الاتحاد الأوروبي يرفض مقاطعة ألعاب بكين الأولمبية
كانبيرا/14 أكتوبر/ جيمس جرابل: أعرب كيفين رود رئيس وزراء استراليا عن قلقه من الحملة التي شنتها الصين على أعمال الشغب التي وقعت في التبت بينما حدثت أعمال عنف في الاحتجاجات التي جرت في العاصمة الفرنسية باريس وفي مدينة نيويورك الأمريكية مع تنامي الضغط على بكين لضبط النفس. وأعربت حكومات غربية عن قلقها بشأن الاضطرابات التي وقعت في لاسا عاصمة إقليم التبت يوم الجمعة وامتدت إلى الأحد لمناطق أخرى من الإقليم الصيني. وأعطت بكين «مثيري الشغب» الذي حدث في لاسا يوم الجمعة وأوقع قتلى حتى منتصف الليلة الماضية ليسلموا أنفسهم. وأعلن حاكم إقليم التبت أمس الاثنين قبل انقضاء مهلة نهائية عند منتصف الليل كي يسلم مثيرو الشغب أنفسهم ان المحتجين الذين ارتكبوا جرائم خطيرة في التبت سيعاملون بقسوة ولكن سيعامل بتسامح من يبدون ندمهم على ما فعلوا. وقال جيانجبا بونكوج رئيس الحكومة الإقليمية في التبت في مؤتمر صحفي بشأن أعمال الشغب التي وقعت في لاسا عاصمة إقليم التبت وقيام تبتيين بأعمال شغب في أقاليم صينية مجاورة «لقد تعاملنا مع هذه الواقعة وفقا للقانون. الصين دولة يحكمها القانون. لم تكن أي دولة ستسمح بأعمال العنف هذه». وصرح حاكم إقليم التبت أمس الاثنين بان قوات الأمن الصينية لم تستخدم أسلحة فتاكة ضد المحتجين في مدينة لاسا عاصمة التبت وإنها تحلت «بضبط نفس كبير» في ردها على أعمال الشغب التي وقعت. وقال في مؤتمر صحفي في بكين «بوسعي ان أقول بكل مسؤولية إننا لم نستخدم أسلحة قاتلة بما في ذلك إطلاق النار.» وأضاف ان 13 «مدنيا بريئا» قتلوا كما أصيب العشرات من أفراد الأمن بعد تحول احتجاجات قادها الكهنة إلى أعمال شغب أحرقت خلالها منازل ومتاجر ونهبت. وأضاف ان «الهدوء بدأ يعود إلى لاسا.» وفي كانبيرا قال رئيس الوزراء الاسترالي للصحفيين امس الاثنين «هذه التطورات الأخيرة في التبت مثيرة للقلق. أدعو السلطات الصينية إلى ضبط النفس.» وقال رود وهو دبلوماسي سابق يتحدث لغة الماندارين بطلاقة ان استراليا تعترف منذ فترة طويلة بسيادة الصين على التبت. وصرح بأن قضايا حقوق الإنسان تثار دوما خلال المحادثات رفيعة المستوى مع زعماء الصين. وانتقد حزب الخضر تصريحات رود وقارن بين دعوته الى ضبط النفس ودعوته إلى عقوبات محدودة ضد حكومة ميانمار حين قتلت وسجنت قواتها المشاركين في مظاهرات بوذية مطالبة بالديمقراطية العام الماضي. وقال بوب براون عضو مجلس الشيوخ الاسترالي وهو من الخضر للصحفيين «على رئيس الوزراء وهذه الحكومة ان تكون أكثر حسما فيما يتعلق بالتبت وتتحدث مع الدكتاتورية الشيوعية الصينية صراحة حين يسافر كيفين رود إلى الصين.» وجاءت مناشدة استراليا لضبط النفس مماثلة لنداءات أخرى صدرت من الولايات المتحدة واليابان وأوروبا. وقدر أمس الأول الأحد ممثلون منفيون للتبت في الهند التي فر إليها الدلاي لاما الزعيم الروحي للتبت بعد انتفاضة فاشلة في عام 1959 ضد الحكم الصيني عدد القتلى في لاسا بثمانين شخصا. وقالت فرنسا أنها تتابع الموقف في التبت «عن كثب مع شركائنا الأوروبيين.» وقال مكتب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير انه اتصل هاتفيا مع نظيره الصيني يانج جيه تشي وأعرب عن قلق الحكومة الألمانية البالغ. وجاء في البيان «يجب بذل كل شيء لمنع أي تصعيد جديد للموقف والتوصل إلى نهاية سلمية لهذا الصراع.، «يدعو الوزير شتاينماير نظراءه الصينيين إلى التحلي بأكبر قدر من الشفافية فيما يتعلق بأحداث التبت ويطلب منهم فعل كل شيء ممكن لضمان سلامة المواطنين الألمان والسياح.» وفي آسيا التي ترتبط معظم دولها بعلاقات تجارية وإستراتيجية هامة مع الصين جاءت التعليقات الرسمية أكثر حذرا.