بغداد/14 أكتوبر/ دين ييتس وبيتر جراف: قتل أكثر من 50 شخصا أمس الثلاثاء في انفجار سيارتين ملغومتين في بلدتين غالبية سكانهما من السنة العرب في تصاعد مفاجئ للعنف في مناطق شهدت هدوءا نسبيا في الوقت الذي تركزت فيه المعارك في الجنوب ذي الغالبية الشيعية. وقالت الشرطة العراقية إنه في هجوم من أكثر الهجمات دموية خلال أشهر انفجرت سيارة ملغومة أمس الثلاثاء أمام مقر الإدارة المحلية في بعقوبة شمالي العاصمة بغداد مما أدى إلى سقوط 40 قتيلا وإصابة 80 شخصا. وكانت الشرطة توقعت أن يرتفع عدد القتلى نظرا لوجود جثث متفحمة داخل السيارات في موقع الانفجار في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى الواقعة على بعد 65 كيلومترا شمالي بغداد. وكان من بين الضحايا نساء وأطفال. وقدرت القوات الأمريكية عدد القتلى والجرحى بما يصل إلى 36 قتيلا و67 مصابا وقالت ان الانفجار دمر ثلاث حافلات كما ألحق أضرارا بعشرة متاجر. وقالت الميجر بيجي كاجيليري المتحدثة باسم الجيش الأمريكي في بيان «هذه الأفعال الهدف منها إثارة الفزع بين السكان وهي مثال آخر على قسوة التمرد المناهض للعراق.» وذكرت مصادر طبية ان سيارات الإسعاف كانت تحاول جاهدة نقل عدد الجرحى الكبير إلى المستشفيات. وقالت أيضا مصادر بالشرطة العراقية ومصدر في مستشفى إن هجوما انتحاريا فيما يبدو بسيارة ملغومة أخرى أسفر أمس الثلاثاء عن مقتل 13 شخصا وإصابة 14 آخرين في مدينة الرمادي. ووقع الانفجار أمام مطعم في الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق. ومحافظة ديالى التي تقطنها طوائف وأعراق مختلفة هي من أكثر محافظات العراق اضطرابا وشهدت خلال الأشهر القليلة الماضية عمليات تقوم بها القوات الأمريكية والعراقية ضد مقاتلي القاعدة. ومن المرجح ان تلقى مسؤولية انفجار بعقوبة على القاعدة لتاريخها في استخدام السيارات الملغومة. وكان هذا الانفجار تذكرة باستمرار حالة عدم الاستقرار في شمال العراق في الوقت الذي تركز فيه الانتباه على القتال في جنوب العراق وفي العاصمة بغداد بين قوات الأمن وميليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأعاد مقاتلون سنة من القاعدة تنظيم صفوفهم في المحافظات الواقعة شمالي بغداد مثل ديالى بعد طردهم من محافظة الانبار الغربية ومن العاصمة العراقية عقب زيادة حجم القوات الأمريكية العاملة في العراق العام الماضي. ويحاول مقاتلو القاعدة العثور على ملاذات في هذه المناطق والاندماج وسط سكانها واستغلال المرارة التي تشعر بها الأقلية السنية. والى جانب شن هجمات على قوات الأمن والمسئولين دأب مقاتلو القاعدة أيضا على تفجير سيارات ملغومة في الأماكن العامة لإيقاع أكبر حجم من الخسائر العشوائية في الأرواح بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي لها الضحايا. وينشر الجيش الأمريكي معظم قواته في المناطق السنية التي أصبحت أكثر هدوءا على مدى العام المنصرم لكن القادة يقولون ان الجماعات المتشددة مثل القاعدة مازالت تملك القدرة على توجيه ضربات واسعة النطاق. ويمكن لهجمات أمس الثلاثاء ان تكون بداية سلسلة ضربات من جانب المقاتلين السنة العرب. وأمس الأول قتل في شمال العراق 18 شخصا في هجوم انتحاري وانفجار سيارتين ملغومتين. وقالت الشرطة ان من بين القتلى 12 من أفراد قوة البشمركة الكردية كانوا يستقلون شاحنة بالقرب من الحدود السورية عندما انفجرت سيارة ملغومة لدى مرورهم. ورغم ذلك يقول الجيش الأمريكي ان حجم العنف في بعقوبة تراجع بشكل إجمالي بنسبة 80 في المائة منذ يونيو من العام الماضي. وفي بغداد قالت الشرطة ان ستة قتلوا وجرح 26 في معارك تجددت خلال الليل في حي مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي في شرق العاصمة العراقية. وقال الجيش الأمريكي انه قتل عشرة مقاتلين على الأقل في حي مدينة الصدر. وذكر في بيان ان ثلاثة مقاتلين قتلوا في معركة واحدة في الحي قبل ان تطلب القوات الأمريكية دعما جويا قتل فيه ثلاثة آخرون. وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر المتحدث باسم الجيش ان قوات أمريكية في دبابة قتلت أربعة مسلحين آخرين في اشتباك منفصل. وشهد حي مدينة الصدر الشيعي معارك شرسة في الشوارع على مدى الثلاثة أسابيع الماضية. وكان القتال أكثر كثافة من أي وقت مضى منذ النصف الأول من عام 2007. وأعادت المعارك قضية العراق إلى قلب ساحة المنافسة في انتخابات الرئاسة الأمريكية.