مدارات
محمد الأميرعندما كان ابو عمار رحمه الله كانت تقول اسرائيل انه يستطيع ولكنه لايريد.. وعندما جاء ابو مازن قالت ان يريد ولايستطيع..واليوم جاءت حماس ولاشك ستقول اسرائيل عنها انها لاتريد .. ولاتستطيع.وفي هذه الاثناءالتي تكثف فيها اسرائيل حملة ديبلوماسية منقطعة النظير فانها تتحدث بصيغتين متناقضتين احداهما تخاطب فيها الغرب وتخطب وده وهو ما اتضح من تصريح وزيرة الخارجية الاسرائيلية التي اختتمت جولتها في لندن بعد ان طافت في فيينا وباريس لكي تحول دون دعم معنوي لحماس بل واتخاذ موقف حاسم منها بعد ان لمست اسرائيل ان هذه الدول لاتزال ترى ضرورة التريث بعض الوقت واعطاءحماس فرصة لاعلان برنامجها السياسي وموقفها من عدة قضايا. وعلى الرغم مما قامت به تسيبي ليفي وزيرة الخارجية الاسرائيلية من ضغوط وراء الكواليس الا انها تصرح امام وكالات الانباء والتلفزة الغربية انه لايجب معاقبة الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي.ولم تبن موقفها هذا الا للاعلام وللاعلام فقط بينما تختلف تصريحاتها من تل ابيب التي تقول فيها انها لن تقبل الحوار مع اي طرف او سلطة فلسطينية تكون فيها حماس شريكا - حتى -. واكثر من هذا ان تسعى المعارضة الاسرائيلية الى دعم حكومتها في الحملة ضد حماس.ففي لقاءالاسبوع الماضي جاء بيريز في خطوة ملتبسة للقاء ابي مازن رغم التوقعات ان لقاء كهذا سيخرج بلانتائج فعلية لا لكون (العمل) معارضا وخارج الاطار الحكومي الاسرائيلي بل لان الاتجاه العام الاسرائيلي برمته لا ولن يتقبل الحوار مع حركة حماس التي ظلت الآلة الاعلامية الاسرائيلية تعمل للتعبئة ضدها. لم يفشل اللقاء هذا بين ابي مازن وبيريز بل فشلت فيه - تبعا لذلك - محاولة بيريز ان يجعل من هذا اللقاء دعاية اعلامية تصوره داخليا وخارجيا كمن يسعى للسلام - بعد ان احجمت حكومة شارون عن التفاوض كلية. ومايثير الدهشة ان تركت ليفي - وزيرة الخارجية الاسرائيلية - وراءها رؤى وافكار تجعل الرأي العام الاوربي يعتقد فيه ان الحكومة الاسرائيلية تسعى جاهدة للحؤول دون ازمة انسانية للسلطة الفلسطينية. وهكذا تجد ان كلا من المعارضة والحكومة الاسرائيلية يعملان داخليا وخارجيا ضد الخيار الفلسطيني الديمقراطي ولكن باساليب وديبلوماسية مضللة.فمغازلتهم للرأي العام العالمي تصور انهم قد يرغبون في مفاوضة ابي مازن الا انه ليس شرعيا بعد الانتخابات بينما من يحمل الشرعية لابد ان يعترف باسرائيل اولا حتى وان لم ولن تعترف به - وان عليه ان ينبذ العنف وان يكن مايقوم به ليس عنفا بل مقاومة - وحتى وان كانت تمارس عليه شتى صنوف العنف والارهاب. وعليه فان لاحاجة لتصريحات تسيبي ليفي التي تحول حكومتها عن حدوث ازمة انسانية للفلسطينيين في الوقت الذي ترفض فيه حكومة اولمرت باعطاء الجانب الفلسطيني امواله المستحقة وعدم الكف عن ممارسة سياسة الاغتيالات بشكل شبه يومي والاستمرار في بناء الجدار العازل ومحاصرة الارض الفلسطينية.فالحكومة الاسرائيلية برئاسة اولمرت لاتختلف كثيرا عن حكومة شارون فكلاهما لاتريدان الذهاب في اتجاه الحلول بقدر ما تسوقانها للرأي العام العالمي وحسب.بينما واقع الامر السياسي الذي يطبق على الارض هو تنفيذ مخططات اسرائيلية تحاصر فيها التجمعات الفلسطينية وضم المستوطنات الكبرى الاسرائيلية تحت مسميات عدة تبدأ من مسمى خطة الفصل لتنتهي بالواقع الديمغرافي ولن تنحو اية حكومة اسرائيلية للحلول الجدية في اطار تفاوض حقيقي دولي يكون فيه طرف اسرائيلي مخول وطرف فلسطيني مخول بغض النظر عن وجهات النظر في الخصم او فرض الشروط عليه مسبقا.