عن الحمل الأول وتأثيره على المرأة .. د. فاطمة الأكوع لـ ( 14 أكتوبر )
لقاء/ وهيبة العريقيالحمل الأول بآماله وآلامه تجربة فريدة محفوفة بالمكاره تمر بها المرأة لترزق بمولود يكون قرة عين لها ولزوجها.. تجربة تختلف بعض الشيء عن تجارب النساء الأخريات اللواتي حملن لأكثر من مرة، وقد تعلم (البكريات) ظاهرها، لكن ما خفي كان أعظم.عن هذا الموضوع كان لنا لقاء بالدكتورة فاطمة الأكوع - اختصاصية أمراض النساء والولادة فإلى ما جاء فيه : [c1] تجربة الحمل للبكرية يبدو للبعض خوضاً في المجهول، فما تقييمك لهذه التجربة؟[/c]الحمل حقيقة يختلف من امرأة إلى أخرى، وبشكل عام تتعرف عليه المرأة بانقطاع الدورة الشهرية لتمر بعدها بمراحل أخرى.وتحدث هذه المرحلة تغيرات هرمونية وجسمانية للمرأة الحامل، وبعض النساء يعاني من هذه التغيرات ، والبعض الآخر يمرونها بسلام. ذلك أن الحامل منذ بداية الحمل تمر بعدة أعراض مرتبطة بتكون الجنين داخل الرحم وبأعراض هرمونية وجسمانية، كالغثيان والقيء وبإحساس داخلي بحدوث تغيرات كبيرة في جسمها، ومعها تغيرات أخرى لا تشعر بها في أعضاء حيوية داخل الجسم من ضمنها الكبد والكلى والمخ.ومن المتغيرات الظاهرة التي تبدو على الحامل، استدارة وكبر بطنها وعرض واتساع الحوض وما إلى ذلك من أعراض.تمر المرأة الحامل كذلك بمضاعفات خلال فترة الحمل قد تشكل خطورة عليها سواء أكانت ظاهرة جلية أو مخفية. وللتعرف عليها سريعاً يجب متابعة المرأة لحملها في المركز الصحي، فهناك تتجلى لها أهمية متابعة حالتها الصحية.س[c1]لبيات المجتمع ننتقل إلى سلبيات المجتمع على المرأة المتزوجة حديثاً حيال الإنجاب.. ما مدى وقعها وأثرها على المرأة؟[/c]بكل تأكيد العامل النفسي مهم جداً للحامل من بداية الحمل، فنحن في مجتمعنا نعرف أنه حينما تتزوج المرأة، أول ما تطالب به هو أن تحمل. فكلما حملت سريعاً، -كان ذلك أفضل، وإن لم تحمل من أول سنة يشار إليها أحياناً بأصابع الاتهام وتحاط بمظاهر الشك والريبة والتساؤل.. هذه هي نظرة المجتمع والأسرة للمرأة المتزوجة حديثاً، وهو ما قد يؤثر سلباً على نفسيتها ويثير لديها حالة من التوتر والاضطراب والقلق النفسي بما يؤخر الحمل.[c1]قلق وخوف هل للقلق النفسي تأثير على صحة المرأة الحامل، كالقلق من الحمل سيستغرق تسعة أشهر وأنها ستخوض غماره للمرة الأولى؟ وما تأثيره على الحمل خلال مراحله المختلفة؟[/c]بكل تأكيد المرأة الحامل تتأثر بالقلق، فأي فتاة تبدأ حياتها الزوجية تحلم بأن تكون أماً.. إنه شعور رائع يختلجها في البداية يسرها ويفرحها كثيراً، لكنه سرعان ما يزول نوعاً ما بعد ذلك لينشأ مكانه خوف وتوتر وقلق ومعه الكثير من التساؤلات.. ترى كيف ستكون الولادة؟ هل ستكون ولادة طبيعية؟ وهل سأمر بآلآم مخاض شديدة؟.. هذه هي بالأساس المخاوف التي تمر بها البكرية في بداية عهدها مع الحمل.