مقتل عشرات العراقيين في المعارك بين قوات الأمن ومسلحين
كربلاء / 14 أكتوبر / رويترز :بدأت السلطات المحلية إجلاء مئات الآلاف من زوار المقدسات الشيعية في مدينة كربلاء يوم أمس الثلاثاء مع استعار المعارك بين قوات الأمن العراقية ومسلحين بالقرب من مزارين من أقدس المزارات الشيعية. وقال مصدر أمني رفيع في بغداد ان 25 شخصا قتلوا وغالبيتهم من رجال الشرطة. وقال مدير مستشفى الحسين في كربلاء إن المستشفى استقبل ثماني جثث و29 مصابا. وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم الداخلية العراقية للتلفزيون الحكومي العراقي إن تعزيزات يجري إرسالها لكربلاء من بغداد والمحافظات المجاورة. وقال إن خمسين شخصا قتلوا وأصيبوا في أعمال العنف الناشبة. وبدا أن القتال يدور بين مسلحين موالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر قد يكونون أعضاء في ميليشيا جيش المهدي من جهة والشرطة المرتبطة بجماعة سياسية شيعية أخرى هي المجلس الأعلى الإسلامي العراقي على الجانب الآخر. وقالت الشرطة إنه تم فرض حظر للتجول. وأدى ذلك لوقف مفاجئ للاحتفالات الشيعية في ذكرى مولد الإمام محمد المهدي آخر الأئمة الإثنى عشر الذين يقدسهم الشيعة التي كان من المفترض أن تستمر حتى اليوم الأربعاء. وقال مسؤول في الشرطة المحلية "جاؤوا في حافلات كبيرة والآن تجبرهم الشرطة على العودة على متن هذه الحافلات." وسار كثير من الزوار على أقدامهم من بغداد أو من مناطق أخرى في هذه المناسبة. وقال شهود عيان في المدينة التي تبعد 110 كيلومترات جنوبي بغداد إنه كان بمقدورهم سماع دوي إطلاق نار مكثف وقذائف صاروخية تنطلق ورأوا أعمدة من الدخان تتصاعد من وسط المدينة. ويبدو أن مصدر الدخان سيارات قالت الشرطة إنها أحرقت. وقالت الشرطة إن مسلحين يحملون أسلحة آلية ومسدسات كانوا يحاولون السيطرة على المنطقة المحيطة بضريحي الإمام علي والإمام العباس. وهما نقطة محورية في الاحتفالات الدينية الجارية. وقال حازم الأعرجي المعاون الرفيع للصدر من كربلاء إن الاشتباكات اندلعت حينما عارضت الشرطة أن يردد الزوار شعارات مؤيدة للصدر وبدأوا بضربهم. وقال معاون آخر للصدر هو عمار السعيدي إن معاملة الزوار أغضبت الصدريين في كربلاء وأثارت أعمالا انتقامية من قوات الأمن. وفي مؤشر على الكيفية التي يمكن بها انتشار العنف قالت الشرطة إن مؤيدين للصدر أضرموا النار في مكتب تابع للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي في منطقة الكاظمية الشيعية في بغداد. وفي كربلاء رأى شاهد عيان مجموعات من المسلحين تجوب الشوارع مسلحة بأسلحة آلية ثقيلة وقاذفات صاروخية وهراوات وسيوف وكانوا يضربون الزوار بما في ذلك النساء. ورأى أيضا جثتين محمولتين في الشارع. والصدريون والمجلس الأعلى الإٍسلامي العراقي هما أكبر كتلتين شيعيتين في البرلمان. وهما تتصارعان من أجل السيطرة على المدن والبلدات في الجنوب ذي الأغلبية الشيعية. ويعتبر رجال الشرطة في كثير من هذه البلدات موالون للواء بدر التابع للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي. ويخشى محللون من أن يتصاعد الصراع من أجل الهيمنة قبيل الانتخابات المحلية المتوقع إجراؤها في العام المقبل. ومن المرجح أن يعتبر مثل هذا القتال محرجا لرئيس الوزراء نوري المالكي الحريص على إظهار أن قوات أمنه مستعدة لتولي السيطرة من القوات التي تقودها الولايات المتحدة. وحذر برهم صالح وهو نائب كردي للمالكي في ساعة متأخرة أمس الأول من أن انسحابا مبكرا للقوات الأمريكية من العراق سيؤدي لاندلاع حرب أهلية شاملة وسيشعل صراعا أوسع نطاقا في المنطقة. ، وأضاف "سيكون انسحاب القوات من العراق قبل الأوان كارثة ليس على العراق فحسب بل على المنطقة وعلى المجتمع الدولي ككل." ومضى يقول "سيؤدي هذا إلى حرب أهلية شاملة وسيؤدي إلى حرب إقليمية في رأيي لأن مصير العراق حيوي للتوازن الإقليمي وللأمن الإقليمي." وقالت الميجر ألين كونواي المتحدثة باسم القوات الأمريكية جنوبي بغداد إن طائرات حربية أمريكية حلقت فوق كربلاء "كإظهار للقوة" بناء على طلب السلطات العراقية ولكن تلك كانت المشاركة الأمريكية الوحيدة في العملية حتى الآن. وجاءت أعمال العنف يوم أمس بعد اشتباكات وقعت في ساعة متأخرة من الليل بين الشرطة والزوار في المدينة. قال مستشفى محلي إن سبعة من الزوار قتلوا فيها وأصيب 35 آخرون.