يشارك في منتدى الأعمال المصري بنيودلهي
القاهرة /متابعات:أكد الرئيس حسنى مبارك أن مصر والهند تواجهان نفس التحديات المرتبطة بالعولمة في عالم جديد وحقبة جديدة , وأن كلتا الدولتين تتعاملان مع حقائق جديدة وقامتا ببرامج إصلاح إقتصادى تتسم بالجرأة. جاء ذلك في الكلمة التي أدلى بها الرئيس مبارك أمام منتدى الأعمال المصري الهندي الذي أنطلق يوم الاثنين في نيودلهي على هامش زيارة الرئيس الحالية للهند. وقد رحب المشاركون في المنتدى بحفاوة بالرئيس مبارك معربين عن تقديرهم لحرص سيادته على المشاركة في أعمال هذا المنتدى المهم لما يعكسه ذلك من اهتمام بدفع مسيرة التعاون الإقتصادى والاستثماري بين البلدين ومجتمعات الأعمال المصرية والهندية. وتحدث في بداية الاجتماع رئيس إتحاد غرف التجارة والصناعة الهندي إيه أجا روال فأكد حرص مجتمع الأعمال الهندي على زيادة نشاطه في مصر والاستفادة من الأجواء الإيجابية الاستثمارية والحوافز التي تقدمها مصر للمستثمرين .. وتوقع أن تشهد الفترة القادمة المزيد من الاستثمارات الهندية بمصر. ثم تحدث رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة عاصم رجب حيث قدم عرضا حول المزايا التي تقدمها مصر لاجتذاب المستثمرين من كافة أنحاء العالم والاستفادة من الموقع الاستراتيجي لمصر والمزايا المرتبطة بعضويتها في العديد من التجمعات الاقتصادية والتجارية الإقليمية. وقد ألقى وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد كلمة أمام المنتدى أشار فيها إلى أنه يعكس مدى عمق العلاقات بين مصر والهند ومدى الرغبة في دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى آفاق أكثر أتساعا ورسوخا بما يحقق مصالح البلدين ويتناسب مع مايربط بينهما من علاقات سياسية جيدة .. مشيرا إلى الارتفاع الكبير في معدل نمو التجارة بين مصر والهند بنسبة 55 % سنويا خلال السنوات الأربعة الماضية .. إضافة إلى تحقيق قفزة في الاستثمارات الهندية بمصر و التي قال أنها لعبت دورا مهما في إطار مسيرة الإصلاح حيث وصل عدد المشروعات المصرية الهندية المشتركة لأكثر من مائتي مشروع أغلبها في قطاعات الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأشار الوزير إلى انه رغم هذا التحسن الكبيرالا أنه لاتزال هناك العديد من الفرص لتحقيق المزيد من التعاون التجاري والاستثماري خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية .. وقال إن العالم يتطلع للاقتصاديات الواعدة والبازغة كمصر والهند و البرازيل والصين وبعض الدول العربية لتلعب دور المحرك الأساسي للنمو العالمي خلال السنوات القادمة. وتطرق رشيد إلى نجاح الحكومة المصرية في تنفيذ برنامج متكامل للإصلاح الاقتصادي أدى لتحقيق أعلى معدل نمو إقتصادى تجاوز 7 % وأصبح معه الاقتصاد المصري أكثر اندماجا في الاقتصاد العالمي وهو البرنامج الذي حظي بتقدير كبير من جانب المؤسسات الدولية المعنية. وأكد رشيد ترحيب مصر بالمستثمرين الهنود وتقديرها للدور الذي يمكن لهم أن يقوموا به في جذب رؤوس الأموال والتكنولوجيا المتقدمة والخبرات البشرية والإدارية والتسويقية لمساعدة الشركات المصرية على التطوير وتحديث الإنتاج والإنتاجية .. فضلا عما يحققه موقع مصر