد مقاومة وماصة للصدمات الزلزالية.
الشيخ خليفة: إنجازات المرحلة المقبلة تضع الإمارات في مصاف الدول الأكثر نمواً
أخبار متعلقة