الرياض/ 14 أكتوبر/ ايمانويل جاري :عرض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على السعودية المساعدة في تطوير طاقة نووية سلمية في بداية جولة في الخليج يأمل أن تضمن عقودا بمليارات الدولارات لشركات فرنسية. وعقب زيارته للسعودية حيث التقي مع العاهل السعودي الملك عبد الله توجه ساركوزي إلى قطر ثم سيتوجه إلى الإمارات حيث يوقع اتفاق تعاون نووي اليوم الثلاثاء. وقال مصدر في الوفد الفرنسي أمس الاثنين «بشان نقل التكنولوجيا ناقش الرئيس قضية الاستخدامات المدنية للطاقة النووية (مع الملك عبد الله).» وذكر ساركوزي ان فريقا مستعد لزيارة المملكة في الأسابيع المقبلة «لدراسة الإمكانات» في هذا المجال. ووقع ساركوزي بالفعل صفقات نووية مدنية مع الجزائر وليبيا ولم يخف آراءه بشان حق جميع الدول في امتلاك طاقة نووية وأكد لصحيفة الحياة ان هناك اتفاقا وشيكا مع الإمارات. وصرح للصحيفة انه أوضح دائما ان للعالم الإسلامي حقوق لا تقل عن بقية دول العالم في استخدام الطاقة النووية في أغراض مدنية لتلبية احتياجاتها من الطاقة بشكل يتفق كليا مع الالتزامات النابعة من القانون الدولي. وأكدت شركة توتال الفرنسية أمس الاثنين أنها ستبني مفاعلين نووين من الجيل الثالث في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع سويز كشريك أساسي واريفا شركة إنتاج المفاعلات النووية المملوكة للدولة. وقالت مصادر من القطاع انه إذا قبل العرض ستقام محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في ابوظبي وتبدأ الإنتاج قرب عام 2016. وقال مصدر مقرب من الصفقة «موعد 2016 يبدو منطقيا تماما إذا أخذنا في الاعتبار دراسات الجدوى وإصدار التراخيص التي ستستغرق ثلاث سنوات بالإضافة إلى خمس سنوات للإنشاءات.» وقال مجلس التعاون الخليجي العام الماضي انه يدرس برنامجا نوويا مشتركا وانه على اتصال مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التعاون في مثل هذه الخطة. وقال ساركوزي إن فرنسا ستكون صديقا مخلصا للسعودية. وابلغ مجلس الشورى السعودية وهو مجلس معين «فرنسا تريد ان تكون دولة صديقة للسعودية... لا تسعى لإعطاء الدروس بل تقول الحقيقة. صديق لا يطلب شيئا لكنه يكون موجودا عند الحاجة.» وتتمتع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم حاليا بإيرادات استثنائية من ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى قياسي قرب مئة دولار للبرميل. وزار العديد من زعماء العالم المملكة في العامين الماضيين ساعين للحصول على عقود أعمال. وابلغ ساركوزي الملك عبد الله أنه يتعين على السعودية استخدام نفوذها في تهدئة أسعار النفط التي قال الرئيس الفرنسي أنها واقعيا يجب ان تكون عند مستوى 70 دولارا للبرميل. وشملت الاتفاقات التي وقعتها فرنسا والسعودية مساء الأحد قطاعات النفط والغاز والتعدين فضلا عن التعليم وبرامج التدريب الإداري. ولم يتم الكشف عن قيمة هذه العقود. وأبلغ ساركوزي الصحفيين انه يأمل ان تسفر جولته في الخليج عن صفقات تبلغ قيمتها نحو 40 مليار يورو. وفيما يتعلق بالسعودية بالتحديد تحدث المسئولون الفرنسيون عن ان الزيارة يمكن ان تؤدي إلى عقود في مجال النقل تصل قيمتها إلى عشرة مليارت يورو أغلبها تخص قطارات عالية السرعة وعقود في مجال الطيران تصل قيمتها إلى 1.5 مليار يورو وطلبيات لمشاريع المياه والكهرباء تصل قيمتها إلى ستة مليارات يورو. وتابعوا انه علاوة على ذلك يمكن ان تؤدي مبيعات الأسلحة ومعدات الدفاع إلى عقود قيمتها 12 مليار يورو. ويمكن ان تفيد المشروعات التي ستتمخض عنها الاتفاقات شركات مثل الستوم وبوينج وفينسي وفيوليا واكور وكارفور ويوروكوبتر وداسو للطيران. وزار الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الرياض في عام 2006 في زيارة فشلت في تحقيق أمال مماثلة بإبرام صفقات.