البصرة (العراق)/14 أكتوبر/رويترز:اشتبكت قوات الأمن العراقية مع ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس الأربعاء في اليوم الثاني من حملة عسكرية تأمل الحكومة أن تضع حدا لسيطرة الميليشيا بدون مساعدة القوات الأجنبية. وتركز القتال في مدينة البصرة الجنوبية وهي مركز نفطي مهم لكنه امتد إلى بغداد وبلدات أخرى وأسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة المئات. وأمكن سماع أصوات إطلاق النار وانفجارات في أرجاء البصرة أمس فيما تشن قوات الأمن العراقية أكبر عملية عسكرية بدون مساندة من وحدات مقاتلة أمريكية أو بريطانية. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الموجود بالبصرة للإشراف على العملية العسكرية إنه سيتم العفو عن المقاتلين إذا استسلموا في غضون 72 ساعة. وكان الصدر المناهض للولايات المتحدة قد ساعد في تولي المالكي السلطة بعد الانتخابات التي جرت عام 2005 لكنه اختلف معه فيما بعد. ورحبت واشنطن بإعلان الصدر وقفا لإطلاق النار في أغسطس الماضي لكن يبدو أن الهدنة تتهاوى. وشن أتباعه حملة عصيان حيث أمروا بإغلاق المتاجر والجامعات والمدارس كما هدد الصدر «بعصيان مدني» إذا استمرت الهجمات. ودارت أشرس الاشتباكات في البصرة حيث قال مسئول صحي ان 40 شخصا قتلوا وأصيب 200.، ومثل أغلب مدن الجنوب الذي تسكنه غالبية شيعية شهدت المدينة معارك على النفوذ بين أتباع الصدر وأتباع جماعات شيعية أخرى. وفي العاصمة العراقية بغداد وقعت أيضا اشتباكات في حي مدينة الصدر الفقير المزدحم وهو معقل قوي لأتباع الصدر. وقال مصدر طبي أمس الأربعاء إن 14 شخصا قتلوا كما أصيب أكثر من 140 في اشتباكات بالحي. وقالت متحدثة باسم السفارة الأمريكية إن ثلاثة مواطنين أمريكيين أصيبوا بجروح بالغة أمس في هجوم بقذائف المورتر على المجمع الدبلوماسي والحكومي المعروف بالمنطقة الخضراء في بغداد. وشوهد عمود من الدخان الأسود يتصاعد فوق المنطقة التي تعرضت على مدى أيام لهجمات بقذائف المورتر والصواريخ. وفي مناطق أخرى بالعاصمة قالت الشرطة إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ستة في هجمات بقذائف المورتر على حي الكرادة ببغداد كما قتل أربعة في هجوم مماثل بحي الرسالة. وسيطر مقاتلو الصدر على سبعة أحياء بمدينة الكوت الجنوبية. وسمع شاهد أصوات اشتباكات بالقرب من مبنى حكومي في وسط المدينة. واشتعلت النيران بمبان سكنية وسيارات وسمعت أصوات انفجارات قذائف المورتر. وقالت الشرطة ان الاشتباكات العنيفة بين الجانبين تجددت في ساعة مبكرة من يوم أمس في خمسة أحياء في البصرة بعد فترة هدوء قصيرة. وتسقط قذائف مورتر وقذائف صاروخية على نقاط التفتيش التابعة لقوات الأمن العراقية وعلى قواعدها بشكل متواصل. وقال اللواء علي زيدان قائد القوات البرية للعملية العسكرية في محافظة البصرة أمس «خسائر العدو المنظورة جراء العمليات التي شهدتها مدينة البصرة الثلاثاء بلغت أكثر من 30 قتيلا وجرح أكثر من 25 واسر ما يقارب 50 شخصا.»، وأضاف زيدان «العمليات مستمرة على نفس الوتيرة التي بدأت بها ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها والقضاء على آخر جيب من جيوب العدو.» وقال عباس المقيم بالبصرة الذي رفض الإفصاح عن اسمه بالكامل «يوجد حاليا إطلاق نار كثيف وسمعت أصوات انفجارات. شاهدت أيضا مجموعة من المسلحين يزرعون قنابل على الطريق.» وانسحبت القوات البريطانية التي كانت تنظم دوريات في البصرة على مدار خمسة أعوام إلى قاعدة خارج المدينة في ديسمبر ولم تشارك في القتال. وبدا أيضا أن القوات الأمريكية لا تلعب دورا يذكر في المعارك ببغداد. وتهدف واشنطن لسحب 20 ألفا من قواتها البالغ عددها حوالي 160 ألفا بحلول يوليو بعدما ساهمت زيادة في عدد القوات في خفض العنف بشكل ملموس العام الماضي. غير أن العنف تزايد في الشهور القليلة الماضية. وتواجه حكومة المالكي ضغوطا لإظهار أن بإمكانها الحفاظ على الأمن بدون مساعدة. ويطالب المرشحان اللذان يتنافسان للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية السناتور هيلاري كلينتون والسناتور باراك اوباما واللذان يأملان في خلافة الرئيس جورج بوش في الرئاسة في يناير كانون الثاني القادم بانسحاب سريع من الحرب التي يتزايد الرفض الشعبي لها. وفرضت السلطات الأمنية حظر التجول في عدة محافظات جنوبية في محاولة لمنع امتداد العنف. وأمس الأول الثلاثاء وبعد تفجر الاشتباكات وبدء عملية البصرة أصدر الصدر -وهو زعيم صاحب نفوذ لكن لم يشاهد في العلن منذ أشهر -بيانا دعا فيه كل العراقيين لتنظيم اعتصامات في شتى أنحاء العراق كخطوة أولى. وقال انه إذا لم يستجب لمطالب الشعب ستكون الخطوة الثانية إعلان العصيان المدني في بغداد والمحافظات الأخرى. كما هدد بخطوة ثالثة لم يكشف عنها. وصرح مسئول في شركة نفط الجنوب العراقية بأن القتال لم يؤثر على إنتاج أو صادرات البصرة من النفط التي تدر أغلب إيرادات الحكومة. لكن مسئولا آخر بالشركة قال إن إنتاج النفط وصادراته بالحقول الجنوبية قد يتأثر خلال ثلاثة أيام إذا لم يتمكن العمال من الوصول إلى أعمالهم بسبب القتال.