صباح الخير
ليلة تشتعل فيها البشرية تنادي أطياف الأمل مبتسمة مهللة لظهور قمر الإنسانية لمن يحتاج إليه فانتشرت الأضواء بألوان قوس قزح تبحث عن قلوب مهمشة وحيدة تقبع على ارض الواقع فاقدة العطف والحنان بسبب قسوة الحياة ومعاملة ابن آدم اليوم .وفي مرحلة البحث بين قارات الكرة الأرضية لفت انتباه القمر وهو يتربع عرشه بإرادة الخالق، كوخاً من الخشب تظهر فيه إنارة شمعة مشتعلة على طاولة قديمة وبقربها كتاب المعرفة يتصفحه طفل صغير يحاول التسلح بالعلم ليستطيع غداً كسر قيود الصعاب وتخطي عقبات مختلفة من اجل الخروج من سجن الفقر آملا بحياة أفضل عبر إضاءة الشمعة المشتعلة. فاستمر بأنامله الصغيرة يقلب الصفحات بشغف وكأنه يبحث عن كلمات ستكون مربطا لفرس التحرك والحصول على نقطة البداية .وكانت النافذة مفتوحة رغم ظلام الكشك وإضاءة الشمعة البسيطة، فتحركت أصابع اضاءات القمر المتعثرة،لتدخل نورها الدافئ في هذه الليلة القمرية إلى كل أجزاء الكوخ المتهاوية لتسنده وتعطي له أنوار قوس قزح الجميلة الباهية، فالتفت الطفل الفقير إلى تلك الشعلة المضيئة وهي تتسلل إليه وكأنها تقول له أنت على طريق الصواب فاصمد أيها الطفل الصغير وتمسك بذلك الكتاب لأنه جسر حقيقي سينقلك غداً من سجن الفقر لتحقق أحلامك رغم كل الصعوبات والآلام والحزن، ففرح الطفل بتلك التغيرات وراح يقفز هنا وهناك يلاعب ظله حتى وصلت ضحكاته إلى آذان القمر، فنزلت دموع القمر حزناً وفرحا في آن واحد ، لأنه استطاع أن يجد بين كل أطفال العالم قلباً مفطراً كان ينتظر لحظة سعادة ليدق الأمل بابه ليجد نور الحياة ليرى طريقه نحو مستقبل باهر ما زال في عالم غده مبهم لا وجود له.فنثرت السماء في لحظة تأمل وسكون الليل ندى يطيب الأرض برودة وينشر لفحة نسيم رائعة تفوح من عمق الأرض تشعرك بحنين الأم وكانه نداء الهي يحيي قلوبنا.. من أجلك أيها الطفل الصغير.وهكذا رجع الطفل يكمل قراءته ثم أغلق الكتاب ورفعه إلى مكتبته القديمة بكل حذر فهذا الكتاب جسره الوحيد للخروج من هذه الأزمة، وذهب إلى النوم وهو يحلم بأحلام جميلة يرى نفسه فيها ملكاً في إحدى أعظم الممالك العظمى، يحكم البلاد بحكمة ويساعد الأطفال الفقراء، وهكذا انتهت مهمة القمر اليوم بنجاح عظيم, فقد اسعد قلب طفل حزين يعارك الحياة منذ صغره، يعاني مآسي عديدة ولكنه يحاول التمسك بقشة صغيرة تطفو على بحره من اجل الوصول إلى شاطئ الأمان للحصول على الحنان والحب ليستطيع الاستمرار والبقاء في غابة الظلم .فهل سيقف قلب إنسان واحد ليشعر بنداء هذا القمر ليحتضن طفلاً صغيراً يبحث عن حضن الأمان والاستقرار؟