أزمة منتصف العمر
القاهرة / 14 اكتوبر / نصر سلطان(الحياة تبدأ بعد الأربعين) مقولة أكيدة وصحيحة 100 %، ورغم ذلك نجد أن بعضهم يخشي هذه السن، ويعتبرها خريف العمر، وذهاب ربيع الحياة. ويتمني أن يظل الزمن في مكانه ليصبح شاباً يتمتع بالصحة والعافية.والحقيقة .. أن الصحة ليس لها ارتباط بالعمر .. خصوصاً أن التقدم في السن لا يبدأ فجأة، بل يبدأ عادة منذ لحظة الولادة، ومظاهر تقدم السن ما هي إلا نتيجة من نتائج صراع خلايا الجسم الحية من أجل البقاء.إذن فهي السن التي يجني فيها الإنسان ثمرة ما تعود عليه في الصغر ولذلك فهي البذرة التي علي أساسها يجني ثمارها، فتأتي هذه السن لتكون رحلة ممتلئة بالحيوية، كما يمكن أن تكون أيضاً بداية رحلة من الأمراض.فمتي تصبح سن الأربعين بداية لحياة جديدة يستطيع الإنسان من خلالها تحقيق آماله وأهدافه وطموحاته؟ ومتي تصبح هذه السن أيضاً بداية العد التنازلي لصحة الإنسان وبداية ظهور العديد من الأمراض؟ يقول د. أحمد عبد الحميد أستاذ الطب النفسي : الإنسان يستطيع أن يتمتع بالحياة في كل مراحل العمر المختلفة، وكل إنسان يمر بهذه المراحل من الطفولة إلي الشيخوخة. ومن الأفضل أن نقسم هذه المراحل بخصائصها النفسية وليست البيولوجيةفالإنسان يتفاعل مع الحياة ويعيشها حسب خصائصه الفكرية والوجدانية والتي تختلف من مرحلة إلي مرحلة فرؤية الطفل للحياة تختلف عن رؤية الشاب، ورؤية الشاب تختلف عن رؤية الشيخ وهكذا، واختلاف مرحلة ما هو اختلاف في درجة النضج، فكلما تقدم العمر بالإنسان، ازداد نضج تفكيره ووجدانه والنضج معناه .. الانتقال من النظرة العمومية والسطحية للأشياء، إلي النظرة التفصيلية والعميقة، أي إلي الجوهر الحقيقي للأشياء ولهذا فانفعال الطفل سريع ومتقلب عكس الشيخ.ومن هنا فإن سن الأربعين هي السن التي يكون فيها الإنسان أكثر نضجاً، وأكثر إدراكاً، والبعض يظلم تلك السن ويتوهم أنها سن بداية الشيخوخة خصوصاً وأن كثيرين يعانون في هذه السن من الأمراض والكسل والخمول، ويبتعدون عن جميع الأنشطة، وهم لا يعلمون أن هذه السن ما هي إلا السن التي يجني فيه الإنسان ثمرة ما تعود عليه في الصغر، بل هي البذرة التي علي أساسها يجني ثمارها. ولذلك، ليست هذه السن التي تفزع من يصل إليها وليس صحيحاً أن الإنسان يبدأ فيها بالتقهقر والتراجع والاستسلام للواقع، بل هي في الحقيقة سن الحركة، والعواطف الناضجة، والفهم الكامل، والعقل الراجح، والانطلاق، والنجاح، والعمل المتواصل.ويعتبر سن الأربعين، سن القيادة الفكرية والعاطفية، ففيها تتبلور الأفكار، وتختزن التجارب، ويتحدد مسار الحياة، ويكون الإنسان قد اكتسب لنفسه الوسيلة التي تحقق له النجاح، وتجنبه الفشل، وتمنعه من المهالك، وتحقق له الأمن والسعادة بل قد يصل الإنسان إلي سن الستين، ويجد نفسه في منتهي القوة والنشاط، يعمل بلا كلل، ويجاهد بلا هوادة، ويتألق نجمه في سماء الحياة، ثم يحال إلي المعاش، فإذا به يشعر أن الحياة لفظته من تيارها، وعزلته عن موكبها، فيبدأ في التقوقع والتقلص ويستسلم لليأس، وسرعان ما يصاب بمختلف الأمراض النفسية والعصبية والعضوية ثم تدب الشيخوخة فيه بخطي واسعة سريعة ، فحالة الإنسان في أي فترة من حياته تتأثر بحالة الفترة السابقة لها، وسن الأربعين ليست سن المرض، ولكنها سن ما قد جنيناه من آثار للعادات السيئة أو الحسنة طوال السنوات السابقة.