أبوظبي / وكالات :أكد تقرير صادر عن المجموعة المالية هيرمس أن اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي ستكون قادرة على مواجهة الاضطرابات الناتجة عن تباطؤ الاقتصاد العالمي، وتوقع التقرير أن يستمر ارتفاع أسعار النفط في مقابل تراجع الأسواق المالية العالمية.وأشار التقرير إلى أن عام 2008 هو الأسوأ اقتصادياً على دول المجلس رغم ارتفاع عوائد النفط خلال النصف الأول من العام إلا أن انخفاض أسعار النفط في النصف الثاني يشير إلى تراجع كبير في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنهاية الربع الأخير.وتوقعت هيرمس ارتفاع معدلات نمو الائتمان والمعروض النقدي في النصف الثاني من العام الحالي بسبب ارتفاع معدلات الفائدة المتتالية التي قامت بها الحكومات، واستبعد التقرير حدوث آثار سلبية نتيجة لفرض بعض القيود على السيولة خاصة بعد تدخل البنوك المركزية في دول المجلس للاحتفاظ بالسيولة في الأجهزة المصرفية.وحذر التقرير من تراجع أسعار النفط على مستوى 65 دولاراً للبرميل في ظل التراجع وعدم الاستقرار في أسعار النفط العالمية مما سيؤثر بشكل كبير على معدل الدخل الحكومي في دول المجلس بصفة عامة، وأوضح التقرير أن هناك توجها نحو تجنب الخوض في المخاطر.وهو ما يعد رد فعل للأزمة العالمية التي وقعت في منتصف الشهر الماضي بهبوط أسواق الأوراق المالية بشدة والاتجاه نحو الاستثمار في المعادن والين الياباني واليوان الصيني، وهي مجالات الاستثمار الآمنة حاليا بعد انخفاض سعر الدولار وتركز الأزمة المالية في الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى توجيه بعض الاستثمارات إلى السندات مما أدى إلى ارتفاع كبير في سوق السندات وارتفاع تكلفة الاقتراض بدرجة كبيرة.كما توقع التقرير أن تتضح ملامح الضعف الاقتصادي في الربعين الثالث والأخير من العام الحالي، وبعد إعلان رئيس صندوق النقد الدولي عن وجود بعض التوقعات بتباطؤ الاقتصاد بنسبة تتراوح بين 5. 0 - 2 %علاوة على ظهور تقارير تابعة لبنوك الاستثمار تحذر من ضعف المؤشرات الاقتصادية في أوروبا وآسيا .وهو ما أثر إيجابيا على تصحيح أسعار بعض السلع الأساسية منذ شهر يوليو الماضي بسبب مخاوف بعض المستثمرين الذين تحولوا إلى الاستثمار في السلع الأساسية تحوطا من ضعف الدولار واتجاههم لبيعها فانخفض سعر النفط الذي بلغ 147 دولاراً للبرميل خلال شهر يوليو ليتراجع إلى أقل من 100 دولار للبرميل قبل الأزمة الأخيرة على الرغم من إعلان منظمة الأوبك عن تخفيض الإنتاج بواقع 520 ألف برميل يوميا فقط.وأشار التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لن تكون بمعزل عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية العالمية، إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي سوف تكون في وضع يوفر لها بعض الحماية لأن أسعار النفط ستبقى مرتفعة وستكون السبب الرئيسي لتوفير الحماية لدول المجلس.وتوقعت هيرمس أن ترتفع أسعار النفط في نهاية العام الحالي للتراوح بين 114 - 115 دولاراً للبرميل وفقا لتوقعات الإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة حول انخفاض الإنتاج في مطلع العام المقبل بنسبة 4. 0 %بينما تتوقع الوكالة الدولية للطاقة تراجعا بنسبة 19 %لينخفض الطلب إلى أقل مستوياته منذ عام 1998.ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من الهبوط في أسعار النفط خلال الثاني من عام 2008، فإنه سيكون الأفضل على الإطلاق نظراً لارتفاع سعر البترول مقارنة بالعام الماضي الذي لم يتجاوز سعر البرميل فيه 73 دولاراً وهو ما يفوق التوقعات التي حددت سعر البرميل عند 78 دولاراً خلال العام الحالي.واستبعدت هيرمس تراجع معدلات إنتاج البترول لدول مجلس التعاون الخليجي على الرغم من قرار منظمة الأوبك الشهر الماضي بينما توقعت أن تخفض منظمة الأوبك معدلات الإنتاج العام المقبل أيضا نتيجة انخفاض الطلب العالي على النفط الأمر الذي سيؤثر سلباً على صافي صادرات النفط لدول التعاون الخليجي.
“هيرمس”: اقتصادات دول مجلس التعاون قادرة على امتصاص آثار الأزمة
أخبار متعلقة