لاتخاف الموت لأنها تؤمن بقضاء الله
الدوحة/ 14أكتوبر- متابعات: تعتبر المتسابقة القطرية ندى زيدان اول فتاة خليجية تقتحم مجال رياضة سباق السيارات الشاقة والخطيرة حيث شاركت في بطولات محلية ودولية واحرزت فيها نتائج لفتت الانتباه اليها . قبل ممارستها مهنة الراليات مثلت ندى زيدان بلادها قطر في بوسان بكورياالجنوبية وتايلند وايران وغيرها في بطولة القوس والسهم التي لاتزال فيها حتى اللحظة.ويمكن القول ان ندى فتاة رياضية من طراز رفيع حيث تجيد التايكواندو والرماية والفروسية ونتيجة لتميزها وتالقها فقد اختارتها احدى الشركات المنتجة للساعات العالمية (ميلوس) كوجه اعلاني جديد لعرض ساعتها خلال العام 2006م. تفول ندى ان رحلتها في عالم الرياضة بدأت صدفة حينما شاهدت مباراة للمنتخب القطري و الإماراتي في الرماية ، مشيرة الى انها تحب الرماية منذ الصغر الأمر الذي حفزها للذهاب إلى اتحاد الرماية حيث أقدمت على الانضمام للمشاركة في البندقية ، و لكن في ذلك الوقت كانت فرصة التسجيل المتاحة للإناث محصورة على القوس و السهم ، وهي رياضة تحتاج إلى القوة العضلية و التركيز.. ولما كان جسمها مهيأ لذلك فقد أحبـّت هذه الرياضة لأنها تحب كثيرا الميدان العسكري.. و لما لم يكن هناك مجال لتحقيق حلمها للإلتحاق بالخدمة العسكرية بحكم العادات و التقاليد ، فقد وجدت في رياضة الرماية فرصة لتحقيق بعض أهدافها في الحياة.لم تكن ندى وحدها في هذا الميدان ، فقد كان الى جانبها 14 فتاة خلال فترة بسيطة لم تتجاوز شهرين وقد رأى المدرب أن قوة ندى ومهاراتها تؤهلها لإحتلال المراكز الأولى في البطولات المحلية الأمر الذي أسهم في تحقيق حلمها بإختيارها في المنتخب الوطني حيث أصبحت تمثل قطر في المحافل الدولية . تقول ندى انها لم تلق اي مضايقة من زملائها الرجال لأنهم شجعوها على منافستهم وساعدوها على التدرب بالبندقية و القوس و السهم وصولا الى رالي السيارات التي تحتاج إلى قوة تحمل و تركيز و قوة عضلية . أول مشاركة لندى كانت في بوسان (كوريا الجنوبية) وتايلند - تركيا - ايران - ليبيا وكان هدفها في البطولة ألاّ يكون اسم قطر أخر اسم في قائمة المشتركين. و لم يكن كذلك و الحمد لله. اما اول مشاركاتها في سباق السيارات فقد كانت في رالي قطر الدولي حيث حصلت على كأس السيدات والمركز التاسع بين المتسابقين ، وبعد ذلك تم اختيارها للمشاركة في رالي لبنان الذي حصلت فيه على كاس السيدات رغم ان الكثيرين كانوا يتوقعون خروجها منه في رالي دبي الذي يرعاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حصلت ندى على الكاس و في رالي سوريا كانت في المقدمة لكن لسوء الحظ انقلبت بها السيارة في احد الوديان وكذلك في رالي ابو ظبي حبث اصطدمت سيارتها باحد التلال . تقول ندى انها لا تخشى الموت لأنها تؤمن بقضاء الله ،، و هناك من الزملاء الذين سبقوها تعرضوا لحوادث خطيرة رغم أنهم أبطال فهذا الأمر مكتوب ومقدر من عند الله .. كما أنها تدرك جيدا ان مشاهدة الرالي عبر شاشة التليفزيون يختلف عن خوض التجربة ، فهي عندما استلمت السيارة اكتشفت فيها أمورا كثيرة لم تكن تعرفها و لكن بطبيعتها تحب التحدي ، ولا تنسى ان تؤكد على ان إيمانها القوي بالله شجعها على خوض هذه التجربة الصعبة . لم يكن طريق ندى في عالم الرياضة سهلا فقد واجهتها مشاكل و عراقيل في البداية و الكثيرمن اهلها ومحبيها عارضوا الفكرة و بعض منهم استغرب، لكن كل الذين عارضوها اصبحوا اليوم يتقبلون أي شيئ تعمله ندى .في طفولتها كانت ندى تحلم بأن تكون رياضية ، وعندما اتيحت لها الفرصة أادت أن تحقق بعض احلامها التي كانت تراودها و التي لم يكن بالإمكان تحقيقها ، وهي حاليا في العشرينات من عمرها ترغب في الوصول الى أبعد الحدود لانها خائفة من أن يأتي الوقت الذي لن تتمكن فيه من تحقيق كل احلامها ، لذلك تمارس ندى حاليا رياضة الراليات الرماية ، التايكواندو، الفروسية و ما دام أهلها و المجتمع يتفبلون ما تحرزه حاليا من تميز وتفوق فلماذا تحرم نفسها من ذلك ، خصوصا وانها من الناحية الدينية مازلت محافظة على إخلاقها وعفتها و كرامتها ، و التقاليد الإسلامية ، وتؤكد بأن أهم شيئ بالنسبة لها هو رضا الله و والوالدين ، و ما عدا ذلك لا يهمها كلام الأخرين. كعادة كل النساء الرائدات واجهت ندى إشاعات عديدة ومختلفة ، سببت لها في البداية صدمة كبيرة و تأثرت بها كثيرا من الناحية النفسية ، خاصة و انها تعيش في وسط مجتمع عربي و مسلم و وهي ـ كما تقول ندى ـ لم تكن تتوقع أن تطلق مثل هذه الإشاعات ،لأنها والحمد لله لم تعمل شيئاً تندم عليه ولا تخاف احدا سوى الله وحده . يبقى القول ان تميز البطلة الخليجية ندى زيدان في عالم الرياضة الشاقة لا يميزها في شيئ عن عالم النساء ، فهي كأي إمرأة تحلم ايضا بأن تكون زوجة وأمـّا .. لآن عاطفة الأمومة ـ بحسب قول ندى ـ موجودة في داخلها نظرا لحبها الشديد للأطفال.ولا تنسى ندى في غمرة انشغالها بالتدريبات الشاقة والتشجيع الذي تلقاه من اهلها واصدقائها وجمهورها ان تعترف بأن احساسها بعاطفة الأمومة يزداد كل يوم خصوصا وانها مؤمنة بأن لديها رسالة متكاملة في هذه الحياة يجب أن تحققها.