وأية أمراض يعاني منها الإنسان في الشيخوخة، تتأثر بحالة الفترة السابقة لها، ولا شك أنها بداية لما مارسه الإنسان من إهمال في حق نفسه سواء من خلال تناوله الكثير من الدهنيات والسكريات، أو من عدم الحركة. خرافات باليةأما د. عبد الرحمن كاظم استشاري أمراض النساء والتوليد فيقول : أزمة منتصف العمر أو سن التغير الذي أطلق عليه سن اليأس خطأ ماهي إلا خرافات بالية وتعقيدات شائعة، وقد تأخذ الحياة الزوجية في تلك الفترة منحني عنيفاً وحاداً أحياناً، والعامل الهرموني له دور في هذه التغيرات، كما أن العامل النفسي المرتبط بالمعتقدات له نصيب كبير أيضاً ففي هذه المرحلة تطرأ تغيرات علي المزاج العام من تقلبات نفسية مصحوبة باكتئاب عام، وترسم سنوات العمر خطوطاً علي الوجه، وتغزو الشعيرات البيضاء الرأس، وتشعر بعض السيدات أن عمرها الافتراضي قد انتهي، وتنسي الواحدة منهن أن سن الأربعين تشهد المرأة في تلك المرحلة تبلور ونضج أفكارها وشعورها بأهميتها في الحياة، وأن بلوغها تلك السن لا يؤثر علي أنوثتها، ولا يقلل من جمالها وعطائها ، فقيمة المرأة كإنسانة لا تحددها حالات الحمل والولادة وحدها. وبالتالي فليس انقطاع الحمل والولادة انقطاعاً لحياة وضياعاً لقيمة المرأة خصوصاً وأن قيمتها تتحدد بمقدار عطائها للحب والحنان والعطف الذي توفره لأسرتها ولمن حولها.فقد تتزوج أمرأة بعد الخمسين والستين والأزواج هنا لا يبحثون عن الإنجاب ولكنهم يبحثون عن مشاركة وجدانية تخفف عنهم الشعور بالوحدة القاتلة فالمرأة في هذه المرحلة تعيد اكتشاف ذاتها بعدما قامت بتربية أولادها وأوصلتهم إلي بر الأمان. ولكن وبكل أسف في مجتمعاتنا الشرقية ينكر الآخرون عليها حقها في الاهتمام الزائد بنفسها ويصاحب ذلك لوم لاذع، وتفاسير غير لائقة، خصوصاً إذا كانت المرأة مطلقة أو أرملة، بل قد يقف الناس بالمرصاد لتصرفاتها في تلك المرحلة، وهو نقيض ما نجده في المجتمعات الغربية التي تحترم حياة وسلوكيات المرأة تجاه ذاتها، وتجاه أسرتها ، فالنظرة السلبية للمرأة في سن الأربعين غير موجودة عند الغرب، بينما نجدها في مجتمعاتنا الشرقية تحاصر المرأة وتظلمها بينما هناك نجدها تهيئ نفسها لعبور تلك السن بأمان، ولديها القدرة علي تجاوز تلك الأزمة إن وجدت، بعكس ما نراه عندنا ،ولابد أن تعرف المرأة أن تلك السنوات هي أحلي عمرها ففيها تصل إلي درجة كبيرة من الخبرة والنضج، ويجب ألا تستسلم لأية أقاويل تحاصرها، فعمرها بعد الأربعين يبدأ ولا ينتهي.[c1]خلايا الجسم[/c]أما د . محمد بهائي السكري، أستاذ علم وظائف الأعضاء بطب الأزهر فيقول مع تقدم السن تحدث تغيرات ملموسة في جسم الإنسان تشمل الأنسجة والخلايا والأعضاء المختلفة. وحيث إن خلايا الجسم تنقسم من حيث قدرتها علي الانقسام وتجديد نفسها إلي ثلاثة أنواع وهي خلايا غير ثاتبة : ولديها القدرة علي الانقسام، وتتجدد باستمرار مثل خلايا بشرة الجلد، وكرات الدم ، وخلايا ثابتة : ولها القدرة علي الانقسام، إذا لزم الأمر، إلا أنها لا تنقسم كثيراً، تحت الظروف العادية، مثل خلايا العظام ، أما الخلايا الدائمة لا تملك القدرة علي الانقسام، ولا يزيد عددها منذ مولد الإنسان حتي نهاية عمره. لكنها قابلة للنمو واكتساب قدرات جديدة، مثل