شخصيات خالدة
حقي الشبلي فنان عراقي حر ولد في بغداد عام 1913، يعتبر رائد الحركة المسرحية في العراق، قام بأول دور تمثيلي بارز في عام 1926 في فرقة جورج أبيض المصرية.وفي مطلع عام 1927 أسس أول فرقة تمثيلية محترفة باسم (الفرقة التمثيلية الوطنية) ، وتعتبر هذه المرحلة واحدة من أهم المراحل التاريخية للحركة المسرحية العراقية ، فقد كانت بمثابة دعوة صادقة ومعبره عن طموحات صادقة مستقلة على الرغم من كونها لم تحقق الاستقلال الثقافي والفني للمسرح ، لكنها تعبر عن وعي وطني وفني مبكربدأ يتبلورشيئا فشيئا بين صفوف مجموعة من الشباب الذين تأثروا بظاهرة المسرح من اجل أن يؤثروا بدورهم في الجمهور العراقي. ومع تأسيس فرقة الشبلي اخذت هذه الحركة شكلا آخر بل صارت أكثر رسمية مما كانت عليه من قبل، خصوصا أن فرقة الشبلي أجيزت من قبل وزارة الداخلية وعين الشبلي على رأسها رئيسا بشكل رسمي وإداري، وهذا الأمر كان لوحده كافيا لان يعطي الفرقة صفة احترافية منظمة، تقدم عروضها إلى الجمهور على الرغم من الظروف الاجتماعية القاسية، وعلى الرغم من إمكانياتها الفنية والاقتصادية المحدودة، فالفرقة كانت فقيرة من جميع النواحي تقريبا، المادية، المكانية وحتى الفنية، ولكن الحلم كان كبيرا، بل كبيرا جدا لدرجة انه استطاع أن يتجاوز واقع الحال، وان ينهض بهذا القليل إلى حيز، الوجود وان ترفد الحركة بالعديد من العروض التي جابت المحافظات الجنوبية والشمالية بمسرحيات: اجتماعية، وطنية، تاريخية، شعرية، شعبية وروايات مترجمة من الأدب العالمي. ويقدر عدد الروايات التي قدمتها الفرقة منذ عام 1927 حتى نهاية عام 1934 بحوالي 120 رواية مختلفة، وكان أول عرض مسرحي للفرقة هو (جزاء الشهامة) وتلاه تقديم ( في سبيل التاج)، (صلاح الدين الأيوبي)، (يوليوس قيصر)، (دموع بائسة)، (وحيدة) وأعمال أخرى ، ولقد كان من أهم أعضاء الفرقة الدكتور احمد حقي الحلي وفاضل عباس ومحي الدين محمد والمرحوم سليم بطي والمرحوم صبري الذويبي وزهدي علي وعبد اللطيف داود والياهو سميرة وعزت ناصر وهادي علي و عزت محمد وانديم الأطرقجي وكرجي ساعاتي ومهدي وفي وإبراهيم عبد اللطيف والمنولوجست عزيز علي والمطرب محمد القبانجي ويحي فائق والمطرب ناظم الغزالي. كان العنصر النسائي معدوما تقريبا فاضطرت الفرقة إلى التعاقد مع بعض الممثلات السوريات والمصريات واللبنانيات اللواتي عملن في العراق طويلا، وخلال هذه المدة ظهرت بعض الممثلات العراقيات والهاويات ومنهن فخرية علي ومديحه سعيد ونزهت توما، وانطوانيت اسكندر وهي أخت المغنية العراقية عفيفة اسكندر وغيرهن. في عام 1934 رحل الشبلي لدراسة المسرح في فرنسا ثم عاد إلى بغداد في عام 1939 ليؤسس معهد الفنون ألجميله في عام 1940 الذي صار رافدا حقيقيا للفن والفنانين العراقيين الرواد واستمر حقي الشبلي في عطائه حتى تقاعده في عام 1979 . وفارق هذه الدنيا بهدوء في عام 1985.