ودور الأطباء هنا هو توجيهها فيما يجب عليها فعله وإحاطتها بالنصح والإرشاد المؤمنين لحملها، من أجل تمتعها بصحة جيدة خلال فترة الحمل.وعلى الأسرة والزوج والقريبات من جانب آخر توفير الاهتمام المباشر بها وإعطائها الأمان، فالأم والجدة تلعب دوراً أساسياً في طمأنة ابنتها أو حفيدتها، كأن تقول لها: لا تخافي، وتخبرها بأن هذه المرحلة طبيعية وإن شاء الله ستمر على خير ولن يحل بها مكروه.وأود أن ألفت إلى أن الخوف والقلق يمكنهما التأثير بشكلٍ غير مباشر على صحة الأم الحامل بالسلب أو بالإيجاب.فمن الناحية الإيجابية أن المرأة الحامل في ذاتها ومن خلال تجربتها شاهدت مسبقاً أمها أو أختها أو قريبة لها تمر بالمرحلة نفسها، فيهدأ روعها ولا يبقى سوى القليل من الخوف، وبالتالي تمر المرحلة بأمان.أما أن تتأثر سلباً، فذلك أنه قد تملكها الخوف والتوتر بصورة متزايدة، ما لا يسهل عليها مرحلة الحمل والإنجاب.[c1]فوارق واضحةالفرق بين فتاتين تحملان للمرة الأولى، الأولى مستقرة نفسياً والثانية ليست كذلك؟[/c]التوتر بالطبع له دور كبير، فالمستقرة نفسياً تجاه حملها تراها تمر بمراحل الحمل من دون أي توترات أو أي مشاكل، بل ومن الممكن ألا تحس بأعراض الحمل ولا يصاحب حملها على الأرجح أي مضاعفات، بعكس من تكون متوترة وقلقة نفسياً، فأحياناً تشكو من الألم أسفل البطن ومن صداع وتوتر داخلي ما يعني أن الحمل لا يكون مستقراً، وهذا يؤثر سلباً على الجنين.[c1]عوارض وعلامات ما العلامات الظاهرة المميزة التي تدل على الحمل؟ [/c]ــ تمر المرأة بمراحل بداية الحمل، حيث قد يصاحب حملها علامات تبين أنها حامل، مثل:انقطاع الدورة الشهرية.الإحساس بالغثيان المبكر، لاسيما في فترة الصباح.الإحساس بالخمول وزيادة ساعات النوم.ــ انقطاع الشهية.وهي الأعراض المبكرة التي تحس بها المرأة الحامل بداية وبعدها تظهر عليها أعراض أخرى، كبداية بروز البطن وبداية حركة الجنين.[c1] ماذا عن مراحل الحمل المختلفة؟ وكم تأخذ من الوقت كل مرحلة من هذه المراحل؟[/c]تحدث الأعراض، مثل الغثيان والقيء والفتور والتعب والخمول بالإضافة إلى انقطاع الشهية .. هذا بالنسبة للأشهر الثلاثة الأولى، بعد ذلك يبدأ بروز وكبر البطن من بداية الشهر الرابع أو الخامس حتى الشهر التاسع. وهناك أعراض أخرى يمكن أن ترافق الحمل، كان يبقى الجسم داكناً قليلاً، خصوصاً في مواضيع معينة على الحلمات مثلاً وظهور الكلف في الوجه، وقد يصاحب هذه الأعراض تساقط في الشعر نتيجة حدوث تغيرات هرمونية داخل جسم المرأة الحامل، وهي في مجملها أعراض طبيعية.فقد الأجنة[c1] ظاهرة شائعة في مجتمعنا اليمني عن البكريات وهي خسارتهن للأجنة خلال الأشهر الأولى من الحمل .. بم تفسرين ذلك؟ وما هي الأسباب؟ [/c]توجد عدة أسباب، فالمرأة الحامل عندما تأتي إلينا في بداية الأشهر الثلاثة الأولى تخضع لفحوصات طبية لغرض متابعة حالة حملها، فربما يكون هذا الحمل كاذباً وقد يكون هناك أسباب أخرى عديدة لإسقاط الحمل، وللعوامل الوراثية دور في الأمر كما أن من جملة الأسباب الإصابة بجرثومة «داء القطط» التي تسبب تشوهات للجنين وأحياناً إسقاطه حيث تنتقل من براز القطط المصابة بهذا الداء ويمكن أن تنتقل الجرثومة إلى الأم الحامل و تنتقل إلى الجنين ومن ثم تتسبب في إسقاطه.ومن المؤكد أنه إذا أكتشف المرض مبكراً، يمكن أن يعطى العلاج الملائم له. إذ يتم الكشف عنه عن طريق الدم، بسحب عينة من الدم لفحصها ولتحديد درجة الإصابة. وبدأ يتحدد العلاج الملائم ويطلب من المريضة معاودة زيارة الطبيب أو الطبيبة المختصة لمتابعة حالتها وللتأكد من شفائها تماماً من هذا المرض بعد العلاج.وهناك عوامل أخرى مثل الحمل العنقودي وهو عبارة عن الحمل داخل الرحم لا يتكون معه جنين وإنما هو تكاثر لخلايا الجنين لا يميز فيه أن كان هناك جنين حيث يكون فيه كعناقيد العنب، لذلك سمي بالحمل العنقودي، حيث يتم إسقاط هذا الحمل لأنه ليس طبيعياً، وكذلك ارتخاء عنق الرحم، وقد يكون مكتسباً بسبب سوء المعالجة أثناء الولادات السابقة أو لعيب خلقي يؤدي إلى تكرار فقدان الأجنة.وقد ينشأ الحمل خارج الرحم، حينما لا يحدث التقاء الحيوان المنوي بالبويضة داخل الرحم وإنما في قناة (فالوب) أو في المبايض ومن ثم لا يكون حملاً طبيعياً، فيسقط هذا الحمل.[c1]نصيحة لكل أمالحمل وبالأخص في مرحلة الأشهر الثلاثة الأخيرة هو بالنسبة للأم والأسرة أكثر الشهور توتراً، كذلك بالنسبة للزوج، فبم تنصحين الحامل لتصل بحملها إلى بر الأمان؟[/c]أنصح المرأة الحامل في بداية حملها بالتوجه إلى المركز الصحي لمتابعة الحمل من البداية، ففي الأشهر الثلاثة الأولى للحمل يجب عليها المتابعة والحضور لعمل بعض الفحوصات الطبية، كفحص الدم لمعرفة فصيلة الدم ومعرفة ما إذا كان حملها حملاً طبيعياً أم لا، من خلال عمل الأجهزة التلفزيونية.الشيء الآخر أنه لابد من متابعة الحمل في الشهور الأولى بشكل شهري، أي بمعدل زيارة واحدة في الشهر.وأهم شيء أنه بذلك يمكن الكشف عن مضاعفات الحمل بصورة مبكرة، مثل ارتفاع ضغط الدم، واكتشاف الإصابة بداء السكر، أو بأي مضاعفات أخرى، كالنزيف، سواء كان في الشهور الثلاثة الأولى للحمل أو في الثلاثة الوسطى، وكذا لتجنب حدوث أي مضاعفات أخرى قد تؤثر سلباً في صحة الأم، أو تؤدي بحياتها أو بحياة جنينها. الأمر الثالث هو ما يتيحه للأم الحامل من معرفة وجود تشوهات في الجنين..وهكذا تتواصل الزيارات الشهرية للحامل طوال فترة الحمل، وببلوغ الشهر الأخير تكون الزيارة كل أسبوعين أو كل أسبوع إذا كانت الإمكانات تتيح ذلك ليتسنى فحص الأم الحامل ومعرفة ما إذا كانت الولادة ستكون طبيعية دون مشاكل أم غير طبيعية تتطلب إجراءها داخل المستشفى تحت رعاية وإشراف طبي، إسداء النصح لها وتقديم المشورة المناسبة في كل الأحوال.