عقب اغتيال شيخ عشيرة بني أسد
بغداد / وكالات:هاجم مسلحون مبنى محافظة مدينة البصرة واشتبكوا مع حراسه لنحو ساعة ما أسفر عن مقتل شرطي وجرح أربعة آخرين وذلك على خلفية اغتيال شيخ عشيرة بني أسد فيصل الأسدي.وأفادت الأنباء بأن مسلحين مجهولين يرتدون ملابس سوداء ويحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف مضادة للدروع (آر بي جي) هاجموا مبنى المحافظة بعد الساعة العاشرة من صباح أمس، واشتبكوا مع حراسه لمدة ساعة تقريبا لحين وصول تعزيزات عراقية وبريطانية. ونفى محافظ البصرة محمد الوائلي أن يكون المسلحون استولوا على مبنى المحافظة لكنه ذكر أن شرطيا قتل في الاشتباكات مع المسلحين وجرح أربعة آخرون. وأوضح أنه تم اعتقال سبعة مسلحين فيما فر الباقون لدى وصول مدرعات القوات البريطانية المسؤولة عن حفظ الأمن في المدينة والتي فرضت طوقا أمنيا مع القوات العراقية. واتهم الوائلي من وصفهم بـ"أصحاب الأيدي القذرة" بالمسؤولية عن الحادث، مشيرا إلى أن تحقيقا سيفتح للكشف عن ملابساته. وأكدت مصادر في الشرطة العراقية أن الوضع مستقر الآن وتمت السيطرة على الموقف. وأعربت مصادر صحفية عن اعتقادها بأن احتلال مبنى المحافظة جاء على خلفية مقتل شيخ عشائر بني أسد الثلاثاء الماضي على يد مسلحين مجهولين ظنا منهم بأن حراس المحافظة ضالعون في عملية الاغتيال. وفي حادث منفصل بالمدينة نفسها، قالت الشرطة إن الأمين العام لحزب ثأر الله الإسلامي يوسف الموسوي نجا من محاولة لاغتياله حين انفجرت قنبلتان على جانب طريق قرب منزله. وفي تداعيات أحداث كربلاء، أغلقت الشرطة العراقية المدينة لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من أمس الأربعاء تحسبا لوقوع أي أعمال عنف نتيجة التوتر الدائر بعد اشتباكات مع مؤيدي رجل الدين الشيعي محمود الحسني أسفرت عن مقتل 12 من أتباعه واعتقال نحو 300 آخرين. أما في العاصمة بغداد فقتل ثمانية مدنيين على الأقل وأصيب نحو 28 آخرين بينهم أربعة من الشرطة العراقية بانفجار سيارة مفخخة تحت الجسر السريع بالقرب من سوق الجمعة. كما قتل سبعة أشخاص وأصيب 18 آخرون جميعهم من المدنيين بانفجار قنبلة قرب مستشفى شرقي بغداد. وشهدت مناطق أخرى في العراق أحداث عنف حيث أفادت مصادر أمنية أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات للشرطة العراقية ومسلحين في ضواحي مدينة الموصل أسفرت في حصيلة أولية عن مقتل ستة من المسلحين وجرح خمسة آخرين واعتقال سبعة وإحراق خمس سيارات والاستيلاء على كميات من الأسلحة. وفيما يتعلق بالجثث المجهولة في العراق، قالت الشرطة إنها انتشلت ثلاث جثث من نهر دجلة قرب الكوت جميعها معصوبة العيون وعليها آثار تعذيب. سياسيا استبعد عضو البرلمان العراقي محمد الدايني انعقاد مؤتمر الوفاق الوطني المقرر في بغداد تحت رعاية الجامعة العربية، نظرا "للأوضاع الأمنية الصعبة إضافة للاحتلال الأميركي" الذي "يغذي الفتنة الطائفية في العراق"، واقترح نقله إلى القاهرة أو أي دولة عربية مجاورة. وحول المصالحة بين أطياف الشعب العراقي رأى الدايني -العضو عن جبهة الحوار الوطني السنية- أن العراقيين أحرار وقادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم، وأن المصالحة يمكن أن تتم في غضون 72 ساعة من خروج القوات الأميركية من البلاد. كما اتهم "مليشيات عراقية منظمة ولها وجود ضمن كتل مشاركة في العملية السياسية بممارسة عمليات قتل جماعي"، مضيفا أن هذه المليشيات "تدعم فنيا وإداريا وماديا من قبل إيران التي أصبح لها اليد الطولى في كل شؤون العراق". ووسط العنف الطائفي المتأجج في العراق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جورج بوش رفض فكرة تقسيم العراق كحل لإنهاء أعمال العنف، في إشارة إلى اقتراح لتقسيم البلاد إلى دول مختلفة حسب الطوائف التي تقطنها (الأكراد والشيعة والسنة).