بقلم / محمد حسن شعب يتزامن انعقاد الدورة الرابعة لقمة ( تجمع صنعاء ) الذي تأسس في اكتوبر 2002م ، على اثر قمة عقدت في صنعاء بقيادة الرئيس / علي عبدالله صالح والرئيس / عمر البشير ورئيس وزراء اثيوبيا ميلب زيناوي اعلن فيها ميلاد التجمع ، الذي حمل بعدين أساسيين وفقاً لاهدافه المعلنة .. البعد الاول اكد على توسيع التبادل التجاري والاقتصادي بما في ذلك فتح آفاق واسعة للشركات والافراد من التجار ورجال الاعمال والمستثمرين في حرية الحركة والاستثمار في نطاق دول التجمع .. والبعد الثاني تضمن توفير الأمن والاستقرار في نطاق اقليم جنوب البحر الاحمر والقرن الافريقي لحصر نطاق الافراد والجماعات الاصولية المتطرفة المحسوبة على الخلايا النائمة من افراد القاعدة الاصولية الى جانب تخفيف التوترات والازمات الناشئة في اغلب دول القرن الافريقي لاسباب بعضها آنية وبعضها تاريخية مما يخلق مبررات للتواجد الدولي الذي قد يكون سبباً في اشتعال المنطقة والتهاب حدودها ، ومبرراً للتواجد الدولي الدائم كما اكدت لنا دروس التاريخ ذلك . التجمع اعلن ولادته واكد قادته الثلاثة انه لن يكون محصوراً على الدول الثلاث المؤسسة له ، ولكنه سيسعى بكل قوة لاستقطاب بقية دول القرن الافريقي الى عضوية التجمع وخاصة جيبوتي والصومال وكينيا وعمان ، برغم ماصاحب قيام التجمع من حملات إعلامية ارتيرية ، اكدت ان قيام التجمع في الأساس كان من اجل شن حرب على ارتيريا ، واثبتت الايام ان التجمع ليس شراً لارتيريا من مواجهته وانما اكد انه اطار يمكن لارتيريا وبقية دول الاقليم الاستفادة من الاطار اقليمي يتوخى منه حفظ الامن والاستقرار وتكثيف لقاءات قادمة وتسهيل التبادل التجاري والاقتصادي وحركة الرساميل لرجال اعمال بلدان التجمع . ومع كل تلك الامنيات الطيبة ، يبدو ان الازمات المستفحلة في اغلب دول القرن الافريقي استأثرت باغلب جهود قادات التجمع برغم المصالحات التي بذلت في كينيا من دول الايجاد لحل ازمات الحرب الاهلية في جنوب السودان وحل ازمات الحرب الاهلية الصومالية المستقبلية منذ سقوط نظام محمد سياد بري عام 1991م ، برغم انعقاد حوالي 41 مصالحة صومالية ، لم تنته الازمات بعد ، وآخرها الصراع الذي دار مؤخراً أبين رئيس الدولة الصومالية عبدالله يوسف احمد ورئيس وزرائه من جهة وبين رئيس مجلس النواب يشاركه بعض زعماء الحرب في الصومال ، وذلك باتخاذ قرية جوهر جوار مدينة بيدوا جنوب الصومال عاصمة مؤقتة حتى يتم السيطرة على ميليشيا مقديشو المتحاربة ، والانتقال بعدها الى مقديشو للاقامة الدائمة ، وخاض الرئيس / علي عبدالله صالح بقوة لحل هذا الخلاف ، في محاولة منه لاقناع كافةالاطراف بحلول معينة ومع ذلك ، فالامور في الصومال تسير الى التحسن ولكن ببطء شديد جراء ترتيب الدول المانحة لتمويل مؤسسات الدولة الشرعية الصومالية ، ويتهدد الصومال مجاعة محتملة في فبراير القادم قد يتضرر منها حوالي مليوني صومالي في جنوب الصومال بحسب بيان منظمة ( الفاو ) التي طالبت العالم بجمع حوالي 571 مليون دولار لانقاذ الناس من هلاك الجوع . الصومال صارت عضواً رابعاً في تجمع صنعاء وسيحضر الصوماليون ممثلين بالرئيس / عبدالله يوسف احمد ، ولكن اخطر مايجري في القرن الافريقي حالياً ، هو الحشد العسكري على الحدود الفاصلة بين اثيوبيا وارتيريا ، على اثر طرد ارتيريا حوالي 002 شخص من ممثلي الامم المتحدة بحجة عدم تطبيق قرار المفوضية الدولية المعزز بقرار مجلس الامن رقم ( 0461 ) الصادر هذا العام ، الذي يمنح ارتيريا منطقة بادمي ، المنطقة التي اشعلت حرباً في أواخر مايو 8991م ، واستمرت حتى أواخر عام 0002م وسقط جراءها حوالي 001 الف قتيل من ابناء اثيوبيا وارتيريا ونزح جراءها حوالي مليوني مواطن من الطرفين ، ويبدو ان ارتيريا تستعجل نتائج القرار ، وهو ماقد يدفع البلدين الى استئناف حرب جديدة مع انهما من افقر بلدان العالم ، واحوج لكل دولار لبناء مادمرته الحروب التي دارت بين اثيوبيا كمحتل سابق وبين ارتيريا كمطالب بالاستقلال منذ يوليو 0691م حتى نال الارتيريون الاستقلال الرسمي في ابريل عام 3991م .ومع كل ذلك تبدو ازمات القرن الافريقي ، متجددة بحسب الاعلان الذي اعلنته انجمينا رسمياً بقيادة ديبي رئيس تشاد الذي بادر باتهام السودان بانها تهاجم حدوده من جهة غرب السودان وهو أمرنفاه السودان بشدة وتيضح ان التجمع من اجل الديمقراطية والحرية بقيادة محمد نور التشادي الاصل قد انطلق من دارفور ويحتمل مراقبون امكانية اسقاطه لنظام ديبي ، ولذلك فالاوضاع بين السودان وتشاد ملتهبة جراء هذه الازمة الطارئة ، برغم ان تشاد هي من ابرز المحاور التي وقفت الى جانب متمردي دارفور في غرب السودان ، والذين مايزالون يخوضون حواراً في ابوجا في نيجيريا حالياً .. وخلاصة التوقع ان لقمة ( تجمع صنعاء ) الرابع والتي تضم قادة دول التجمع الاربعة يحتمل ان تخوض في مستجدات الطوارئ والحدود الملتهبة قبل نقاش قضايا التنمية والاقتصاد والتبادل التجاري والاستثمار الذي سيعود على ابناء دول التجمع بالخير والرفاه وتحسين مستوياتهم المعيشية ، وهو ما أكده الدكتور / ابوبكر القربي وزير خارجية صنعاء في حديث لصحيفة ( الخليج ) الاماراتية قبل بضعة اشهر .
قمة ( تجمع صنعاء ) ستخضع لطوارئ وحشود الحدود الملتهبة لدول القرن الأفريقي
أخبار متعلقة