خلايا المخ ، ومع مرور السنين، تبدأ الخلايا القابلة للتجدد، والقادرة علي الانقسام في فقد قدرتها تدريجياً علي استبدال ما يتلف منها >مثل خلايا البشرة، وكرات الدم<، ويظهر ذلك علي الجلد، فتصبح طبقاته أقل سمكاً، كما تصبح الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، أكثر عرضة للتلف، وتقل إفرازات العصارات الهضمية، والأغشية المخاطية، بالإضافة إلي أن كرات الدم تقل قدرتها علي التجدد، ومع تقدم العمر، يحدث تناقص مستمر في عدد الخلايا الدائمة غير القابلة للتجدد، مثل خلايا المخ والعضلات وغيرها من الأعضا المختلفة.[c1]أمراض الأربعينات[/c]وعن الأمراض التي تحدث بعد سن الأربعين تحدثنا الدكتورة. نادية قيصر زماري أستاذ الأمراض الباطنة فتقول : أهم الأمراض التي تصيب الإنسان في تلك المرحلة هي السكر، وهو في حد ذاته ليس هو المشكلة ولكن مضاعفاته هي الأخطر خاصة أن الإنسان لا يكتشفه مبكرا ، فقد يصيب الشخص بشكل هادئ أو بطيء، وقد لا يشكو المريض شيئا ثم يكتشف صدفة أنه مريض بالسكر عندما يحلل البول أو الدم، وقد يشكو من تعب في أسنانه، أو فقد الوزن أو ضعف عام. وقد يظل مدة كبيرة بدون اكتشاف، ومثل هذا المريض قد يعالج بواسطة اتباع نظام غذائي معين، أو باستخدام بعض الأدوية، فلكل مريض طريقته في العلاج، وفي الغذاء، وفي العناية تبعا لحالته. وهناك مرضي يستجيبون لتقليل المواد النشوية والسكرية مع تقليل الوزن، وهؤلاء تتحسن حالتهم بشكل واضح ماداموا مواظبين علي إرشادات الطبيب ،وهناك مرضي يحتاجون لبعض الأدوية التي تساعد علي تخفيض السكر في الدم مع تنظيم الغذاء أيضاً، خصوصاً وتنظيم الغذاء هو أهم علاج للمرضي، وليس كما يعتقد البعض أنه مادام يتناول الأدوية فيمكنه أن يأكل كما يشتهي وبإسراف، وهذا خطأ كبير يضره ويسبب له العديد من المضاعفات ، وحيث إن للوراثة دوراً في ظهور مرضي السكر، لذا ينصح الذين يغلب علي عائلاتهم مرضي السكر، عمل اختبارات للسكر قبل وبعد سن الأربعين، حتي لا يتعرض المريض لمضاعفات السكر دون أن يدري خصوصا أمراض الشرايين والكلي والعينان والأعصاب إلي غير ذلك ، مع العلم بأن هناك مرضي لا يفيد الطعام وحده معهم، بل لابد من إضافة الأنسولين وإن كان يستخدم كحل أخير لعلاج مرضي السكر فوق الأربعين والأنسولين أنواع كثيرة، لذا فالطبيب هو الذي يحدده للمريض ويحدد الكمية المناسبة لحالته ، وإذا حافظ المريض علي نسبة السكر في الدم، فإنه يعيش دون أي مشاكل، ولا يتعرض للمضاعفات المعروفة التي تصيب المرضي الذين لا يعالجون بالدقة اللازمة، أو يهملون علاجهم.وتؤكد د. نادية أن الاستمتاع بعد الأربعين، يستلزم من الشخص أن يتوخي الاعتدال في كل شيء، خصوصاً في التغذية، مشيرة إلي بعض الأمراض التي قد تظهر بعد سن الأربعين ، فمرضي تصلب الشرايين قد يكون بداية لما مارسه الإنسان من كثرة تناول المواد الدهنية، والسمنة، وملئ المعدة. كما أن هناك أمراضاً أخري قد تكون بداية هذه المرحلة مثل ضغط الدم، قرحة المعدة، وأمراض الكلي، وأمراض القلب ، هذه الأمراض ليس مرجعها سن الأربعين كما يعتقد البعض، فسن الأربعين ماهو إلا نتيجة ما اكتسبه الإنسان في حياته من فوائد وأضرار .