أقواس
عبدا لله الضراسي :صادف يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر المنصرم من نهاية عام 2007م الذكرى الـ(24) لرحيل رائد ومهندس أقدم مركز فني للتسجيلات ليس على صعيد عدن واليمن بل وعلى صعيد الجزيرة والخليج كمؤسسة فنية شكلت وقتها وقبل ربع قرن حدثاً فنياً رائداً وموسيقياً وغنائياً وظل مهندس علي حيدرة عزاني وكامل معداته وأجهزته الفنية مدرسة وسجل فيها طابور فني جميل مازال الكثير منهم يتذكر تلك المعالم بكل حب وعاطفة حتى وصل الأمر بالفنان الكبير عوض احمد إلى أن يقول في (ضوء تأثره) بأحاديث فعالية فنية سابقة بالمركز (أحس وكأن المهندس علي حيدرة عزاني سيخرج من خلف واجهة استديو التسجيل الخلفي ليقدم لنا نصائحه وإرشاداته الفنية والمهنية مثلما كان يفعل عندما مثل (المريدين) في حضرة صالته الموسيقية المهيبة).وكذا حديث فنان اليمن الكبير الفنان فيصل علوي( أبو باسل) عندما صرح ومازال يصرح سواء أمام محافظ عدن الأستاذ احمد محمد لكحلاني وأمام كل الزوار بأنه مر من خلال المدرسة الموسيقية مثله مثل كبار فناني عدن وانه ظل ومازال وفياً لكل قيم وسلوك المهندس الكبير الراحل علي حيدرة عزاني لأنه لم تغب عن مخيلته كل علائم ووسائط ذلكم المؤسس الراحل إزاء حفظ وتوثيق زمان عدن الغنائي الذهبي..وكذلك حديث الاخ الدبلوماسي عبدا لله عوض عبدا لله المسلمي الموسيقي السابق وابن الفنان الكبير الراحل عوض عبدا لله المسلمي عندما كان حاضراً مع والده كعازف على (الدف) أثناء تسجيل المهندس علي حيدرة عزاني لأشهر أغاني الفنان المسلمي (متى ياكرام الحي عيني تراكمو) وما أجملها أحاديث الفنانين الأوفياء علي حسن دعبش مستشار فرقة الباهيصمي الفني وكذلك المايسترو وفنان الكمان الكبير سالم الحطاب عندما القيا أضواء فنية جميلة عن المهندس علي حيدرة عزاني (أماطت) اللثام عن (ان المهندس عزاني) كان يصرخ بملء الفم حتى عندما لا يلتزم هذا العازف اوذاك حول مقعده أثناء التسجيل حرصاً على سلامة وصول عزف وسيلته الموسيقية وانعكاسها على التسجيل وانه كان يهتم بكل (شاردة وواردة) أثناء التسجيل..وكذا انطباعات فنان لحج الكبير سعودي احمد صالح مع تسجيلات المركز عام 1964م ومازال في بداياته الفنية ..وإذا ما كنا سنواصل (سرد) ملفات الذكريات الفنية إزاء المهندس علي حيدرة عزاني فان تلك العملية ستقودنا الى كتابة (سفر) فني سيقودنا الى (مجلد فني من أحاديث الزمن الذهبي الجميل للرائد والمؤسس سيضم مفاجات ودهشة أ.د/ يحيى الشعيبي محافظ عدن السابق وخبير اليونسكو بصنعاء (جان لامبيرت) وكذا القنصل العماني بعدن والفنان الكبير د. عبدالرب إدريس ومعالي وزير الثقافة د.محمد ابوبكر المفلحي وكذلك دعم الأستاذ احمد محمد الكحلاني وزياراته المتكررة للمركز خاصة في رمضان العام الماضي 2007م وزيارة د. الخضر لصور وآخرين وكذا زيارة الأخ مراد هاشم وزيارة الأديب القاص ونائب وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأستاذ علي صالح عبدا لله وهو الرجل الذي وقف خلف حضور المركز على تصريح عمله الجديد بعد( إعادة تجديد بنيته التحتية) .اذاً وكما قام المهندس عبدا لله علي حيدرة عزاني الابن الأكبر للمهندس عزاني “ من إننا قمنا بتجهيز سكن ومقر جديد للمركز من حر مالي كمهندس مغترب بالرياض منذ 30 عاماً ولم يبق الا استعادة (كرة) التأهيل والتي هي الآن قابعة في مرمى جهات الاختصاص لاستكمال إعادة (الروح) للمركز في رحلته الفنية الجديدة لاستخراج كنوز العزاني الفنية وهذا مرهون بتحويل خطاب جهات الاختصاص الى مخارج عملية وميدانية لان قيادة مركز العزاني أدت ماعليها من وعد بإعادة بنيته التحتية ويبقى السؤال (متى توفي جهات الاختصاص بوعود التأهيل!!!) خاصة وان مدير المركز الأستاذ ناصر العزاني صرح بان جامعة عدن ممثلة بالأستاذ الدكتور عبدا لوهاب راوح زار المركز ووفى بوعوده خلال زيارته للمركز وما تبقى سوى وعود جهات الاختصاص الأخرى.وشاطره الرأي اخواة المهندس نبيل عزاني وعادل عزاني من ان وفاء جهات الاختصاص بوعودها أمر من شأنه نقل المركز نقلة نوعية وجديدة ..وتبقى مسألة هامة وهي أن العام الجديد 2008م ستكون في خاتمته (ديسمبر 2008م) قد مر ربع قرن على رحيل المهندس علي حيدرة عزاني فليكن 8/ديسمبر 2008م تظاهرة ثقافية ومناسبة لان تتحول الأقوال إلى أفعال وان يكون (خطاب) جهات الاختصاص قد تحول إلى فعل عملي وميداني وهو الأمر الذي من شأنه إحداث نقلة نوعية ستعمل على نقل المركز من حديث الذكريات إلى الفعل الموسيقي الاستثماري توفير موارد للمركز تمكنه من ترجمة أهدافه إلى حقائق ميدانية..