الاحتلال يعتقل 12 فلسطينياً وأوروبا تدين اقتحام سجن أريحا
فلسطين المحتلة/ وكالات: اعتقلت قوات الاحتلال 12 فلسطينيا معظمهم ناشطون بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالضفة الغربية، بعد يوم من اعتقال أمينها أحمد سعدات خلال عملية عسكرية كبيرة في سجن أريحا. وتركزت حملة الاعتقالات بشكل خاص في مناطق رام الله وجنين وبيت لحم والخليل.وقال شهود عيان إن قوات كبيرة دهمت العديد من المنازل في عدة قرى بهذه المناطق بعد منتصف الليلة قبل الماضية وخلال ساعات الفجر.جاء ذلك عقب اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات واللواء فؤاد الشوبكي وعشرات الفلسطينيين ممن كانوا محتجزين في سجن أريحا تحت إشراف مراقبين أميركيين وبريطانيين. وقد اقتادت القوات الإسرائيلية التي دمرت أجزاء كبيرة من السجن سعدات بمفرده إلى جهة غير معلومة. وقد أثارت تلك العملية ردود فعل غاضبة لدى الفلسطينيين الذين اتهموا الولايات المتحدة وبريطانيا بالتواطؤ والتنسيق المسبق مع تل أبيب في تنفيذ العملية وخرق الاتفاقات بهذا الشأن.وقد وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الاربعاء الهجوم الاسرائيلي على سجن في أريحا واعتقال نشطاء بارزين بأنه جريمة لا تغتفر. وقال عباس للصحفيين أثناء تفقده السجن المدمر ان ما حدث جريمة شنعاء لا تغتفر واذلال للشعب الفلسطيني وانتهاك لكل الاتفاقات.وأضاف أن قيام اسرائيل باعتقال النشطاء غير قانوني. من جانبه قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن قصف السجن لم يكن ليتم دون الانسحاب المفاجئ للمراقبين الأميركيين والبريطانيين. ودعا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة السياسات الإسرائيلية. ولكن واشنطن ولندن أكدتا أن السلطة الفلسطينية كانت على علم بأن المراقبين الدوليين سيغادرون سجن أريحا. ونفى وزير الخارجية البريطاني جاك سترو وجود أي تواطؤ مع إسرائيل.وقد ادان رئيس البرلمان الأوروبي جوزب بوريل بحزم الهجوم على سجن أريحا من قبل الإسرائيليين وعمليات الخطف والأعمال الدموية التي حصلت كردة فعل في الأراضي الفلسطينية". كما أدانت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بنيتا فيريرو والدنر أعمال العنف التي استهدفت مقار بعثة الاتحاد الأوروبي، والرعايا الغربيين الموجودين بالأراضي الفلسطينية. ودعا مجلس الأمن الدولي إلى التهدئة وضبط النفس في الأراضي الفلسطينية، والإفراج فورا عن المختطفين الأجانب. وكانت مدينة رام الله ومدن أخرى قد شهدت مظاهرات احتجاج تنديدا بالولايات المتحدة وبريطانيا، واقتحم مسلحون عددا من المقار الأجنبية كما اختطف عدد من الأجانب. وفي تطور آخر حثت الدوحة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إدانة اعتقال إسرائيل لأحمد سعدات.ودعا مشروع البيان الذي صاغه السفير القطري عبد العزيز الناصر إسرائيل إلى إعادة جميع السجناء الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية، وسحب قواتها من أريحا.وقال دبلوماسيون إن المجلس المؤلف من 15 دولة سيناقش المشروع، بعد أن عدل خلال الليل استجابة لتعليقات أولية للأعضاء.ودفعت التطورات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى قطع جولة أوروبية بدأها من النمسا، والعودة إلى الأراضي الفلسطينية.وشهدت الأراضي الفلسطينية أمس إضرابا شاملا دعت إليه الفصائل الوطنية، احتجاجا على اقتحام القوات الإسرائيلية سجن أريحا واعتقال أحمد سعدات وعشرات الفلسطينيين ممن كانوا بداخله. وأسفر اقتحام قوات الاحتلال سجن أريحا مدعومة بالدبابات والطائرات عن استشهاد فلسطينيين اثنين وجرح 35 آخرين, وتدمير المعتقل.وقد توالت ردود الأفعال الدولية على قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام سجن أريحا سعيا لاعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وعدد من السجناء.وكشفت وكالة أسوشيتد برس أن إسرائيل رفضت اقتراحا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوقف هجومها على سجن أريحا. وحمل الرئيس الفلسطيني واشنطن ولندن مسؤولية الاقتحام الذي ينفذه جيش الاحتلالكما فشل لقاء أمني عقد بالقرب من المقاطعة في أريحا بين ضباط فلسطينيين وإسرائيليين في وقف الهجوم على المجمع الحكومي في المدينة شرق الضفة الغربية.الجامعة العربية من جانبها نندت على لسان أمينها العام عمرو موسى بالعملية الإسرائيلية وأكدت وجود اتصالات بين الجامعة والأطراف الدولية ومن بينها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان للتوصل إلى مخرج من هذه الأزمة.ودان الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الفلسطينية محمد صبيح العملية الإسرائيلية في أريحا ووصفها بـ"الهمجية", كما حمل الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية، مطالبا بإنهاء هذا العدوان.من جانبه طالب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بإثبات جدوى هذه الاتفاقات.من جانبها بررت الولايات المتحدة سبب سحب المراقبين الأميركيين من سجن أريحا بالقلق على سلامتهم، ودعت الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس والتزام الهدوء.وقال المتحدث باسم الخارجية شين مكورماك إن واشنطن على اتصال مع جميع الأطراف لحثهم على الهدوء، مضيفاً "نود أن نرى حلا سريعا وسلميا لهذه المسألة بأسرع وقت ممكن". وذكرت مصادر أميركية أن واشنطن أبلغت السلطة الفلسطينية عزمها الانسحاب من السجن قبل ستة أيام.ونصحت الخارجية البريطانية رعاياها بمغادرة الأراضي الفلسطينية بعدما اندلعت موجة من خطف الأجانب وهجمات على مصالح غربية في المصالح الفلسطينية.كما أكد مصدر عسكري إسرائيلي أن الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني بشأن سجن أريحا أصبح لاغيا.وأعلن مصدر فلسطيني مسؤول أنه تم إغلاق معبر رفح وهو المنفذ الوحيد لقطاع غزة حتى إشعار آخر بعد انسحاب المراقبين الدوليين منه بطلب من حكوماتهم بسبب الأوضاع الأمنية. كما تم إغلاق جسر الملك حسين بين الضفة الغربية والأردن.