قليل في هذا الزمان الشهير بزمان الجحود في وقتنا الحاضر أن نجد أناساً من السهل أن يفهموك ويفهموا ماذا تريد منهم !! وبالمقابل يفهمون مالم يفهموه أو بتعبير آخر.. تعطيهم ما يجيش في أعماقك - وهم بالمثل يمتلكون نفس الإحساس وأكثر للقاء بك - ليردوا الدعوة للقاء بأفضل منها.لكننا جئنا في زمن غريب.. نعيش ونموت فيه غرباء ... إذن هذا الواقع المرير.. يفرض علينا أن نضع تساؤلاً مؤلم ومليئاً بالمرارة والغرابة في آن واحد .. مفاده : لماذا أصبح الناس في الوقت الراهن يعيشون غرباء في وطنهم؟! وما هي الحكمة التي جعلت الناس تبتعد عن بعضها البعض لتشكيل وبناء أسوار شائكة .. لتحمي الحديقة المليئة بالزهور والورود وشذى عطرها يفوح في كل أركان القلة القليلة من بقايا الرجال المخلصين ، الذين لا يزالون على دروب الصداقة ووفائها النادر باقين وعلى العهد سائرين؟الوفاء في هذا الزمن أصبح نادراً .. لأن هذه الكلمة الصغيرة هي من حيث عظمة مفردتها تحمل في عمق أعماقها دلالات عظيمة الأهداف - ومعاني راقية في مبادئ مواقفها الأصيلة.. إنها كلمة صغيرة .. لكنها كبيرة في أهدافها ( الوفاء ) . التي قد لايتصورها البعض .. ولا يعرف ملذاتها إلا من تذوق والتصقت ( صفاتها ) بأناس أوفياء .. فهي لا تتحقق إلا بالعمل الصادق والفعل الصامت..وكثير من الناس يعتبرونها ( كلمة بسيطة المعنى ) ويتساهلون بأمرها ويتعاملون معها من حيث لا يعلمون بأسرار مفهومها العام ولا يدركون مقدار ثمنها الأغلى من الماس نفسه وأهمية مجرد السؤال عن أهداف معاني أبعادها في الحياة .. الوفاء يا ناس بلادي تعني الصفة الحميدة ، والوفاء في كل شيء ولا يظهر معدنها الحقيقي إلا وقت الشدائد والمحن والأزمات .. الوفاء سنجده في إخلاصنا للعمل.. الوفاء سنجده أكثر تجسيداً وعمقاً في الصداقة والروابط المتينة التي تتجسد في العلاقة الأخوية .. لهذا نجد أن أجمل ما قيل عن الوفاء هذه الكلمات : ( أجمل ما في الدنيا هي الصداقة وأجمل ما في الصداقة هو الوفاء ) .الخلاصة الأكثر جمالاً .. مفادها العام ( الصداقة مدينة جميلة .. لا يدخلها إلا من يحمل جواز الوفاء)...
الصداقة مدينة جميلة لا يدخلها إلا...
أخبار متعلقة