- وهابيون أو سلفيون محسوبون على حزب الإصلاح وآخرون مستقلون لهم جمعيات ومراكز تعليمية ومساجد ومنابر أخرى ومنشورات وكتيبات، يبثون الى تلاميذهم والى الجمهور على مدار الساعة خطاباً مؤداه ان الديمقراطية كفرية وان الغرب عدو وان أجهزة الدولة تحمي الفساد والرذيلة ومرتكبي المحرمات، وان وزارات تقبل بإيفاد شباب وشابات إلى دول غربية بلا شيوخ وبلا «محارم» ليتلقوا هناك دروساً ومهارات علمية بهدف «تغريبهم» وإفسادهم أخلاقياً.. ويقولون أيضاً إن رئيس الجمهورية لا يستجيب لدعوة «العلماء» بمنع ذلك الفساد وتلك المعاصي والكفريات.- هذا هو منطق وخطاب الوهابيين أو السلفيين وتلك هي تصوراتهم عن الدولة وعلاقاتها بالآخرين وعن المجتمع عموماً.. والعجيب أن الدولة تريد التخلص من الإرهاب الذي يعد تنظيم القاعدة رأس حربته بينما ترعى الوهابيين أو السلفيين ومؤسساتهم ومنابرهم ومخرجاتهم، في حين أن تنظيم القاعدة ليس سوى أداة ضاربة أو منفذة لمضمون ذلك الخطاب.. فالوهابيون أو السلفيون هم مرجعية لتنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية وهم الذين يوفرون لهم الغطاء الشرعي، وهم الذين من خلال مراكزهم ومساجدهم ومنشوراتهم يجعلون الشباب عرضة سهلة للاستجابة لنداء وأهداف ومخططات الإرهابيين.. فمادام الشيخ الوهابي أو السلفي قد تمكن من إقناع مريديه أو تلاميذه بأن كل ما هو قائم في البلاد كفريات صريحة فما على قادة الإرهاب إلا استقطاب أولئك المريدين والتلاميذ بسهولة واستخدامهم للقيام بأعمال «جهادية» ضد الكفريات والكفار.- مصر لم تعرف الإرهاب قبل الغزو السلفي، عرفته بعد سيد قطب ومصطفى شكري وعمر عبدالرحمن وعبدالسلام فرج وغيرهم من الذين اعتنقوا المذهب السلفي او الوهابي.وهؤلاء وغيرهم هم الذين جعلوا جزءاًً من تلاميذهم ومريديهم لقمة سائغة للمتطرفين الذين دبروا انقلابات واغتالوا وزراء ورئيس دولة وتسببوا في فتن طائفية وقتلوا الأجانب واغتالوا السياح.. وعاثوا في مصر فساداً.. وبعد أن تم محاصرة السلفيين والإرهابيين هناك تخلصت مصر من تلك المشكلة والذين نجوا من الحصار ذهبوا إلى خارج مصر ليعبثوا في كل ساحة متاح فيها العبث و«الجهاد» القذر.
الوهابيون مطية الإرهابيين
أخبار متعلقة