[c1]دورة القلب[/c]وعن تأثير العمر علي دورة القلب يحدثنا د.. شهاب الدين فتحي استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية فيقول : يظل القلب ينبض بالحياة طول عمر الإنسان، ويظل يخفق للانفعالات مستجيباً لها دائماً، والقلب يستعد لذلك، فهو يجدد خلاياه، ويغير من طبيعة أنسجته وأدواته ليواجه الزمن، وتظل كفاءته واحدة لا تتغير بمضي العمر ، فالغضب، والفرح، والحزن، ومشاعر الحب وغيرها من الانفعالات النفسية، تشارك القلب "كعضو هام" في الإحساس بها، وتظل هذه الانفعالات موجودة طوال العمر، ويظل القلب يخفق لها دائماً ، ولقد وجد أن دورة القلب لا تتغير مطلقاً بمضي العمر، فهي ثابتة، والأداء الوظيفي للقلب لا يتغير حتي نهاية الشيخوخة ، أما بالنسبة لأصوات دقات القلب، فمن المعروف أن هناك تغيرات تحدث في الشرايين الطرفية بالجسم بالدورة الدموية داخل الأنسجة، ومقاومة الدم فيها تكون عالية، وتتزايد بمضي الزمن نتيجة التغيرات الهستولوجية في أنسجة الشرايين، وبذلك يكون الصوت الثاني للدقة المسموعة علي شريان الأورطي أعلي في النصف الثاني من العمر، عنها في حالة الشباب، وهذه الأصوات وتغيرها في دقات القلب، لا تعني سوي تفعالات للتغيرات التي تحدث في الدورة الدموية، نتيجة تقدم في العمر، وهي لا تعني انيهار الكفاءة، ولكن تعني التأقلم علي الأداء الجديد ، ويستطيع القلب أن يمد الجسم بالقدر اللازم والكافي من الدم، وتحريك العضلات بسبب تنشيط الدورة الدموية الطرقية، وينشط ورود الدم الوريدي إلي القلب، كما يحسن مركز التنفس، مما يساعد علي حمل الأوكسجين من الرئة إلي الدم الوارد إليها، وبالتالي التخلص من ثاني أكسيد الكربون.وعن طرق الوقاية حتي لا يتعرض الإنسان لمرضي القلب عند تقدم العمر قال" د. فتحي ": يجب الابتعاد عن الدهون الحيوانية التي تسبب ترسباً داخل جدران الشرايين، حتي يظل ضغط الدم في معدلاته الطبيعية، والإقلال من الملح، حرصا علي الاحتفاظ بسوائل الجسم وجدران الأوعية الدموية بصورة طبيعية. والابتعاد عن التدخين خاصة وأن السجائر تحمل خطورة واضحة علي شرايين الجسم بخلاف تأثيرها المعروف علي الرئة. فالنيكوتين الموجود فيها يسبب تقلصا واضحاً في الشرايين، ينتج عنه إعاقة الدورة الدموية في بعض الأماكن محدثاً جلطة، أو يزيد مقاومة تيار الدم مسبباً ارتفاعاً بضغط الدم ، والرياضة البدنية تزيد كفاءة القلب، والدورة الدموية لتعطي الإنسان حياة أفضل عند تقدم العمر. أيضاً فإن الابتعاد عن الانفعالات النفسية له أهمية كبيرة في هذا المجال إذ إن الراحة النفسية تقلل من نسبة تدمير أنسجة الجسم ، كذلك يجب إنقاص الوزن بقدر المستطاع لتخفيف الحمل الواقع علي السطح الغضروفي، والإقلال من تناول المواد الحريفة، والمواد التي تحتوي علي نسبة عالية من الأملاح لأنها تترسب علي جدار الغضروف علماً بأن ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي أحياناً إلي زيادة الجلطات وتصلب الشرايين، وتضخم القلب علي المدي البعيد.