مع الأحداث
أولاً ادعوا معي لإخواننا المسلمين الأبرياء في غزة بأن ينصرهم الله ويفرج عنهم وعن حصارهم وأن يتقبل شهداءهم بإذنه تعالى..فقد وصل بنا الوقت نحن العرب والمسلمين إلى عدم قدرتنا على تقديم العون والمساعدة لمن يستغيث بنا من المسلمين الأبرياء والضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة في غزة أو بغيرها من بقاع الأرض حيث ينتهك فيها المسلمون بدون وجه حق وبكل إذلال ونحن لا يسعنا إلا الدعاء والتضرع للمولى عز وجل لكي ينصرهم بنصره وهذا ما يسعنا فقط.فأصبحنا لا نستطيع عمل أكثر من ذلك فلماذا؟! ولماذا لا نستطيع أن نقف بجانبهم بأي شكل من الأشكال الفعلية والعملية؟!!هل هو الخوف من اليهود الصهاينة!! أو أن أهل غزة ليسوا بمسلمين! فماذا بعد ذلك وإلى متى هذا الصمت!؟قال فضيلة الشيخ/ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:” الأمة العربية أصبحت الآن أمة مفككة وهذا ما شجع اليهود على الاعتداء عليها”..فمن المعروف أن الدين الإسلامي هو سيد الأديان كلها وإننا خير أمة أخرجت للناس نحن المسلمين.. ولكن ليس لدينا سوى الكلام والكلام فقط ولا شيء غيره وأصبحنا متفككين متفرقين طوائف متعددة لا يتدخل أحدنا في الآخر إلا بالمواساة فقط.فإننا نرى ونسمع ما يحدث في غزة وما هي المجازر التي يقوم بها اليهود من ذبح للأطفال والنساء والشيوخ بدون رحمة وقصف لبيوت الأبرياء والملاجئ والمدارس والمستشفيات وحتى أعضاء فرق الإنقاذ الدولية لم يسلموا من الموت وكل هذه الاعتداءات الوحشية والدماء التي تسفك من أرواح المسلمين ونحن نراقب ونراقب ونحصي كم عدد الضحايا على عداد الموت الإسرائيلي الذي لا يتوقف عن الازدياد يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة ونحن نراقب كل هذا ولا وجود للغيرة لدينا لا على الإسلام المنتهك عرضه ولا على المسلمين الذين يقتلون في كل لحظة ولا على الأسر التي تموت موتاً جماعياً بقذيفة أو صاروخ إسرائيليين..فهنا يكون يكون السبب وهو “ الابتعاد عن الدين الإسلامي أدى إلى الصمت والسكوت عن جرائم غزة”.فالبعد عن الدين وعن الإسلام يوصلنا إلى هذا الطريق الذي يجعلنا متفرقين ومشتتين كحالنا الآن فأصبحت قلوبنا قاسية ولا يوجد بها مكان للغيرة ولا حمية على الإسلام ولا الرحمة على المسلمين الذين يقتلون يوماً بعد يوم في غزة ولم يبق لدينا سوى الكلام فقط وبدون أفعال.والأسوأ ما وصل إليه العرب حالياً فقد أصبحوا يحاورون اليهود ويقدمون لهم التنازلات ويطلبون بكل أدب واحترام من اليهود التوقف عن الحرب على غزة وعن قتل الأبرياء و....الخ من الطلبات الرسمية والدولية عبر انعقاد القمم أو غيرها وخوفاً من تجاوز أي قانون دولي أو احد نصوص أي معاهدة دولية. فلماذا كل ذلك هل هو الخوف من إسرائيل؟ أو الخوف من أتباعها من الدول الكبرى؟! أم هو الخوف على المناصب الكبرى أو العلاقات الدولية أو ماذا...!؟إسرائيل تقوم بنقض المعاهدات ولا تخضع لقوانين مجلس الأمن وتقوم باختراقها حيناً بعد آخر فهل حصل في يوم أن عوقبت إسرائيل على أفعالها أو عن جرائمها البشعة أو عن مجازرها التي ترتكبها في حق الإنسانية أو عن قتل الأبرياء أثناء الحرب بحجة أنهم عناصر من حركة (حماس) بينما ينص القانون الدولي على عدم قتل الأبرياء أثناء الحرب وعدم قصف المنشآت والمنازل المدنية وغير ذلك من الافعال التي يحرمها القانون الدولي وإسرائيل لا تأبه لشيء بل تقوم بارتكاب كل ما هو محرم دولياً وكأن كل هذه القوانين لا تنطبق عليها بل على غيرها من الدول الأخرى.فهنا أقول أين عزتكم أيها العرب؟! وأين عزة الإسلام والمسلمين؟هل أصبحت عزة الإسلام والعرب تداس بأقدام اليهود والنصارى وأصبحنا بلا كلمة ولا رأي وفي كل شيء يجب أن نرجع لهم ولا نستطيع عمل شيء إلا بهم؟..فإذا افترضنا أننا نحن المعتدون على إسرائيل وقمنا بإطلاق الصواريخ عليهم وقصفنا منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم واحتلال أراضيهم!! فهل سيكون موقف اليهود والنصارى مثلنا وهل سيصمتون وسيقدمون لنا التنازلات لوقف الحرب ووقف إطلاق النار؟!لا والله فإنهم سيضربون بيد من حديد هم وحلفاؤهم ومن دون الرجوع أو الخضوع إلى قرارات مجلس الأمن أو غيرها من القوانين أو نصوص المعاهدات أو عقد الجلسات.. لا وألف لا فهم من صنع وعمل على سن هذه البنود والقوانين وهم من يوقفونها فحينئذ سيمحون شيئاً اسمه الشعب العربي عن وجه الوجود.. وكما قد عملوا سابقاً بالعراق وبالرئيس صدام حسين رحمه الله حينما تحالفت ضده ما يقارب 30 دولة ونحن نراقب وبلا حراك وكما كان الأمس يكون اليوم ويكون الغد..فيا للأسف أين أولئك العرب والمسلمون الحقيقيون الذين عاصروا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام والذين هم من صحابته وأسلافه فعندما كانت تحتشد جيوش المسلمين آنذاك كانت تفزع وترهب كل من يراها من جبابرة الروم والفرس وغيرهم من أعداء الإسلام فقد كانوا هم من يطلبون الصلح مع المسلمين خزفاً منهم حينها وليس مثل الآن أصبحنا نحن من يطلب الصلح من اليهود خوفاً منهم.فقد كان أولئك المسلمون متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه وكانوا لا يخشون سوى الله عز وجل ويذهبون للموت بأنفسهم دفاعاً عن الإسلام ورفع رايته عالياً ولا يحتسبون المناصب والعلاقات ولا المعاهدات بل يبحثون عن الشهادة في سبيل الله.. أسفاً على أولئك الأبطال المسلمين الذين لا يتكررون ولن نستطيع أن نتشبه بهم طالما ونحن من يقدم التنازلات لليهود لكي نحرر أرضاً مسلمة ولأننا لا نستطيع أن نحررها كما حررت جيوش المسلمين سابقاً أراضيها، والآن فقد أخذ اليهود أرضنا وسفكوا الدماء فيها ونحن لا نستطيع أن نحرر مدينة واحدة وليس أرضاً كاملة.. فيا للعار على العرب والمسلمين الصامتين.