قد يتبادر إلى الذهن إن وضع العراق الضنك المُزري المأساوي اليوم, بعد أكثر من خمس سنوات من الاحتلال الأمريكي هو حالة مستعصية مريرة .إن التعرُض إلى الدراسات والبحوث والتحليلات لأي ظاهرة أو واقع لا يُحسب أو يراعى من خلالها آراء بعض أصحاب المصالح الضيقة وعلى حساب كيفية الخروج بمعالجات حقيقية تُساهم بشكل مباشر وجدي للخروج بالعراق إلى بر الأمان !!!والعراق كحالة خاصة استثنائية يجب النظر إليه من واقع تركة تأريخية متوغلة في نفسية وسلوك وعقلية الإنسان العراقي , والنظر إليها كقضية أساسية جوهرية وبحيادية تامة تضمن خروجه من مآزقه ومآسيه وحالة الإسفاف والمعاناة والضنك والقتل والتشريد الذي يتعرض له الشعب العراقي اليوم .وكنت قد تعرضت مسبقا في مقال آخر بعنوان (العراق بين فكين مُفترسين ) إلى ضرورة معرفة الموقع الجغرافي للعراق ووجوده بين وبين يلقي بظلاله ومنذ أكثر من 1200 عام, وقد توغلت وسيطرت على نفسية وعقلية الإنسان العراقي وبجميع أشكال عدم شرعيتها كمذاهب لا زالت تلقي ظلالها على الواقع وعلى الأرض العراقية !!!وهذه الحالة الاستثنائية وهذه الوضعية في العراق اليوم هي حالة يتعرض لها الشعب العربي برمته وبشكل مباشر ومن خلال أشكال ومخاطر المذهبية والطائفية والشيعية والعرقية والقبلية والحزبية والإثنية والجماعات !!! والتي تم توجيهها بأساليب مختلفة وبالترغيب والترهيب !! وأثرت وبشكل مباشر في العراق وغير مباشر لدى جميع الدول العربية والإسلامية , يضمن وجود تلك الممالك الباطلة غير الشرعية من خلال العدو في البيت العربي ... بنظرية ( فرق تسُد ).وإذا أردنا أن نخرج بالواقع العربي إلى بر الأمان عموما والشعب العراقي خصوصا , فعلينا أن نُظهر ونتعرف بوضوح إلى أسباب الضعف ومقومات القوة لدينا ... وهي ضرورات حياتية شديد للخروج بالواقع العربي المرير والمريض إلى بر الأمان.وتتلخص بالآتي:1 -ضرورة أن توجه كل المساعي والظروف لكشف وفضح وإثبات زيف وبطلان دين الملوك والمذاهب ( مذهب السُنة - دين سادة وكُفار وملوك قريش - قام أساسا على العدوان والحرب على الله وكتاب الله ورسوله محمد - صلوات الله عليه - وتقويله وعدوانا عليه بعد موت الرسول وانقطاع الوحي عنه بأكثر من 250 عاما وليشرعوا من خلاله وعدوانا عليه وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأسر الحاكمة ), و( مذهب الشيعة - دين سادة وكُفار وملوك فارس - قام أساسا على العدوان والحرب على الله وكتاب الله ورسوله محمد وآل بيته - صلوات الله عليهم - وتقويلهم عدوانا عليهم بعد موت الرسول وانقطاع الوحي عنه بأكثر من 250 عاما !!! وليشرعوا من خلالهم وعدوانا عليهم وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأسر الحاكمة )!!!2 - ضرورة تعريف كل الشعوب العربية عامة والشعب العراقي خاصة وللتبيين والتوضيح والإثبات لهم بالخطر الحقيقي على حياتنا العربية , لضرورة تحررنا نحن الشعوب العربية أعداء الدين والإنسانية العربية في القديم والحديث. وهم على اعتبار إن العراق الشقيق يقع ضمن منظومة إقليمية عدوانية مؤثرة وبشكل مباشر وتُحيط به من كل الاتجاهات , ولا يمكن النظر إليه بمعزل عما يحيط بالأمة العربية من مخاطر, كقضية مُستقلة من الناحية الواقعية.3 -ضرورة إقصاء وطمس كل تشريعات الملوك غير الشرعية الطائفية والمذهبية السُنية والشيعية والحزبية والإثنية الضيقة!!!-- -ضرورة الإقصاء لأئمة أشد الكفر والجهل والتخلف والإرهاب والشقاق والنفاق غير الشرعيين وهم في الأساس مشرعو ممالك غير شرعيين ( فما بُني على باطل فهو باطل ), مهمتهم تكمن أساسا في إذكاء نار الفتنه والأحقاد والإقصاء والفرقة بين الناس!!! وقائمة على عدم إتباع أوامر الله ونواهيه في الرسالة التوحيدية السماوية ( القرآن الكريم ). 5- ضرورة العودة إلى تعظيم وتأليه الله جل جلاله وحده لا شريك له, وعدم الإشراك معه بالتشريعات من أي كان !!! والاستعانة والتوكل عليه وحده لا شريك له من خلال القرآن الكريم كمصدر للتشريعات والدساتير والفقه والأصول, والذي نزل بالوحي على الرسول وهو حي يرزق , ولا يجوز تقويل الرسول بعد موته وانقطاع الوحي عنه بمئات السنين!!! أو أي من آل بيته؟؟؟.إن الوضع العراقي اليوم لا يمكن النظر إليه بمنأى أو بمعزل عن الوضع والواقع العربي, وإنه بالإمكان الخروج منه بعدة حلول أو مخارج أو توصيات , فالوضع العربي اليوم هو أعقد وأصعب من ذلك بكثير !!! وهو محصلة 1200 عام من التجهيل والتخلُف والقمع والبطش والعدوان والتنكيل بالشعوب والقائمة أساسا على العدوان والحرب على الله وكتاب الله ورسول الله والعدوان والحرب على الإنسان العربي والإنسانية جميعا والفقر والمرض واستعباد الإنسان العربي وهو واقع لا شك مرير ومريض ...والخروج بالعراق وبالأمة العربية من واقعها الموبوء والحضيض والمرير والمريض هذا هو بحاجة إلى كثير من التضحيات وللخروج بالأمة إلى بر الأمان , وبر الأمان هذا أمامه كثير من العمل والصعوبات والمعوقات والمواجهات الضرورية والتي تقع أساسا على عاتق العُقلاء والأحرار والشرفاء والمثقفين والمفكرين العرب دونما حاجة إلى الاستعانة إلى حلول تأتينا وتُفرض علينا من الخارج. [c1] [email protected][/c]
|
مقالات
الانتخابات والدولة المدنية في العراق
أخبار متعلقة