ماذا لو أثلجت؟!
القاصة/سحر صقراناستيقظ (أحمد) من نومه مبكرا لشدة البرد وراح يتحسس الطريق إلى الحمام ولكن قدميه لم تستطيعا تحمل برودة الأرضية الرخامية ،وقد استغرب لهذا الشيء فهو لا يذكر انه سافر إلى بلاد مرتفعة أو أن أسرته اشترت جهاز تكييف، فهو لا يزال يعيش في مدينته الاستوائية الحارة،وفجأة هبت ريح قوية وفتحت النافذة نافضة ستائرها الرقيقة،وأخذت الريح والستائر تنذر بوصول عاصفة ثلجية،إندهش أحمد وهرع يصيح بمن في المنزل لإيقاظهم كي يروا هذا المشهد العظيم!، فقد تساقط الثلج وهو ما كان يتمناه. خرج إلى الأحياء والحدائق يلعب مع أصدقائه بالكرات الثلجية طوال اليوم،وعندما عاد مساء إلى منزله شعر بالعطش فلم يجد ماء. لقد تجمد الماء في الحنفيات !،ولم يستطع النوم من شدة البرد. وفي اليوم التالي أقفلت الطرق وتوقفت حركة السيارات بسبب ارتفاع مستوى الثلوج ولم يذهب احد إلى المدرسة،وتأجل حفل المدينة الذي انتظره أحمد وأصدقاؤه وألغيت نزهات الأسر والعائلات إلى الشواطئ والمتنزهات ،فتمنى أحمد لو أن الثلج لم يسقط أبدا في مدينته الدافئة الجميلة ثم ذهب إلى فراشه لينام حزينا آسفا لما حدث.في الصباح استيقظ أحمد واستغرب الدفء الذي ينتشر في جسده بالكامل ونظر إلى نبتته فوجدها في صحة وافرة وأطل من النافذة فرأى المدينة كما كانت قبل أن يكسوها الثلج وذهب يصيح بمن في الدار ليشهدوا معه الحدث الطيب،فتعجب أهله مما يقول!، وفهم أن ما رآه كانت أمنيته القديمة وقد تحققت في الحلم .