بمناسبة الذكرى الثانية لرحيله
علي حيمد في الثلاثين من اغسطس 2005م فقدت الحركة الفنية اليمنية الفنان الكبير طه فارع وقبله بسنوات قليلة الفنانين الكبار محمد سعد عبدالله ومحمد سالم بن شامخ وشريف ناجي والله وحده يعلم على من سيكون الدور في قادم الأيام.المبدعون يتساقطون واحد تلو الآخر هؤلاء الذين ملؤوا حياتنا ضجيجاً وطرباً وأنغاما فتكت بهم الأمراض وكم تمنيت إن الضجيج الذي كلأوا به حياتنا ، مطربين مبدعين إن يرافق فترة مرضهم ، لانهم وللامانة يمرضون في صمت ويرحلون في صمت مطبق ولا احد يعلم حتى بنبأ وفاتهم الا بعد أن تنشر الصحافة نعيهم وخبر وفاتهم ثم تنهال برقيات العزاء وكلمات التعي والرثاء والمواساة وعض اصابع الندم وزفرات الأحزان على رحيلهم.إنني أتساءل ما الفائدة من كل تلك الآهات والتعازي ومقالات الأسى بعد أن يكون مبدع كبير قد ترك الحياة الفانية ومع احترامي وتقديري الكبيرين للمسؤولين الكبار في الدولة الذين يولون اهتماماً بهذا الشأن ويقومون بإرسال برقيات التعازي إلى أهل وذوي الفقيد الراحل.الا أنني اقول ماذا قدمتم لهذا المبدع خلال سنوات صراعه مع المرضوهل كلفتم انفسكم حتى باتصال هاتفي للاطمئنان على صحته ، انه في حالته تلك لايريد منكم أكثر من المواساة بالسؤال على صحته فقط.عاش الفنان الكبير طه فارع في صراع طويل مع المرض استمر لعدد من السنوات وقد اتيحت لي فرصة زيارته برفقه الفنان الكبير الأستاذ محمد محسن عطر وش في بداية سنوات مرضه عندما قمنا بزيارته في إحدى الليالي الرمضانية في منزله ومكثنا معه في جلسة جميلة استمرت زهاء اأربع ساعات تحدث فيها كعادته بأناقة ورشاقة عوهدوء عن مشوار حياته الفنية وما قدمه خلال مسيرته الفنية التي دامت لما يقارب خمسة عقود وكانت بالفعل سفر المسيرة فنان عظيم مبدع قسا عليه الزمن واضطرته ظروفه الصحية والمادية إلى الانزواء من كل شيء وملازمة فراش المرض دون أن تحرك اية جهة من الجهات ساكناً لمعالجته وتلافي الخطر الذي بدأ يحدق به ويهدد حياته مما جعله حبيس منزله لا يغادره الا عند حاجته للذهاب إلى المستشفى للعلاج ولا ننسى مبادرة بعض الجهات غير الحكومية في مساهدته وتسهيل مهمة سفره للعلاج في الخارج ولكن بعد أن استفحل به المرض وبدأ ينهك قواه.ربطتني بالفقيد الفنان الكبير طه فارع علاقة طيبة حتى أنه قبل تدهور صحته زارني في منزلي وبحضور عدد من الزملاء المبدعين من أدباء وفنانين حيث تبادلنا أطراف الحديث حول قضايا الفن والإبداع في بلادنا وكان كعادته دائماً ما يطرح الآراء والأفكار السديدة ثم استمر التواصل بيننا بالهاتف.وفي الأيام الأخيرة وقبل رجيله يأسبوعين وتحديدأً في 16 / 8 / 2005م أي بعد إن تم نقله إلى مستشفى صابر وهو في حالة غيبوبة تامة اتيحت لي فرصة زيارته للمرة الأخيرة برفقه الشاعر عبدالله باكداده مدير عام مكتب الثقافة والسياحة م/عدن والفنان المبدع عصام خليدي حيث استقبلنا نجله الأكبر الأخ/ نزار طه فارع ورأيت الحزن والحسرة والألم في عيني نزار الا أن تلك اللحظات الحزينة التي كان يمر ها لم تمنعه من الشكر والإشادة بالموقف الإنساني المشرف للأخ/ الدكتور يحيى محمد الشعيبي محافظ محافظة عدن الذي وجه بأن تتحمل المحافظة كافة تكاليف العلاج والتمديد في المستشفى وهذا موقف يحسب للدكتور المحافظ.وعندما تساءل الأخ/ عبدالله باكداده عن إمكانية نقل الفنان طه فارع للعلاج في الخارج افاد الطبيب المشرف على علاجه وهو من مصر الشقيقة أفاد بعدم جدوى نقله إلى الخارج لأن الحالة ميئوس منها ولا يوجد أمل في علاجه عندها غادرنا المستشفى مودعين الأخ/ نزار والألم يعصف بنا على تيقننا بأننا في القريب العاجل سنخسر واحداً من كبار فنانينا الذين افنوا حياتهم في خدمة هذا الوطن.وفي خاتمة مقالي هذا أقول كلمة لكل من تهاون في مد يد العون لعلاج الفنان طه فارع ما قاله في مطلع إحدى أغانيه الشهيرة:ماشي تفيد الآه[c1] *** [/c]ولا الندم يجدي