الإستراتيجي من مزايا للاستثمارات الهندية. ومن جانبه ألقى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور طارق كامل كلمة أمام المنتدى عرض خلالها التطور الكبير الذي شهدته صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر في السنوات الأخيرة وتطلع مصر إلى الدخول في شراكة مع الشركات الهندية العاملة في هذه المجالات الحيوية خاصة في ظل مايتمتع به العنصر البشرى في البلدين من تفوق في هذه المجالات .. ودعا المستثمرين الهنود للاستفادة من التسهيلات والمزايا التي تقدها مصر للمستثمرين في قطاع الاتصالات. أما وزير التجارة الهندي كمال ناث فقد أعرب عن تقديره البالغ لمشاركة الرئيس في جانب من أعمال هذا المنتدى , مؤكدا وجود فرص كبيرة لزيادة التعاون بين مصر والهند في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار في الفترة القادمة .. وأكد تقدير الهند للروابط التاريخية التي تربط بينها وبين مصر .. وأشاد بدور مصر والرئيس مبارك وما يتحلى به حسن تجارب وحكمة ورؤية ثاقبة تؤكد دور مصر الرائد في محيطها العربي فضلا عن قيادته لمسيرة الإصلاح الإقتصادى في مصر والتي بدأت تؤتى ثمارا جيدة على أرض الواقع. وأشار الوزير الهندي إلى أهمية التعاون المصري الهندي على كافة المستويات سواء الاقتصادية أو السياسية. وطالب الوزير الهندي بالعمل على زيادة حركة الطيران والنقل بين مصر والهند من أجل مواكبة التوسع المنشود في العلاقات التجارية بين البلدين في الفترة المقبلة. في الوقت نفسه فقد أستمع المشاركون في المنتدى لخمسة من رجال الأعمال الهنود الذين عرضوا لتجاربهم الناجحة للاستثمار في مصر , وأشادوا بالتسهيلات التي توفرها مصر للمستثمرين وما يتيحه موقع مصر الإستراتيجي وعلاقاتها الإقليمية والدولية من مزايا للمستثمرين. ودعا المستثمرون الخمسة الممثلون لشركات “ ويبرو وأوبروى وأشوك ليلاند وسانمار وناسكوم “ المستثمرين الهنود للاستفادة من مزايا الجو الإستثمارى الإيجابي في مصر. على صعيد آخر .. تفقد الرئيس حسنى مبارك اليوم الاثنين معرضا للصور التاريخية التي تحكى قصة تطور العلاقات التاريخية بين مصر والهند منذ عهد الزعيمين جواهر لال نهرو وجمال عبد الناصر. ويضم المعرض عددا من الصور للرئيس مبارك منذ كان نائبا لرئيس الجمهورية مع رئيسة الوزراء الهندية الراحلة انديرا غاندي وصورا أخرى لسيادته مع رئيس الوزراء الهندي الأسبق راجيف غاندي. وقد أبدى الرئيس مبارك إعجابه بالمعرض , مؤكدا أهمية العلاقات التاريخية بين مصر والهند والتي تعد هذه الصور خير شاهد على تطورها ورسوخها عبر التاريخ. ويهدف المعرض الذي أقيم بمدخل القاعة الرئيسية لاجتماعات المنتدى المصري الهندي لرجال الأعمال , إلى إلقاء الضوء على اللحظات التاريخية المؤثرة في تاريخ العلاقات بين البلدين وهما صاحبا اثنتين من أعرق الحضارات القديمة. كما يستهدف المعرض إحياء ذكرى شخصيات عظيمة من الهند ومصر ساهمت في تشكيل العلاقات الثنائية المعاصرة بين البلدين. و تسلط الصور المعروضة الضوء على لحظات و أحداث تاريخية هامة في إطار رحلة التفاعلات والعلاقات بين البلدين بداية من الكفاح من أجل الحرية و عبر المراحل التاريخية المختلفة وصولا إلى الوقت الحاضر.