[c1]الرياضة وقاية وحماية[/c]وعن دور الرياضة في وقاية وحماية الإنسان من الأمراض التي تبدأ بعد سن الأربعين يحدثنا د. ماهر أحمد القبلاوي أستاذ العلاج الطبيعي المساعد بجامعة القاهرة فيقول : الرياضة الخفيفة بعد الأربعين واجبة وضرورية كوقاية لحدوث الأمراض التي تبدأ مع هذه السن. لذلك يجب علي الإنسان ممارسة السباحة، والمشي، والجري الخفيف البطيء، والتنس، وكرة الماء وغيرها ، هذه الرياضايات تعمل علي تنشيط الدورة الدموية للجسم كله، وبالتالي تنشيط إفراز الغدد الصماء المتحكمة بإفرازاتها في جميع وظائف الجسم الحيوية فنضمن بذلك حسن أدائها، وإفرازها، حيث إن نقص إفرازاتها، أو حدوث بعض الخلل فيها، هو السبب في معظم أمراض ما فوق الأربعين ، فالرياضة الخفيفة تحرق المواد الزائدة عن حاجة الجسم من شحوم ودهون إذا ما تراكمت ما بين الأعضاء، وتحت الجلد، وما بين العضلات، فإنها تكون سبباً من أهم أسباب أمراض ما بعد الأربعين ، كما أن الرياضة الخفيفة تزيد من نمو العضلات وقوتها خلافا لما كان معتقدا من قبل، أن نمو العضلات وقوتها لا يكون إلا في سن الشباب، فنمنع بذلك الانحناءات التي قد تحدث بالظهر، فتسبب آلام الرقبة والظهر والساقين التي يشكو منها معظم كبار السن. ونقي أنفسنا شر هذه الآلام ، ومن أهم فوائد المداومة علي الرياضة فوق الأربعين، الاحتفاظ بقوة عضلات القلب، فتقوم هذه العضلات بانقباضها وانبساطها حول الشرايين والأوردة بعملية تشبه المساج الذي يحفظ لها ليونتها وطراوتها فتؤخر تصلب الشرايين. كما تساعد علي رفع الدم وأوردة الساقين فتمنع دوالي الساقين وحدوث التراخي في جدران الأوردة ، ولا ننسي أن من ضمن عوامل السمنة الحد من النشاط الجسماني وعدم مزاولة الرياضة الخفيفة، والجلوس إلي المكاتب، واستعمال السيارات في التنقل، فتتحول الطاقة الحرارية التي يمكن بذلها في رياضة مفيدة تحرق الدهون، والمواد الزائدة إلي مواد ضارة ودهون وشحوم تتراكم ما بين العضلات، وتحت الجلد، وزيادة في الوزن التي تكون سبباً أساسياً لأكثر أمراض فوق الأربعين، مثل الالتهابات الغضروفية التي تصيب الظهر والركبتين، وارتفاع السكر في الدم والبول، وارتفاع ضغط الدم وما يسببه من هبوط في القلب.كل ذلك يمكن تفاديه بالمداومة علي الرياضة الخفيفة، أما إهمال الرياضة والمشي في هذه الفترة من العمر، فهو الخطر الأول علي صحة الإنسان بل تعتبر هروباً من الصحة إلي المرض.[c1]نصائح لكبار السن[/c]وعن النصائح التي يمكن تقديمها لمن هم فوق الأربعين يحدثنا د. أيمن منير عبد الوهاب فيقول :يجب علي الإنسان في تلك المرحلة التعود علي الاستيقاظ مبكرا والنوم ثمانية ساعات فقط، والتوقف عن التدخين، والابتعاد عن السمنة لحمايته من أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتقليل تناول الدهون الموجودة في اللحوم والأجبان وغيرها، والاستعاضة عنها بزيت الزيتون والأسماك ، كذلك تجنب الإصابة بالإمساك، وعدم التعرض للشمس لفترات طويلة، والابتعاد عن ضغوط الحياة والقلق والتوتر. والإقلال من تناول المأكولات المحفوظة، والابتعاد عن الأطعمة المتفحمة >الشواء< وعدم الإسراف في تعاطي القهوة، وتناول 81 ملليجرام من الأسبرين يومياً. وتناول كمية وافية من فيتامين "ج" من مصادره الطبيعية في الفواكه والخضراوات، وتناول التفاح لأنه يساعد علي تجنب أمراض القلب والموز مفيد أيضاً لضغط الدم، ويقلل الجلطات الدماغية، كما أن التين يكافح التجاعيد، ويخفف من أمراض الشيخوخة، وغذاء ملكات النحل يحمي كبار السن من التعرض لحالات الإرهاق العصبي، والهبوط، والاكتئاب، والقلق، والخمول الذهني، واضطرابات الذاكرة، كذلك يجب استنشاق الهواء النقي والابتعاد عن الهواء الملوث. [c1]*(وكالة الصحافة العربية) [/c]