لعدم وصول المياه إلى سكان الجبال المحيطة بعدن :
نعمان الحكيميتندر بعض سكان عدن، عند رؤيتهم الحمير تجوب الحارات والشوارع وعلى ظهورها الدباب الصفراء المليئة بالمياه.. إما من المساجد أو من أماكن عامة.. يتندرون قائلين : السياحة تبيح ذلك، على الأقل لفائدتين، أولاهما لجعل الحمير (متمدنة) وتدوس على الاسفلت أو الحجارة المرصوفة، وثانيهما لنقل الماء للمحتاجين الذين لا حول لهم ولا قوة في عملية استقرار تموين المياه، رغم ما تبذله الجهات المعنية والسلطة المحلية في سبيل توصيل الماء إلى المناطق المرتفعة ومنازل وعشش (الضباحى) الذين لجأوا للجبال كحل أخير للسكن بعد أن صارت المدن لا تستوعب إلا المرتاحين وذوي المال والجاه، في الغالب! وحول الحمير.. وغزوهم للمدن؛ فإنّ ذلك شيء مقلق، وقد رأينا كيف تجوب هذه الحيوانات الأحياء والشوارع وتلقي (بمخرجاتها) في الذهاب والإياب وأمام الجميع، وكأن الموضع لا يعني أحداً، هكذا هي الحاجة للماء تجعل الناس يغضون البصر عما يجري للمدن وأحيائها من تلويث يومي يكون أثره أمراضاً ومضاعفات على الناس وما أدرانا كيف هي الحالة الصحية للحمير ومالكيها في ظل انعدام (البيطرة) التي تعنى بالحيوانات.. في حين ليس هذا موضوعنا، فالمدينة لا نؤمن بالمحمارة وقطيع الحمير.. ناهيكم عن قطعان الكلاب الضالة التي تزور الشوارع منتصف الليل وكأننا في صحراء قاحلة، وليس في شارع كشارع المعلا الرئيس (مدرم)؟!إنّ شح المياه وعدم انتظام سريانها، ووصولها إلى المناطق المرتفعة يكون ضعيفاً وهو الذي أوصل الناس إلى استخدام هكذا وسيلة، والمحتاج يركب (الصعب) من الصعوبة، وليس الصعب (ولد الحمار) أي الجحش! إنّ قلة وندرة المياه لعدن وأحياءها جعل الممنوع مسموح به، وهي معادلة مقلوبة أنْ نرى الحياة هكذا تتدهور يوماً عن يوم، في حين ندفع قيمة فواتير استهلاك ربما لقيمة الهواء والبخار الذي يأتي غالباً من قصب المياه الفارغة أصلاً.. ومن يتتبع هذه الأمور يستغرب كثيراً ويتساءل : أين تذهب المياه وكيف توزع وما هي البرامج التي ينبغي لها أن تسري على الناس لكي يعتادوا على استقبال هذه البرامج أو الفرص المتاحة لتخزين أكبر كمية من الماء؟! إنّ التلوث الحاصل سببه عشوائية الحصول على المياه التي تكاد تنضب كلما مرَّ يوم أو آخر.. وذلك يعود إلى عدم السيطرة على الماء وعلى توزيعه وعلى الشبكة الناقلة.. لأنّ السياب يولد هكذا أوضاعاً سيئة للغاية!وكنّا قبل أشهر أو ربما سنة قد قرأنا وسمعنا عن إستراتيجية للمياه والصرف الصحي، وقرأنا وسمعنا عن تحلية مياه البحر وتقطيره، أو الاستفادة من بخار الماء المتصاعد إلى طبقات الجو، وتكثيفه بتكنولوجيا حديثة.. وهلم جرا إذن.. أين تلك الإستراتيجية والوعود؟ وأين الغد المشرق الذي فيه يكون الاكتفاء بالماء من أهم مقومات الحياة؟!أمورُ المياه كثيرة وتشعباتها شائكة.. فهل نجد من يجلو ذلك بالبرهان الأكيد.. لتغدو حياتنا وبيئتنا آمنة مستقرة؟!الأمل في ذلك مرهون بتنفيذنا التعهدات..إشارات مائية ولأنّ المياه أغلى الثروات في عالمنا اليوم.. ولأهمية الحفاظ على قطرة الماء النقية، فإننا نوجه دعوة صادقة للإخوة المواطنين في سرعة الإبلاغ عن الأعطال وعن تسربات المياه وكذا (مياه المجاري) لأنّ ذلك سوف يسهل على أهل الشأن سرعة المعالجة في وقته وبتكاليف أقل! كما ندعو الإخوة في المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي أن يستجيبوا وأن يتفهموا ما نكتبه، لأنّ ذلك موضوع شراكة بيننا وبينهم، فلماذا لا يتم تلبية ما يُكتب وتفقد أماكن العطل وإصلاحه؟!وللمرة الثالثة اكتب عن عمارة (بانافع) وقد رفعنا شكوى للمحافظ وتحدثنا مع المهندس / حسن سعيد.. من أنّ هذه العمارة الواقعة في الشارع الرئيس بالمعلا.. بجانب (عمارة المقطري) الشهيرة.. تعاني من تسرب المياه داخلها وفي أماكن الصرف الصحي (الجلي) وفي الممر المؤدي إلى مسجد الصومال.. ما يعني أنّ على المؤسسة التجاوب السريع للإصلاح وردم الحفرة الكبيرة في الشارع بالإسفلت بسبب تركيب (مفتاح تحكم للمياه) واحتساب كلفة على المخلين والمخالفين، وهكذا ستكون الأمور إلى (الأحسن) بدل أن تكون على (الأحزن)!والله الهادي لنا جميعاً